تعكس الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية المصري سامح شكري إلي العاصمة العمانيةمسقط اليوم الأحد قدرا كبيرا من التفاهم والتنسيق المشترك بين البلدين وتتميز بالتناغم في الرؤي والمواقف والسياسات تجاه مختلف القضايا الثنائية والاقليمية والدولية وتأتي في إطار العلاقات الوثيقة والتاريخية بين البلدين. ومن أجل استعراض أبرز المستجدات علي الساحتين الإقليمية والدولية. وسبل التعامل مع الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية وتمثل تهديدا للأمن القومي العربي. وذلك علي خلفية توافق الرؤي والسياسات بين مسقطوالقاهرة حول ضرورة التوصل لحلول سياسية لأزمات العالم العربي. وأهمية تكثيف وتيرة التشاور والتنسيق بين الدول العربية في سبيل تحقيق هذا الهدف. وقد أكد بيان الخارجية المصرية. أن زيارة شكري إلي سلطنة عمان تستهدف بالأساس تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومتابعة برامج ومشروعات التعاون القائمة. بالاضافة إلي التشاور حول عدد من الملفات والقضايا الاقليمية التي تهم البلدين. كما أكد البيان أن العلاقات المصرية- العمانية تمثل محور ارتكاز اساسي في المنطقة العربية يستمد قوته من البعد التاريخي وعمق العلاقات الثنائية بين البلدين وتشعبها علي مختلف الأصعدة وسيتم خلال الزيارة نقل رسالة شفهية من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي السلطان قابوس بن سعيد. سلطان سلطنة عمان. ويؤكد خبراء العلاقات الدولية أن مؤشر العلاقات بين مصر وسلطنة عمان يسجل تقدما مطردا نتيجة العديد من المستجدات الايجابية في ظل استمرار الاتصالات بين القاهرةومسقط. انطلاقا من المواقف الثابتة للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان التي تعكس تقديره العميق لمصر ولشعبها بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي. وهو ما سبق وأن جسدته العديد من المبادرات التاريخية. حيث قال السلطان قابوس في كلمته التي ألقاها بمناسبة العيد الوطني الرابع عشر للسلطنة في سنة 1984: "لقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان والصف العربي. وهي لم تتوان يوما في التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب والإسلام وأنها الجديرة بكل تقدير". فضلا عن التوافق في السياسة الخارجية للبلدين. والتي تقوم علي مباديء مهمة في مقدمتها الحرص علي استقرار الدول وعدم التدخل في شئون الدول الأخري. ونبذ الخلافات العربية العربية وضرورة توحيد الصف العربي لمواجهة الاخطار المحدقة بالأمة العربية. وتشير الدراسات التاريخية إلي أن العلاقات العمانية المصرية. ليست بالعلاقات الحديثة ولكنها ضاربة في التاريخ القديم إلي ما قبل 3500 سنة. الأمر الذي أدي إلي انتاج اتفاقات تجارية واقتصادية واسعة. تطورت مع الوقت وبعد قيام سلطنة عمان الحديثة. إلي إنتاج أهداف سياسية واستراتيجية وروابط اجتماعية وثقافية واسعة. ومن ثم فإن تلاقي الأفكار والمواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة لم يأت من فراغ. بل كان للتاريخ والجغرافيا الأثر الكبير في بلورة مواقف مشتركة بين الدولتين. وتمثل هذه الزيارة احدي حلقات التواصل والتنسيق المستمر بين مصر وعمان في شتي المجالات في ظل تطورات عالمية واقليمية تكشف عن ميلاد تحالفات جديدة في منطقة الشرق الأوسط.