من الطبيعي أن يكون سوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية سببه سوء أداء مجموعة الوزراء الذين تتشكل منهم الحكومة. فكل وزير منوط به الاهتمام بعدة ملفات وإنجاز عدة خطط منها العاجلة ومنها الآجلة. وبعد مرور عامين تقريباً فقد وضح مَن مِن الوزراء يعمل ويستحق الإشادة ومن منهم يكتفي بالجلوس في مكتبه وحضور الاجتماعات الوزارية وإصدار البيانات وإطلاق التصريحات. اختلاط الوزراء بالناس مهم والاستماع إلي شكاواهم يريح أنفسهم بعض الشيء. أما الاختفاء عن الأنظار وعدم الظهور إلا مع تواتر أنباء عن التغيير الوزاري فهذا يجعل الناس تطلب تغيير الغالبية العظمي من الوزراء الذين لا يطيقون رؤية الناس ولا يطيق الناس رؤيتهم. وبعد متابعة خلال الأشهر الماضية يمكن تقسيم الوزراء إلي جيدين مطلوب الإبقاء عليهم. وسيئين مطلوب الاستغناء عنهم وفوراً: الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي: المناورات ذات الذخيرة الحية ومشاريع الحرب والتدريبات المشتركة مع الدول العربية والأجنبية وصفقات التسليح الأخيرة ومواجهة الإرهاب في شمال سيناء بعمليات حق الشهيد تؤكد أنه يسير علي الطريق الصحيح ويحظي بحب وتقدير المصريين جميعهم عسكريين ومدنيين. سامح شكري وزير الخارجية: من أنشط وأجرأ وأفضل وزراء الخارجية الذين تولوا هذا المنصب ويمثل واجهة مشرفة لكل المصريين في صد الحملات والمؤامرات الخارجية مع دوره المهم الذي استلزم بذل مجهود كبير لتصحيح صورة مصر في الخارج بعد ثورة الثلاثين من يونيو. لذلك فإن استمراره في هذه المرحلة يصبح ضرورة من ضرورات الأمن القومي علي الرغم من مطالبات إحدي الدول العربية الكبري بإقالته كشرط لتحسين العلاقات مع مصر. اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية: ما يواجهه رجال الشرطة كل يوم في الشارع وفي حربهم علي الإرهاب بشمال سيناء مع إخوانهم ضباط وأفراد القوات المسلحة. ومكافحة الجريمة وسرعة الوصول إلي مرتكبي الجرائم الكبري وآخرها حادث الكنيسة البطرسية يؤكد أن جهاز الشرطة في عهده يقوم بدور كبير ومهم في حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب وفي سبيل ذلك يسقط منهم الكثير شهداء. ولا ينتقص من هذا الدور ممارسات فردية لضابط أو فرد شرطة هنا أو هناك ينال مرتكبها الجزاء الرادع حتي تظل صورة جهاز الشرطة رائعة رغم أنف الحاقدين. المهندس خالد عبد العزير وزير الشباب والرياضة : يعمل بهدوء وينال احترام الجميع شباباً وشيوخاً وأطفالاً ونساءً وفتيات. وبصماته واضحة في مجاله. سحر نصر وزيرة التعاون الدولي ربما كانت أنشط وأكثر انتشاراً وعملاً من نبيلة مكرم وزيرة الهجرة بحكم طبيعة عمل كل منهما ولكن المحصلة النهائية أنهما تستحقان الاستمرار في أي تشكيل وزاري جديد ومعهما المستشار مجدي العجاتي وزير الشئون القانونية والبرلمانية. اللواء محمد العصار وزير الانتاج الحربي ومصطفي مدبولي وزير الاسكان وطارق قابيل وزير التجارة والصناعة وأشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال ومحمد سعفان وزير القوي العاملة وشريف فتحي وزير الطيران المدني والمستشار محمد حسام وزير العدل ويحيي راشد وزير السياحة وداليا خورشيد وزيرة الاستثمار وغادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي رغم حبها للظهور الإعلامي الكثير. ومحمد شاكر وزير الكهرباء.. هؤلاء رأي الناس عملهم وظهرت بصماتهم علي أرض الواقع. ولكن تنقصهم روح التحدي وصفة المقاتلين التي تتطلبها المرحلة في كل وزير يتولي وزارة. أما ما عدا هؤلاء فهم وزراء مع كامل احترامنا لهم خارج الخدمة وعالة علي الدولة. يجلسون في مكاتبهم أكثر من بيوتهم. ولم يلمس الناس لهم نشاطاً يتذكرونهم به. لذلك نتمني ألا نراهم في أي تغيير وزاري مرتقب. وكفاهم ما كلفوه للدولة من مرتبات ومستشارين وسيارات فارهة ومكاتب مكيفة ومجهزة بآلاف الجنيهات إن لم تكن ملايين بالإضافة إلي تصريحاتهم المستفزة للناس. الناس ينتظرون حدوث تغيير وزاري لضخ دماء جديدة ربما نجد المفيد مع الجديد.. فهل يحدث قريباً؟ .. نتمني.