دعا وزير الخارجية سامح شكري إلي تحرك فوري لوقف إطلاق النار في سوريا والشروع في محادثات سياسية تغلق الباب أمام التدخلات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية التي تستهدف القضاء علي مقدرات الشعب السوري وتقديم الاغاثة للشعب السوري والعمل علي إعادة سوريا التي كانت ركنا أساسياً في العمل العربي المشترك. قال "شكري" في كلمة مصر أمام الاجتماع الطاريء لمجلس وزراء الخارجية العرب بشأن حلب الذي عقد الليلة الماضية بالجامعة العربية إن الوضع المأساوي الذي تعيشه حلب هو نتيجة أعوام من اخفاق المجتمع في وقف الحرب في سوريا والبدء في تسوية سياسية تحقق طموحات الشعب السوري وتحافظ علي الدولة السورية وتحارب التنظيمات الإرهابية. أضاف ان مصر سعت باعتبارها العضو العربي في مجلس الأمن لدعم كل مشروعات القرارات بشأن الوضع الإنساني في حلب مشيرا إلي ان مجلس الأمن فشل في وقف المأساة بسبب ما اتسمت به أعماله من استقطاب. ودعا لإطلاق مسار سياسي دون شروط مسبقة أو مراوغة ووقف كافة محاولات ترويع الشعب السوري موضحاً أنه ليس من المقبول إعاقة إطلاق المفاوضات السياسية تحت أي مبررات أو اجراء محاولة الحصول علي مكاسب عسكرية. ورحب بقرار مجلس الأمن الأخير بنشر مراقبين دوليين وحث المجلس علي العمل لانهاء والقضاء علي التنظيمات الإرهابية التي أخذت من الأراضي السورية منطلقا. ووجه الشكر لوزراء الخارجية العرب المشاركين في الاجتماع لعبارات المواساة والتضامن ضد العمل الإرهابي المشين الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية. دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط لاقرار وقف إطلاق نار في جميع أنحاء سوريا وتنفيذ لقرارات مجلس الأمن علي ان يمهد لايجاد حل شامل للأزمة السورية يلبي تطلعات الشعب السوري كما ورد في مؤتمر جنيف في عام .2012 وحمل أبوالغيط في كلمته خلال الاجتماع النظام السوري وحلفاءه مسئولية ما يحدث من جرائم مؤكدا علي رفضه للصمت والعجز الدوليين. وحذر من أن تكون عمليات اجلاء المدنيين من شرق حلب مقدمة لتغيير ديموجرافي مؤكداً ضرورة ان تكون عملية الخروج كريمة وإنسانية. وقال إن عدم وجود قواعد واضحة لعمليات الخروج من الجزء الشرقي لحلب أمر يدفع للقلق خاصة في ظل غياب ما يراعي حقهم في العودة لمدينتهم بعد نهاية الحرب وإعادة الإعمار وضمان الحفاظ علي الممتلكات والعقارات في ضوء ما يتردد عن توطين سكان آخرين في هذه المناطق مشيرا إلي أن هذا حدث في حمص عام 2014 وداريا هذا العام ومدن أخري. ودعا إلي وضع آلية للنظر في كيفية تثبيت حقوق هؤلاء النازحين وكيفية عودتهم سواء بالتنسيق مع الأممالمتحدة أو الجامعة العربية. وأشار إلي ان الشعب السوري يدفع ثمن الدمار غير المسبوق والاطماع حيث أصبحت الحرب السورية نزاعاً دوليا.. موضحاً انه لا حل للأزمة إلا الحل السياسي والانتصارات التي تقوم علي الدماء والاشلاء هي هزائم ترتدي ثوب النصر. أكد أن ثمة اجماعاً عربياً علي رفض الإرهاب وإدانة العمليات التي تقوم بها داعش والنصرة وغيرها من الجماعات. وقال إن الشعوب الشعوب العربية تراقب الوضع بمزيد من الأمل واليأس مضيفا "هدفنا ليس وقف القتل والممارسات الوحشية ضد المدنيين بما في ذلك التغيير الديمواجرافي فقط بل هدفنا وقف الحرب". واختتم كلمته بإدانة تصريحات شخصيات غير عربية عن حلب وصفها بأنها بغيضة وطائفية. من جانبه وصف وزير الخارجية بدولة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الأزمة السورية بأنها أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر والتي انعكست تداعياتها علي المنطقة والعالم بأسره. وقال ان حلب التي كانت تعد أحد أهم مدن الحضارة العربية والإنسانية اصبحت الآن تدمر بالكامل. ودعا المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن التحرك بشكل فوري ووضع حل دائم لهذا النزاع وانهاء الدمار الذي حل بكافة المدن السورية والعمل علي ايجاد حل سياسي وشامل وقائم وذلك وفقا لما نصت عليه القرارات العربية ومقررات جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.