للفن منذ القدم وحتي الآن دور كبير في كشف الوجه الحقيقي للارهاب. وعبر مختلف الأزمنة قدمت السينما والدراما وبعض الاعمال المسرحية المصرية العديد من الاعمال باعتبارها أحد أهم القوي الناعمة لمحاربة تلك الآفة السرطانية واقتلاع جذورها من المجتمع المصري. ولكن في السنوات الاخيرة ذهب البعض إلي تراجع دور الفن في مناقشة قضايا الارهاب واهتمامه بقضايا أخري اقل اهمية. وفي ظل العمليات الارهابية الاخيرة التي شهدتها مصر أصبح من الضروري الحديث من جديد عن أهمية دور الفن في مواجهة الارهاب. عزت العلايلي: الفن هو مرآة الواقع وانعكاسه وبالتالي فهو لاينفصل عن قضايا المجتمع السياسية التي نعيشها ومن المهم جدا حاليا تقديم أعمال كثيرة تناقش قضية الارهاب وكيفية التغلب عليها. كما يمكن ان يتم تقديم فيلم عالمي مترجم بكل اللغات لتوضيح حقيقتهم للعالم خاصة وان كثيراً من دول العالم الآن تعاني من ويلاته كما تعاني مصر مضيفا: لابد ان تعود الدولة لدورها الريادي في الانتاج وتقديم الاعمال الهادفة ورصد قضايا المجتمع ومن بينها ظاهرة الارهاب ومحاولة ايجاد حلول لها. مشيراً إلي أن الرئيس السيسي أشار في اكثر من مرة إلي أهمية دور القوي الناعمة وعلي رأسها الفن في معالجة قضايا ومشكلات المجتمع مضيفا ان الدولة هي التي اسست شركة استديو مصر علي يد طلعت حرب كما انشأت مؤسسة السينما في فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر ونحن الآن بحاجة لاسترجاع دور الدولة الريادي في الانتاج الفني لمحاربة الارهاب. اتفقت معه في الرأي الفنانة فردوس عبدالحميد: نحن الآن في أمس الحاجة لتقديم أعمال هادفة تسلط الضوء علي ظاهرة الارهاب وتكشف ضلال معتنقي تلك الافكار وتكون بحق ناقوس خطر يدق عقول الشباب ويدفعهم لمراجعة أفكارهم سواء كان ذلك عبر المسرح أو الدراما أو السينما مؤكدة ان مثل تلك الاعمال الفنية يكون لها تأثير كبير علي المواطن البسيط الذي يري أن الفن ههو أكثر الفنون تعبيرا عنه وعن أفكاره وطموحاته مشددة علي ضرورة عودة انتاج الدولة مرة اخري وقالت ان الرئيس جمال عبدالناصر كان من أوائل الرؤساء الذين انتبهوا إلي دور الفن في التأثير علي المجتمع وقام بانشاء مؤسسة السينما التي انتجت عشرات الافلام التي عبرت وبصدق عن واقع المجتمع المصري ومشكلاته حينئذ واعتقد ان الدولة عليها العودة للانتاج مرة اخري عبر تقديم أعمال تهتم بالاساس بتقديم المعرفة وغرس القيم عوضا عن الربح المادي الذي يسيطر علي فكر الانتاج الخاص مناشدة صناع السينما والدراما وحتي المسرح بضرورة الاهتمام بتقديم اعمال تناقش ظاهرة الارهاب. قالت: الدولة يجب ان تساعد الانتاج الخاص وتشجعه لانتاج مثل تلك الاعمال عبر تقديم المعلومات وتوفيرها له مشددة علي ضرورة مشاركة الفنانين في الندوات والحلقات البحثية التي تناقش الارهاب وتطرح كيفية القضاء عليه. الكاتب والمؤلف محمد أبوالعلا السلاموني: للاسف الشديد صناعة السينما والدراما انهارت تماما في ظل تعاقب روساء قطاعات الانتاج المختلفة وعدم وجود رؤية واضحة لهم. و لابد من اهتمام الدولة بالانتاج وعودتها بقوة للارتقاء بفكر وعقول المشاهدين وتقديم نماذج ايجابية للشباب مضيفا انه قدم عبر مشواره الفني العديد من الاعمال الدرامية التي تحدثت عن نشأة الاخوان وفضحت توجهاتهم وأفعالهم الدنيئة علي مدار فترات زمنية مختلفة مؤكدا انه انتهي مؤخرا من كتابة مسرحية جديدة بعنوان "رسائل الشيطان" جمع فيها كل الرسائل التي كتبها حسن البنا والتي أدت لظهور الجماعات الارهابية في العالم كله. وقال: المسرحية تتناول شخصية سعيد رمضان الذي حكم عليه القضاء المصري غيابيا بالاعدام لمشاركته في مؤامرة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر وهو أيضا أحد الرعيل الاول من قيادات جماعة الاخوان المسلمين وزوج ابنة حسن البنا والسكرتير الشخصي له وأحد الاخوان الاوائل المؤسسين للعمل الاخواني في أوروبا وألمانيا علي وجه الخصوص وسينتجه مسرح الدولة خلال الايام القليلة المقبلة. متمنيا ان تكون تلك بداية لاهتمام انتاج الدولة بمثل تلك الاعمال الجادة مرة أخري. المخرج علي عبدالخالق: للاسف الشديد الارهاب الآن تغير كثيرا ولم يعد مجرد جماعات صغيرة مفتتة ولكنه أصبح له تنظيمات تقف خلفها وتمولها مخابرات ومنظمات مختلفة تنتمي لدول عديدة ولهذا اصبحت هجماته اشرس وتصل لأي مكان في العالم وليس مصر فقط التي يحاولون بشتي الطرق تركيعها وتحويلها إلي عراق وليبيا وسوريا جديدة. مشيراً إلي أن تراجع دور الفن في السنوات الاخيرة ورفع الدولة يديها عن الانتاج سواء السينمائي أو الدرامي واهتمام الاعمال المقدمة بتقديم مضامين فكاهية خفيفة او التركيز علي تقديم شخصيات كالبلطجي والراقصة والعصابات المسلحة وغيرها من الشخصيات أدي لاختفاء القدوة لدي الشباب. ومن هنا أصبح الحديث العاجل عن أهمية عودة الدولة للانتاج مرة أخري بتقديم اعمال هادفة تعيد نماذج القدوة للشباب. مضيفا: وزارة الدفاع الامريكية تخصص سنوياً 4 مليارات دولار لانتاج أفلام سينمائية تسيطر بها علي عقول الامريكيين وشعوب العالم أجمع بان جيشها هو أقوي جيوش العالم ومعداتهم وقدراتهم الافضل ولامثيل لها ونحن الآن في أمس الحاجة لانتاج افلام كهذه تحقق الالتفاف الوطني حول أجهزة الدولة المختلفة التي تخوض حربا شرسة ضد الارهاب لاقتلاع جذوره. وتكشف الوجه الحقيقي لتلك الجماعات الممولة. المخرج محمد فاضل: الفن أحد أهم خطوط الدفاع الرئيسية ضد كل الاعمال الارهابية التي تنال من الوطن وتحاول تفتيت وحدته. مضيفا ان الدراما والسينما كانتا حاضرتين لكشف أسباب وكيفية معالجة تلك الآفة في كثير من الازمنة وعبر العديد من الاعمال مستشهدا ببعض أفلام عادل أمام كالارهابي والارهاب والكباب اضافة للعديد من الاعمال الدرامية مثل العائلة وليالي الحلمية وغيرها مضيفا: ان الفن عليه دور رئيسي في محاربة الارهاب من خلال تقديم أفلام وأعمال درامية ومسرحية تهاجم الارهاب والارهابيين وتفضح خباياهم و اتصور انه ليس مطلوب من الفنانين اكثر من ذلك. الا انه وللاسف مع تراجع الدولة عن الانتاج ورفع يدها عن تقديم أعمال جديدة هادفة وتركها الساحة أمام المنتج الخاص تراجع هذا الدور وحدث اختلال لصالح اعمال اخري لاتهتم سوي بالمادة وحجم المكسب المادي والاعلانات. شدد علي ضرورة عودة الدولة للانتاج مرة أخري عبر تقديم أعمال هادفة تفضح خبايا الارهاب وأفكاره السوداء وتقدم فكرا مستنيرا للشباب وللمواطن البسيط عبر الاعمال الفنية المختلفة التي لابد ان تبرز جهود رجال الجيش والشرطة وتضحياتهم خلال حربهم الشرسة ضد الارهاب.