تواضروس: نؤمن ونرضي بقضاء الله.. والكنيسة تقدم الشهداء عبر التاريخ عقاب سفك الدماء شديد عند الله.. ومرتكبو الحادث لا ينتمون لمصر .. و"المساء" في الصلاة لحظة بلحظة: الكشافة زفت الجثماين بالطبول والدفوف دروع بشرية من الأمن.. اقتصار الصلاة علي الأهالي والأساقفة مظاهرات حاشدة أمام الكاتدرائية وهتافات تطالب بالقصاص بالزغاريد والدموع.. بدأت صلاة الجنازة علي شهداء تفجير الكنيسة البطرسية أمس بكنيسة السيدة العذراء والقديس اثناسيوس بمدينة نصر.. حيث اطلقت بعض السيدات من أهالي الشهداء الزغاريد لحظة دخول قداسة البابا تواضروس الثاني للكنيسة.. والذي ظهر متأثراً ثم بدأت مراسم الجنازة بصلاة الشكر. المشهد أصعب من ان يوصف.. مشاعر اهالي الشهداء تباينت ما بين الحزن علي فراقهم ووداعهم والفرح لزفافهم الي السماء.. حيث انهمرت الدموع من عيونهم واتشحت الكنيسة بالسواد حزنا علي ارواحهم الطاهرة. وضعت الكشافة الكنسية جثامين الشهداء في هيكل الكنيسة وعليها اكاليل صلبان من الورد. كما قامت الكشافة بوضع لافتات بجميع انحاء الكنيسة مكتوبا عليها اسماء الشهداء وسط حضور مكثف من الأهالي وعدد كبير من أساقفة الكنيسة والمجمع المقدس وعلي رأسهم الانباء باخوميوس اسقف البحيرة وتوابعها والأنبا أرميا رئيس المركز الثقافي القبطي والأنبا بولا أسقف طنطا والأنبا يؤانس أسقف أسيوط والأنبا موسي أسقف الشباب وعدد كبير من الشخصيات العامة ومنهم نجيب ساويرس وثروت باسيلي. بدأ البابا تواضروس الثاني مراسم الجنازة علي أرواح الشهداء بصلاة الشكر ثم انتابته نوبة بكاء شديدة الصلاة. ووضع يديه علي رأسه أثناء قراءة الانجيل. وانحني ليبكي متكئا علي عصا الرعاية التي يحملها حزنا علي الشهداء. وقع عدد كبير من حالات الاغماءات في صفوف اهالي الشهداء خلال الصلاة وقام أعضاء الكشافه بعمل الاسعافات الأولية لهم. قال البابا تواضروس الثاني خلال كلمته بصلاة الجنازة ونحن نودع هذه النفوس في شهر "كيهك" شهر التسبيح والفرح ونتألم كثيرًا لانتقال هؤلاء الأحباء في هذا الحادث. الذي ارتكبه من تخلوا عن الإنسانية والمشاعر وآذوا الوطن. فهؤلاء الشهداء سبقونا إلي السماء في وقت صلاة وصوم ويوم أحد فنودعهم علي رجاء القيامة.. موضحا ان هذه النفوس لم تمت بل انتقلت إلي السماء فنحن نؤمن ونرضي بكل ما يسمح به الله وفي بداية دخولنا المسيحية قدم أطفال شهادتهم واسميناهم شهداء بيت لحم. اضاف: الشهداء أنفسهم منطلقة. ويسعدنا كثيرا أنهم انتقلوا في وقت صلاة وما أفضل أن ينتقل الإنسان في أهم لحظة من لحظات الحياة وهو وقت الصلاة. أكد البابا تواضروس ان الكنيسة المصرية اعتادت أن تقدم الشهداء منذ القرون الاولي عبر التاريخ.. حيث قدمت شهداء بنات وفتيان وشبان وشابات كشهداء أمام الله. والشهادة تربطنا بالثبات فهذه النفوس التي نودعها اليوم ترفع قلوبنا إلي السماء. أضاف البابا ان وداع الشهداء يوافق احتفال تقديم السيدة العذراء علي الهيكل ونودع الشهداء في السماء كي يفرحوا مع مريم العذراء وكل الأبرار والصديقين. وخاطب البابا تواضروس الجناة قائلا: إن سفك الدم عقابه شديد عند الله فكل من يقتل النفس التي هي عطية من الله فسوف يمنحه الله هلاكا أبديا. وان من دبر هذا الحادث الالي لن يذوق راحة من اجل عذاب ضميره علي الارض. فالله يحاسب الاحياء والأموات. وطالب البابا بالصلاة من أجل الوحدة الوطنية.. مؤكدًا أن مرتكبي الحادث الإرهابي بالكنيسة البطرسية. لا ينتمون لمصر ولا تاريخها وحضارتها. اكد البابا تواضروس الثاني أن الشعب المصري لا يعرف العنف والإرهاب والتاريخ المصري نقي من هذا العنف او الارهاب.. أضاف لكن اذا كنا نتعرض في مصرنا الحبيبة لهذه الافعال ويظهر ضحيتها شهداء في كل مجال ليس فقط من نودعهم الآن ولكن هم شهداء الوطن في كل موقع وهؤلاء هم الذين يدافعون عن الوطن. قال البابا: نتعزي باهتمام الوطن كله وبتكريم الدولة الذي تقدمه للأحباء الشهداء علي أعلي مستوي وهؤلاء الشهداء سجلوا في التاريخ وسوف يصلون من أجل بلادهم التي عاشوا فيها.. موضحا ان تكريم مصر للشهداء وتكريم الكنيسة لهم يستحق الشكر ونشكر كل الذين عزونا وفي مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي وبابا الفاتيكان. وودع أهالي الشهداء الجثامين لحظة خروجها من الكنيسة بعد انتهاء صلوات الجنازة بالزغاريد والبكاء والصراخ في وقت واحد ووقعت العديد من حالات الاغماء بين صفوفهم. ونظم فريق الكشافة بالكنسية زفة بالدفوف والطبول للجثامين أثناء خروجها من الكنيسة لانتقالهم الي السماء. شهد محيط الكنيسة تواجدا أمنيا مكثفا من القيادات الامنية الذين انتشروا في كل مكان واغلقوا الشوارع بالحواجز الحديدية وشكلوا دروعا بشرية من المجندين ومنعوا دخول الاقباط للمشاركة في صلاة الجنازة خشية وقوع اي طوارئ تعكر الصلاة. خاصة ان الجنازة قاصرة علي اهالي الشهداء والاساقفة فقط. كما شهد محيط الكنيسة مظاهرة حاشدة من الاقباط الذين لم يتمكنوا من الدخول للتنديد بالحادث الاليم.. ورددوا هتافات تطالب بالقصاص العادل والسريع لدماء الشهداء.