أمل عامر.. من الأصوات الشعرية ذات الملمح الخاص والتجربة الثرية التي استطاعت ان تشق لها طريقاً خاصاً متفرداً في شعر العامية المصرية عبر لغة راقية. وتجربة شعرية أصيلة بعيدة عن التقليد. لما تمتلكه من موهبة ورؤية شاملة ومفردات غاية في العذوبة والرقة ومعاناة في الاقتناص. ومقدرة علي كتابة نص شعري يحمل الهم الخاص والعام في صورة تتميز بالعمق والنضوج. والامساك بمفردات القصيدة بفنية وحرفية عالية. من غير تصنع ولا تكلف. صدر لها العديد من الدواويين منها: الشكمجية. مساحة دفا. ريحة عطش. شهد الجنة.. تقول: بدأت الكتابة في المرحلة الاعدادية بمحاولات في شعر الفصحي عمودي وتفعيلة مع المداومة المستمرة علي قراءة كل ما تقع عليه يدي من رواية وقصة وشعر وخصوصاً الشعراء الكبار أمثال أمل دنقل في الفصحي وفؤاد حداد في العامية. ومع حضوري للندوات وجدت تشجيعاً كبيراً. ثم انتقلت علي استحياء وبدون مقدمات لكتابة بعض القصائد بالعامية فوجدت الاشادة والاستحسان والدعوة إلي مواصلة الكتابة بالعامية فاتممت ديواني الأول الشكمجية وتقدمت به إلي المسابقة المركزية لهيئة قصور الثقافة وحصلت علي المركز الثاني علي مستوي الجمهورية عام 1996 فكان هذا الفوز مصدر سعادة كبيرة ودافعاً لي من أجل الاستمرار ومواصلة رحلة الشعر. وعن الكتابة بالعامية تقول: في الفترة الأخيرة طغت قصيدة العامية علي الساحة وكثرت الإبداعات لكن البعض يجري وراء الاستسهال فيصبح الديوان عبارة عن حكايات بلا روح وصور ومحسنات بديعية. وفي ظني ان قصيدة العامية ستستمر ولن يخفت صوتها ابداً لأن مصر ولادة وهناك الكثير من الشعراء الشباب الجيدين منهم عفاف أحمد ومحمد مجدي.. وغيرهم. وتري ان الزجل مازال يشد أذان المستمعين ويتجمع حوله الناس في المنتديات علي الرغم من وجود تجارب جيدة في شعر العامية وذلك لبساطة مفرداته وأغلب موضوعاته تكون نقداً في أحوال المعيشة والحياة والناس ويكون معبراً عن أحلامهم وطموحاتهم البسيطة. وعن النقد تقول: بعض النقاد يقدرون رحلة المبدع ومعاناته في كتابة القصيدة فيكون نقدهم موضوعياً يستفيد منه المبدع ويتعرف علي مواطن ضعفه. وهناك نقاد يصولون ويجولون بعيداًعن العمل الأدبي المطروح للمناقشة باستهانة غريبة ويقولون كلاماً مرسلاً للهروب من النقد الحقيقي. وهناك نقاد يقتلوننا من المجاملات الفجة لبعض الأعمال الضعيفة التي لا تستحق النقد من الأساس. وهناك حركة نقدية تبث الروح في الحياة الثقافية منهم د. حسام عقل. د. شريف الجيار. عمر شهريار.. وغيرهم. وعن أزمة النشر تقول: يتجه بعض المبدعين للنشر الخاص هروباً من قوائم الانتظار التي تمتد لسنوات يكون المبدع قد غير من أسلوب كتابته ونضجت تجربته وتخطي مرحلة كتابه الحبيس في إدراج الهيئات الرسمية. ورغم زيادة عدد دور النشر الخاص الا ان تحميل المبدع تكلفة الطبع وقلة الكميات المطبوعة والموزعة وارتفاع سعرها تجعل الإقبال عليها قليلاً مما يحول دون وصول المبدع إلي المتلقي العادي.