شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي مساء أمس الحفل الفني والعرض العسكري اللذين أقامتهما دولة الإمارات العربية المتحدة في أبوظبي بمناسبة عيدها الوطني الخامس والأربعين. وبحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات وكبار المسئولين.. وقد تحدث الرئيس السيسي علي هامش حضوره للحفل الفني والعرض العسكري مع عدد من رؤساء الدول الحاضرين. ومنهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. أعرب الرئيس السيسي لقادة دولة الإمارات عن خالص تهانيه. وكذا تهاني الشعب المصري بمناسبة العيد الوطني مشيداً بما حققته دولة الإمارات علي مدي الخمسة والأربعين عاما الماضية من إنجازات واضحة حيث نجحت في تقديم مثالا يحتذي به للوحدة وتحقيق التنمية الشاملة متمنياً لدولة الإمارات قيادةً وشعباً دوام الأمان والاستقرار ومزيداً من التقدم والازدهار. وقد شاركت طائرتان من القوات المسلحة المصرية من طراز "رافال" في العرض العسكري بما يعكس العلاقات الخاصة والوثيقة التي تربط بين البلدين. واستقبل الرئيس بمقر إقامته في أبوظبي رئيس جمهورية مالي إبراهيم بوبكر كيتا. صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد خلال اللقاء علي متانة وقوة العلاقات التاريخية والوثيقة التي تجمع بين مصر ومالي. ووجود رغبة قوية لتعزيز أواصر التعاون بين البلدين. مؤكداً علي مواصلة الدعم الفني لمالي في عدد من المجالات. وتقديم المساندة للأشقاء الماليين لاستعادة الاستقرار وإعادة إعمار المناطق الشمالية بالبلاد. معرباً عن أهمية العمل علي الدفع قدمًا بالعلاقات الاقتصادية. والعمل علي تفعيل أطر التعاون القائمة بين البلدين. أضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس المالي أشاد من جانبه بما يربط بين البلدين من علاقات وثيقة ومتميزة معرباً عن تقدير بلاده لموقف مصر المساند لمالي في جهودها لاستعادة الأمن والاستقرار. كما أعرب رئيس مالي عن تقديره للدعم الفني الذي تقدمه مصر لبلاده في مجالات التدريب وبناء القدرات. مؤكداً أهمية الدفع قدماً نحو الارتقاء بأطر التعاون في مختلف المجالات وعقد اللجنة المشتركة بين البلدين في أقرب فرصة. كما دعا الشركات المصرية للمساهمة في المشروعات التنموية الجاري تنفيذها حاليا في مالي. قال السفير علاء يوسف إن الرئيس المالي استعرض خلال اللقاء الجهود التي تتم من أجل تحسين الأوضاع واستعادة الاستقرار في شمال مالي والنهوض بالعديد من القطاعات الحيوية بتلك المناطق. وأكد الرئيس السيسي في هذا السياق دعم مصر الكامل لتلك الجهود. كما تطرق اللقاء إلي سبل تعزيز التعاون بين البلدين في عدد من المجالات. فضلا عن مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كان الرئيس السيسي قد استهل نشاطه في أبوظبي أمس بزيارة ضريح الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكان في استقباله الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات. وقرأ الرئيس الفاتحة علي روح الشيخ زايد آل نهيان. داعيًا له بالرحمة والمغفرة ومستذكرا صفاته وقيمه ونهجه الحكيم الذي أسهم في إرساء دعائم دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحتفل هذه الأيام بعيدها الخامس الأربعين. كما استذكر مساهمات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان المقدرة في جهود التنمية التي شهدتها مصر والتي كانت تنم عن حكمه وايمان عميق بضرورة التضامن العربي وتضافر الجهود بين أبناء الأمتين العربية والإسلامية للمساهمة في إعلاء شأنهما علي المستوي الدولي. أكد الرئيس أن الشعب المصري لن ينسي المواقف التاريخية المشرفة التي اتخذها الشيخ زايد تجاه مصر وشعبها. أدي الرئيس عقب ذلك صلاة الجمعة في جامع الشيخ زايد الكبير المجاور للضريح. والتي شارك فيها ايضا كل من رئيس جمهورية مالي ورئيس وزراء البوسنة والهرسك اللذين يقومان بزيارة أبوظبي. توجه الرئيس بعد ذلك إلي "واحة الكرامة" التي أقيمت لتخليد ذكري شهداء القوات المسلحة الاماراتية ووضع الرئيس إكليلا من الزهور علي النصب التذكاري وقرأ الفاتحة ترحما علي أرواح الشهداء الامارتيين الأبرار. تفقد الرئيس "جناح الشرف" الذي يضم أسماء الشهداء واستمع إلي شرح من الشيخ خليفة بن طحنون آل نهيان مدير مكتب شئون اسر الشهداء. دون الرئيس كلمة في سجل الزائرين دعا فيها أن يتغمد الله تعالي الشهداء برحمته. وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان وأن ينعم علي دولة الإمارات قيادة وشعبا بدوام الامان والاستقرار والازدهار. جدير بالذكر أن السيسي يعد أول رئيس دولة أجنبية يزور "واحة الكرامة" بما يعكس قوة ومتانة العلاقات المصرية والإماراتية وما تتميز به من عمق وخصوصية.