في الوقت الذي لا تجد موقعاً وظيفياً شاغراً لرؤساء القري بمحافظة قنا. إلا أن الواقع يشير إلي عكس ذلك. فمعاناة أهالينا في مختلف قري ونجوع المحافظة لن تنتهي. رغم أن مطالبهم لا تتجاوز الرغبة في الحصول علي كوب مياه نظيف. أو تغطية ترعة تنشر الأمراض الوبائية أو تحقيق الانضباط داخل وحدة صحية لإنقاذ المرضي أو إنارة مدخل وتمهيد طريق.. ولكن رؤساء القري إذا توجه إليهم مواطن ليعرض مشكلته لا تجد أحدهم يحرك ساكناً للقضاء علي المشكلة. وكأن دورهم الوظيفي قاصر علي الاستماع فقط وينتظرون قوي خفية للتدخل وأداء دورهم.. "المساء" قامت بجولة داخل عدد من قري محافظة قنا. ورصدت معاناة الأهالي في السطور التالية. يقول نصر سعد. من قرية دندرة. بمركز قنا: إن محطة مياه دندرة المدمجة تقع في الناحية البحرية لقرية دندرة. ومأخذ المحطة موجود في مكان مليء بالحشائش والطفيليات. وهو عبارة عن خور تركد به المياه باستمرار. مشيراً إلي أن المأخذ يبعد عن الجزيرة ما يقرب من أربعون متراً. مما يؤثر علي جودة المياه. وهذه الجزيرة كبيرة جداً تمنع وصول المياه الجارية لمأخذ المحطة. كما أن هذه الجزيرة مليئة بالحشائش والمخلفات وأحياناً الحيوانات النافقة. مؤكداً أن هناك إهمالاً من المسئولين بالوحدة المحلية لقرية دندرة ونجوعها. عن تلبية مطالب المواطنين لرفع المعاناة عنهم. حيث نعاني بصفة مستمرة من أجل الحصول علي كوب ماء نظيف للشرب. الأمر الذي يجعلنا نقوم بتسول المياه من القري المجاورة هرباً من الإصابة بالأمراض التي تفشت داخل القرية ونجوعها جراء الاعتماد علي مياه ملوثة. وهذا الأمر يكلفنا فوق طاقتنا من الوقت واستنزاف المال لدفع أجور التنقل بسيارة لإحضار مياه شرب صالحة للاستعمال الآدمي من القري المجاورة. يقول عبدالوهاب عمر. من قرية دندرة: إنه تم تخصيص قطعة أرض منذ 13 عاماً لإقامة محطة للصرف الصحي. ولكن لم يتم البدء في التنفيذ حتي الآن أي قرار بشأنها. حتي أصبحت القرية غارقة في مستنقع من المياه الجوفية. ولا نزال نعتمد علي البيارات القديمة التي ينتج عنها تدمير لمنازل القرية. والتي أصبحت عرضة للانهيار بسبب تأثر جدران المنازل من الداخل والخارج. لافتاً إلي أن سيارات الكسح تقوم بتفريغ حمولتها في الترع والمصارف في كثير من الأحيان. الأمر الذي ينذر بكارثة علي صحة المواطنين. وعلي الأرض الزراعية. يقول عرفات جهلان محمود. من نجع القرية. بمركز نقادة: إنه تم تدعيم قري المركز بعدد 9 محولات جديدة مقدمة من القوات المسلحة. ورغم الانتهاء من تركيبها منذ أكثر من 6 أشهر إلا أن مسئولي شبكة الكهرباء بنقادة يرفضون تشغيلها دون إبداء أسباب. لافتاً إلي أنه تم دعم المحول الخاص بعزبة عبدالكريم بنجع القرية بأسلاك عازلة. وبدلاً من تركيبها قام المقاول بسحبها مرة أخري لتركيبها في قرية أخري. وكأن قريتنا لا تستحق الاهتمام. خاصة أن الأسلاك لم يتم تغييرها منذ دخول الكهرباء للقرية في الثمانينيات من القرن الماضي. مشيراً إلي أن المنطقة التي تتغذي علي محول "القرية 3" لم يتم تزويدها بكشافات إنارة بعد رفض شبكة الكهرباء اعتماد حصة لها من الكشافات التي تم تدعيم المجلس القروي بها باعتبارها من القري الأكثر فقراً بحجة أن جهد المحول لا يسمح بأحمال إضافية. وكأن الأمر لديهم يقف عند هذا الأمر دون التفكير في تغيير المحول بآخر ذي جهد أعلي. حتي يتحمل الاستهلاك المتزايد. خاصة أن فصل الصيف المنقضي شهد تركيب عدد كبير من أجهزة التكييف. وأصبح المحول بحاجة ضرورية للاستبدال لاستيعاب الاستهلاك المتزايد. وكذلك حتي تتكرم شبكة الكهرباء بدعم الناحية بكشافات إنارة. أما عبدالصبور عثمان. عامل من قرية الشوينة بمركز قنا. فقال: إن ترعة الشوينة تجلب لنا المزيد من الأمراض الخطيرة والأوبئة بسبب قيام الأهالي بإلقاء القمامة والحيوانات النافقة في الترعة. مما يجعلها تشكل خطراً علي صحة أولادنا. ولا يوجد أدني اهتمام من قبل الزراعة أو الري لتطهير الترعة. ولا نجد أي تحرك من جانب المجلس القروي لرفع القمامة التي تهدد سكان القرية. حيث قمنا بتقديم عدة شكاوي للمجلس القروي من قبل دون أدني استجابة. ويقول عبدالله الجداوي. من قرية القلعية. التابعة لمجلس قروي بخانس. بمركز أبوتشت: إن القرية يقطنها حوالي 7 آلاف نسمة. ومع ذلك يعيشون في إهمال مستمر. فالقرية لا يوجد بها سوي مدرسة واحدة لتلاميذ المرحلة الابتدائية. وتعاني زيادة الكثافة الطلابية. لافتاً إلي أن أزمة الوحدة الصحية باتت تمثل مشكلة حقيقية لدي أبناء القرية. حيث تم البدء في إنشائها في عام 2007 ومضي ما يقرب من 10 سنوات ولم تعمل حتي الآن رغم اكتمالها لتقدم خدمة طبية لائقة للقرية والقري المجاورة. وتم الانتهاء من جميع التجهيزات الخاصة بالوحدة الصحية. إلا أن اللجنة المشكلة من قبل مديرية الصحة لاستلام المبني من المقاول المنفذ رفضت استلامه عدة مرات لعدم وجود كابل كهرباء ونقص خلاطات المياه. وعدم وجود خزان صرف صحي. خاصة أن مشروع الصرف الصحي بالقرية لم يدخل الخدمة حتي الآن. مطالباً بسرعة تشغيل الوحدة للتخفيف عن المواطنين الذين يتحملون المزيد من الأعباء لنقل مرضاهم لمستشفي نجع حمادي. الذي يبعد عن القرية عدة كيلومترات. ويقول إسماعيل حفد الله. من قرية حاجز دنفيق. بمركز نقادة: إن الوحدة الصحية بالقرية تحولت إلي مأوي للبلطجية والخارجين علي القانون. عقب صدور قرار إداري من مديرية الصحة بإخلاء المبني في عام 2011 بسبب وجود أخطاء هندسية في الإنشاء لوجود ميل بأحد أعمدة المبني. الأمر الذي يهددها بالانهيار. إلي جانب مشكلات الصرف الصحي التي تسببت في إغلاق الوحدة نهائياً. حيث تم نقل مقر الوحدة إلي مبني مؤقت بدار مناسبات بالقرية عبارة عن مضيفة مقامة بالطوب اللبن. وغير مؤهلة بالمرة لاستقبال المرضي الذين عزفوا عن الذهاب إليها. فيضطرون للذهاب إلي وحدات تبعد أكثر من 5 كيلومترات. رغم ندرة المواصلات بالقرية. وقال عمر عبدالرحمن. من جزيرة الحمودي. التابعة لمركز الوقف: إن الانتقال من وإلي الجزيرة يعتبر عملاً انتحارياً في ظل المراكب الشراعية المتهالكة. وعزلتنا عن الخدمات الكائنة في البر الثاني. والتي لا تتوافر بجزيرتي "الحمودي والعبل" مما يؤكد أننا لسنا علي خريطة مسئولي المحافظة. فالوحدة الصحية صدر لها قرار إزالة منذ سنوات ولم ينفذ حتي الآن. والمدارس بدون أسوار. ومدرسة الجزيرة أسقفها مقامة بالخشب الأبلكاش وجدرانها آيلة للسقوط. كما أن أسلاك الكهرباء عارية. وتمثل خطورة شديدة علي حياة التلاميذ. ولا توجد دواليب لحفظ المستندات. فيتم الاحتفاظ بها داخل أجولة. وأشار محمد عباس. من قرية الظافرية بمركز قفط. إلي أن الترع بالقرية تحتاج إلي تطهير لكونها تحتوي علي مخلفات وجذوع نخيل وأشجار. وهناك بعض المواطنين يقومون بصرف مياه بيارات المجاري عليها دون أدني رقابة. مشيراً إلي أن الطرق بالقرية أصبحت مليئة بالحفر والمطبات وغير ممهدة لمرور السيارات وتحتاج إلي خطة رصف عاجلة. وأكد علي تهالك مواسير المياه التي تغذي القرية. والتي لم يتم تجديدها منذ 44 عاماً. حتي أصبحت الرواسب داخل المواسير مصدر خطر علي صحة المواطنين. ورغم تغيير المواسير بالقري المجاورة من 4 بوصات ل8 بوصات. إلا أن قرية الظافرية سقطت من حسابات المسئولين.