وسط أجواء الفرحة والسعادة التي تعيشها الكرة المصرية بعد الفوز الغالي لمنتخب الفراعنة علي نظيره الغاني وتصدره قمة مجموعته في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018 عاد النشاط المحلي للساحرة المستديرة لاستئناف نشاطه بعد توقف دام 11 يوما.. ودارت معه عجلة بطولة الدوري العام لكرة القدم تحمل كل ألوان الاثارة والمتعة في ظل صراع الأندية علي النقطة بحثا عن تحقيق طموحاتها في المسابقة.. ومع انطلاق مباريات اليوم الثالث لمباريات الاسبوع التاسع من عمر الدوري تتجه أنظار الجماهير في السابعة مساء صوب ستاد بتروسبورت لمتابعة اللقاء المرتقب الذي يجمع بين زمالك الأحلام أحد قطبي الكرة المصرية وفريق طنطا العائد هذا الموسم لدوري الكبار. ويحظي اللقاء بأهمية كبيرة لأن طرفيه هو فريق الزمالك صاحب الشعبية الكبيرة والذي يسعي لاستعادة درع الدوري الذي فاز به الموسم الماضي غريمه ومنافسه التقليدي الأهلي ورغم فارق الخبرة والتاريخ والانجازات بين طرفي اللقاء الزمالك وطنطا المكافح ولكن لابد أن نتفق ان الساحرة المستديرة لا تعترف الا ببذل الجهد في الملعب ومدي قدرة اللاعبين علي استغلال الفرص المتاحة للتهديف وبناء هجمات تتسم بالفاعلية والايجابية حتي تسكن الكرة الشباك.. وهنا تكمن خطورة اللقاء لأن الزمالك يلعب من أجل الفوز ولا بديل أمام لاعبيه سوي حصد نقاط اللقاء الثلاث.. دون النظر لاقامتها علي ملعبه لأن الهدف اللحاق بقمة الدوري مع استكمال باقي مبارياته المؤجلة بسبب ارتباطه في بدايات المسابقة باللعب في نهائي بطولة الملايين الافريقية والتي حصل فيها علي مركز الوصيف ولكن بعد عودته للدوري بدأ الانطلاق بقوة نحو تعويض ضياع البطولة الافريقية ومصالحة جماهيره بالمنافسة علي الصعود لمنصة التتويج المحلية والتتويج بطلا للدوري.. وتمثلت هذه الرغبة في اللحاق بقمة الدوري في تحقيق فوزين غاليين وتخطي عقبتين غاية في الصعوبة عندما تفوق علي اثنين من أندية القمة إنبي والمصري قبل توقف المسابقة ليبعث برسالة قوية بأنه جاهز للمنافسة ويمتلك الاسلحة الكافية والمتمثلة في مجموعة من نجومه المميزين والتي تؤهله لتحقيق هدفه في استعادة درع الدوري. الساحر والهداف ورغم أن الزمالك يدخل لقاء تلك السهرة الكروية المرتقبة في ظل غياب اثنين من نجومه الاساسيين للاصابة وهما الساحر الصغير مصطفي فتحي والهداف باسم مرسي غير أنه في المقابل استعاد نجومه ستانلي المرعب والحاوي أيمن حفني ومحمد إبراهيم بعد تماثلهم للشفاء من الاصابة وانتظامهم في التدريبات وإن كان مؤمن سليمان ينوي الدفع بستانلي وحفني ولكنه يرفض المغامرة بمحمد إبراهيم حتي يستعيد كامل لياقته البدنية والذهنية والفنية بسبب طول فترة غيابه عن الملاعب التي امتدت لثلاثة شهور. إضافة وإذا كانت عودة هؤلاء النجوم تمثل اضافة هائلة للقوة الضاربة للفريق فإن الجهاز الفني حرص علي الاستفادة من فترة الايقاف لإعادة ترتيب كل أوراقه وتحقيق المزيد من الانسجام والاعداد الجيد بين باقي عناصر الفريق سواء من القدامي أو الوافدين الجدد هذا الموسم من خلال اقامة معسكر تدريبي مغلق لمدة اربعة أيام بمدينة 6 أكتوبر وظهر الجميع بصورة فنية وبدنية عالية ومطمئنة جعلت المدير الفني يبدأ المواجهة بتشكيل دفاعي يقوده أحمد دويدار مع المتألق محمود حمدي "الونش" وظهيري الجنب اللذين اثبتا وجودهما ببراعة حسني فتحي في اليمين ومحمد ناصف في الجانب الأيسر بينما يدفع بأحمد توفيق بدلا من طارق حامد ليلعب بجوار معروف يوسف والفدائي محمود "دونجا" لقيادة خط الوسط وضمان السيطرة علي منطقة المناورات بينما يقود خط الهجوم مثلث هجومي قاعدته ستانلي وشيكابالا ومعهما رأس الحربة ماكينة الاهداف العائد بقوة أحمد جعفر.. وهذا يعني ان الزمالك سيلعب بطريقة 4/3/2/1 سعيا لتحقيق التوازن بين عمليتي الدفاع والهجوم لضمان تحقيق الكثافة العددية عند الهجوم واختراق دفاعات طنطا من الاجناب والعمق مستغلا سرعات ستانلي ومهارات شيكا وجعفر وانطلاقات الظهيرين لتوسيع جبهة الهجوم.. وفي الوقت نفسه يتحمل خط الوسط مسئولية دعم ومساندة الدفاع عند فقدان الكرة لغلق المنطقة الخطرة لمنع وصول الكرة إلي محمود جنش حارس المرمي المرشح الأول للدفاع عن عرين الزمالك رغم تألق الشناوي في المرمي. ويعلم مؤمن سليمان ولاعبوه ان المرحلة السابقة من عمر الدوري اثبتت بالأرقام ان دفاع فريق طنطا يعتبر أضعف خطوط الفريق والدوري حتي الآن حيث أصيب مرماه ب 15 هدفا وبالتالي سوف يسعي مع مهاجميه لاستغلال هذا الواقع والاستفادة منه لتحقيق الفوز مستغلا ايضا فارق الخبرة الذي يرجح كفة الزمالك في حصد نقاط اللقاء ولكن هذا مرهون بمدي التزام لاعبي الزمالك بجماعية الاداء وقدراتهم علي بناء الهجمات السريعة ودقة التمريرات لايجاد ثغرات في دفاع طنطا والذي يتوقع أن يلجأ للعب بطريقة دفاعية بحثا عن العودة بنقطة من الزمالك بطل الدوري الموسم القادم.. خاصة وان خالد عيد يعلم نجوم الزمالك امثال شيكا وستانلي وجعفر ومعهما مايوكا وحفني كبدلاء يمتلكون مهارة التهديف في أي لحظة مثلما فعل أحمد جعفر مع المصري. ويدخل الزمالك اللقاء وفي جعبته 10 نقاط حققها من ثلاثة انتصارات وتعادل ويتبقي له 4 مباريات مؤجلة. طنطا جاهز وفي المقابل نجد أن فريق طنطا المكافح والعائد هذا الموسم لدوري الشهرة والاضواء وصاحب أشهر الطرق في الماضي البعيد عندما كان يلعب في الممتاز آنذاك كاد يحقق مفاجأة التعادل مع النادي الاهلي قبل توقف الدوري عندما خسر أمامه بهدف نظيف بضربة جزاء كما ان بدايات الفريق للموسم جاءت مميزة نتيجة الرعاية الكبيرة التي يحظي بها ابناء السيد البدوي من رئيس النادي فايز عريبي العاشق لنادي طنطا بالاضافة لامتلاك الفريق لمجموعة رائعة من اللاعبين الذين يسعون لاثبات ذاتهم وموهبتهم في عالم الكبار بقيادة نجم مصر والمحلة السابق خالد عيد المدير الفني.. ولكن بالطبع ينقص الفريق عامل الخبرة في ظل ما يتمتع به لاعبوه الفريق من روح قتالية عالية وهنا خالد عيد يعترف بصعوبة مهمة لاعبيه في لقاء اليوم ولكنه يؤكد في الوقت نفسه انه اعد العدة ولاعبيه تكتيكيا وبدنيا لهذه المهمة التي يواجه فيها الزمالك أحد قطبي الكرة المصرية.. يزيد من صعوبة المهمة أن فريق طنطا يدخل اللقاء وهو تابع في المركز قبل الاخير بأربع نقاط فقط ويعتمد الفريق علي نجومه امثال رضا العزب وحسام غالي ومحمد العشري وهاني عادل.