"صحراء" فيلم مكسيكي خرج منذ شهور قليلة إلي دور العرض العامة في أمريكا وأوروبا.. ومنذ بداية الإعلان عنه وهو يثير الكثير من الجدل في وسائط الإعلام الأمريكية والأوروبية. الفيلم حسب ما يقول مخرجه الشاب المكسيكي جانوس كيوران "مواليد 1981" ومنتجه الفونسو كيوران مستوحي من تصريحات المرشح الأمريكي دونالد ترامب عن المكسيكيين باعتبارهم وحوشاً ومغتصبين ويستحقون الطرد. ويتناول موضوع الهجرة غير الشرعية للمكسيكيين الذين يقطعون الصحراء أملاً في الوصول إلي أمريكا عبر حدودها.. ولكن الرحلة التي تبدأ بالأمل في حياة جديدة أفضل تتحول إلي جحيم عندما يطاردهم رجل أمريكي أبيض بسلاحه ويحصد حياتهم رجالاً ونساء وأطفالاً.. إنه قناص بارع يصطاد ضحاياه بقلب بارد. الفيلم وصفه مركز دراسات الهجرة في أمريكا بأنه عمل "استغلالي" لأن المخرج ووالده المنتج استغلا الأجواء التي أشاعها ترامب من خلال تصريحاته ولعبا علي مشاعر الخوف التي تملكت المهاجرين المكسيكيين في الولاياتالمتحدة بالإضافة إلي هؤلاء الذين ينتمون إلي الدول المتحدثة بالأسبانية.. وكذلك اعتمد علي الصورة السيئة جداً التي رسمها المخرج صاحب الميول اليسارية لإشاعة الكراهية ضد المهاجرين غير الشرعيين لأبناء أمريكا الجنوبية. ويصور الفيلم مشاهد المهاجرين أثناء قطعهم للمساحات المترامية من الرمال بينما يقوم أحد الأمريكيين البيض باصطيادهم واحداً تلو الآخر حتي يلمح لبرهة طفلاً صغيراً وسط المهاجرين سوف يواجه القتل بدوره لا محالة. وفي مقدمة الفيلم يشير المخرج إلي أن "الكلمات خطيرة شأنها شأن الرصاص" في إشارة إلي كلام دونالد ترامب. ولا يكتفي بذلك وإنما يلقي الضوء علي ردود أفعال بعض الأمريكيين الذين يرون أنهم باتوا يملكون الحرية المطلقة بأن يكونوا عنصريين. شخصية الشرير في فيلم "ديزتو" ومعناه "صحراء" بالأسبانية يحمل اسم "سام" وذلك في إيحاء مقصود يذكر بشخصية "العم سام" وهو رجل أبيض غير حليق الذقن يرتدي بنطلوناً مثل بنطلونات الجنود الذي لا يظهر بسبب تصميمه ولونه أثناء السير في الصحراء. ويمثل موضوع العنصرية وكراهية الأجانب دافعاً قوياً للقوي المعارضة لوجود المهاجرين داخل الولاياتالمتحدة وللهجرة غير الشرعية وقد "استغل" المخرج ذلك في تقديم صورة بشعة للأمريكي الأبيض الذي يخترق أجساد المهاجرين بالرصاص. وللتأكيد علي "انتهازية" المخرج في الدعاية المضادة للفيلم أنه استخدم تعليقات الجمهور الذي يري أن "سام" بطلاً حقيقياً وأنه ينفذ مشيئة الله علي الأرض"!!". والفيلم برغم اشتراكه في مسابقة الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي في الدورة ال 89 إلا أنه لم ينل استحساناً كبيراً من قبل النقاد علي مواقع الإنترنت وقد وصفه أحدهم علي موقع "روتن توماتوز" Rotten Tomatoes بأنه متميز فنياً جداً ولكنه فارغ موضوعياً ومجرد من الأخلاق. المخرج ووالده والاثنان شاركا في كتابة الفيلم وإنتاجه يرون أن "سام" يمثل كل الأمريكيين البيض وأنه ليس استثناء. وهل "أوباما" الأسمر يختلف عن "سام"؟؟