أمر مؤسف ومحزن ما نعلمه من مصادرنا أو يأتينا عبر الميديا العالمية حول استخدام أمريكا ورقة المعونة للضغط علينا حتي نفرج عن الجاسوس الإسرائيلي الأمريكي ايلان جرابيل الذي ألقي القبض عليه في يونيو الماضي وهو يثير الفتنة بين المسلمين والأقباط ويسعي للوقيعة بين الشعب والجيش. نعلم جيدا لماذا تتم اثارة قضية الجاسوس بهذا التكثيف والآن بالذات. إسرائيل يهمها جدا أن تدخل أمريكا علي الخط وتكثف ضغوطها علي مصر لسحب الكاميرات بعيدا عن أحداث الحدود التي سقط فيها 6 من أولادنا بين شهيد ومصاب بنيران إسرائيلية متعمدة.. وما تبع ذلك من مظاهرات صاخبة وغاضبة ومطالبات بطرد سفيرهم وسحب سفيرنا ثم انزال علم إسرائيل من فوق سفارتها بالقاهرة وقنصليتها بالإسكندرية.. ومطالبة مصر إسرائيل بزيادة عدد القوات المصرية بسيناء واجراء تعديلات علي اتفاقية كامب ديفيد. ولأنه ليس في يد أمريكا سوي ورقة "المعونة" لتخفيف المطالب المصرية فإنها تلوح بها حتي تصبح هناك ورقة أمام ورقة علي طريقة "سيب وأنا أسيب". أتمني الا تستجيب مصر لهذه الضغوط وبالمناسبة أريد ان اعرف اجابة صريحة ومحددة دون مواربة أو لف ودوران: هل نستفيد فعلا من المعونة الأمريكية أم ان العاملين الأمريكان يستقطعون معظمها في صورة مرتبات؟ ما يصل إلينا من معلومات يؤكد اننا لا نستفيد الا من الفتات المتساقط من العاملين عليها وبالتالي يجب الا نهين انفسنا ونفقد التحكم في قرارنا. رأيي الشخصي انه لابد من رفض هذه الاعانة "السبة" في جبيننا قبل أن يقطعوها حتي لو كنا نستفيد منها فعلا.. فما بالك ونحن لا نستفيد؟ ثم كيف تهدد أمريكا بقطع المعونة إذا لم نفرج عن ايلان جرابيل.. أي انها تلوح صراحة بالاضرار باقتصادنا إذا كنا نستفيد من المعونة.. ثم تخرج علينا السفيرة الأمريكية تغازل رئيس الوزراء وتقول ان بلادها ستقف مع مصر سياسيا واقتصاديا؟؟ ما هذا التناقض المؤسف والمضحك وهذا الهراء فإن هل نسمي هذا التخبط سياسة؟! ان حكاية الجاسوس اليان هذا تجعلنا نتمسك اكثر بمطالبنا لا أن نخفف منها أو نلغيها. بل بيننا وبينه معاهدة سلام حتي ولو كان سلاما باردا وهشا ومازلنا نعتبر الإسرائيليين اعداء لنا فرن مجرد وجود المعاهدة يمنع إسرائيل من التجاوز معنا لكننا نري العكس. منذ 1979 حتي الآن.. نجد ان إسرائيل هي المعتدية علينا دائما والمخترقة لبنود المعاهدة.. تارة تقتل أولادنا داخل حدودنا وتارة تعبر قواتها الحدود بحجة مطاردة ارهابيين ودائما ترسل جواسيسها بمنتهي البجاحة ورغم ان الكثير منهم يسقطون فإنها لا تتوقف وآخرهم ايلان جرابيل مما ينسف الاتفاقية نسفا وليس تعديلا فقط كما نطلب. الرد الأمثل علي الضغوط الأمريكية والصلف الإسرائيلي هو رفض المعونة.. عدم الافراج عن ايلان جرابيل.. التمسك بتعديل اتفاقية كامب ديفيد لزيادة قواتنا في سيناء وإذا رفضت إسرائيل اطالب بإلغاء المعاهدة وحتي نقصر الطريق.. استفتوا الشعب والغوا المعاهدة.. هذا أفضل.