لم أتعجب كثيرا أثناء متابعة التحذيرات الصادرة عن السفارة الأمريكية بالقاهرة لرعاياها في مصر من الاقتراب من أماكن الزحام أو التجمعات يوم 9 أكتوبر. ولم أنزعج لتوابعها بل تأسفت لهذه التوابع الخمسة. انجلترا. هولندا. ألمانيا. كندا. استراليا. حيث انطلقت بنفس التحذير لمواطنيها ديالوج واحد وضمائر تنطوي عي احقاد وضغائن وكأن أعينهم لا تري هذا الأمن والأمان الذي يعيشون في ظلاله هم وموظفو سفاراتهم في قلب العاصمة ولعل ما يدحض هذه التحذيرات الوهمية وذلك الافك الأمريكاني البريطاني الغربي تلك الصور للسياح في ميدان التحرير بالقاهرة والتي نشرتها الصحف وكذلك هؤلاء السياح الذين جاءوا إلي مدينة السلام شرم الشيخ في نفس اليوم الذي أشارت إليه هذه التحذيرات الكاشفة عن النوايا السيئة وقد كذبها ما يجري علي أرض الواقع. فالجميع من كل الأفواج قد أخذوا يتجولون في الشوارع بحرية تامة وترحيب من أبناء مصر. لكنها الاحقاد التي لا تريد لهذا البلد استقرارا كما أن المواطنين أمضوا يومهم بصورة عادية وتابعوا مباريات كرة القدم. ولعلنا لا ننسي كذلك ما جري ابان حادث سقوط الطائرة الروسية فقد بادرت بعض الدول في مقدمتها انجلترا واصدرت الأوامر بتعليق الرحلات الجوية لبلادنا دون انتظار لما تسفر عنه التحقيقات في هذا الشأن كذلك لم تحترم مشاعر الرئيس المصري الذي كان في زيارة لبريطانيا وكذلك أمريكا لا تتوقف حيلها الخادعة والماكرة ورغم ما تنعم به مصر من أمن وآمان فإن المتربصين يتحينون الفرصة لبث سمومهم والسعي بكل جهد لنشر الأفكار وترويج الشائعات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار تريد بهذا المكر والدهاء تحقيق أغراضها الخبيثة ونشر الفوضي وعدم الاستقرار كما حدث في سوريا واليمن وليبيا ومن قبل في العراق ومهما حاول هؤلاء من تصريحات مريبة فإن مصر ستظل بإذن الله مستعصية علي ما يدبر لها من مكائد وأقوال وتصريحات كالتي رددتها الخارجية الأمريكية بهدف نشر الفوضي الخلاقة. لقد سئمنا من تلك الأقاويل! الحقائق التي يجب أن تظل ماثلة في الأذهان لدي كل مصري أن هذه التحذيرات المشبوهة لن تكون الأخيرة وسوف تتكرر مرات ومرات أخري لأن الأمريكان وأذنابهم لا يريدون لهذا البلد استقرارا ويتخذون من أساليب وخدع ماكرة في محاولات لتكرار نفس المزاعم التي رددوها عن يوم 9 أكتوبر. ومع شديد الأسف فإن هناك بعض المصريين من رجال الأعمال والاعلام حاولوا تبرير هذه التحذيرات والإشارة إلي أنها لا تعبر عن نوايا خبيثة. وهناك آراء مصرية ووطنية قد شجبت هذه التحذيرات وطالبت الخارجية المصرية باستدعاء هؤلاء السفراء والوقوف علي أسباب هذه التحذيرات بالإضافة إلي ضرورة مخاطبة وزارة الخارجية بالتفاصيل من قبيل التعاون المشترك وذلك قبل إصدار بيانات بذلك بالإضافة إلي تحذير هؤلاء السفراء من هذه المحاولات التي تثير البلبلة وتنشر الفزع بين المستثمرين والسياح وأن مصر سيكون لها حق التدابير في مواجهة أمثال هذه التدخلات في الشئون الداخلية وأن مصر سوف تتصدي لأمثال هذه البيانات والتعامل بكل حسم وحزم مع هذه السفارات ومع كل من يحاول افتعال أي أزمات وترديد اشاعات للنيل من الأمن والاستقرار. في نفس الوقت يجب أن نكون في حذر ويقظة لأمثال هذه الألاعيب والتي يضمرها أهل الشر سواء في الداخل أو الخارج. وأن نمضي في بناء مصر الحديثة وإقامة المشروعات القومية وعيوننا مفتوحة علي مختلف الاصعدة التي تسعي لضرب هذا البلد والوقوف في وجه أي جهة تروج الشائعات مع الوقوف "صفا واحدا" لمؤازرة الوطن حتي نجتاز معا هذه الأزمات وتلك المشاكل وليتنا ندرك ان مصر مستهدفة وكلما تتوصل إلي حلول لازماتها نجد من يلقي بالأشواك في طريقها. ويجب أن نكون عيونا ترصد المتربصين ومن ينشرون التصريحات والتحذيرات الوهمية.. ان ما يجري من حولنا يجعلنا في يقظة دائمة لأن التدابير الخبيثة متعددة الأساليب وقد رأيتم كيف كانت هذه التحذيرات الصادرة في بيانات من السفارات الست وهل يقبل هؤلاء أمثال هذه التحذيرات من سفاراتنا لديهم؟!.. في النهاية المسئولية التي تقع علي كاهل المواطنين متضاعفة خاصة في هذه المرحلة التي يجتازها الوطن!!