"الملحق الأدبي" أهم العلامات البارزة التي كانت ومازالت تتفرد بها جريدة "المساء". وهو الذي شهد أوج تفوقه وإبداعه في عهد الكاتب والأديب المبدع عبد الفتاح الجمل. وكان هذا الملحق ضمن أحد الأسباب المباشرة التي جعلت "المساء" تتفوق حتي علي الصحف النهارية في ذلك الوقت حتي أنها في بعض الأحيان تجاوزت ال 200 ألف نسخة. ولعل هذا ما لا يتحقق لجريدة مسائية أو نهارية أخري رغم حداثة التجربة في الحياة المصرية أنذاك. بدأ عبد الفتاح الجمل كنجم في سماء الأدب. اسم كبير لإديب مبدع. وصحفي لا مع. وإنسان عظيم. وراهب في محراب الإبداع والثقافة. كرس حياته لاكتشاف المواهب عندما كان مشرفاً علي الملحق الأدبي ب "المساء" والذي كان يؤمه أفواج من المبدعين المحدثين في الستينات. واهتم عبد الفتاح الجمل عبر الملحق الادبي بتقديم المبدعين أكثر من اهتمامه بمشروعه الأدبي الخاص في مشهد إيثار وإنكارللذات. حتي أن هذا الرجل كان يؤجل مقاله في الصفحة لينشر بدلا منه مقالا لكاتب شاب موهوب.. وبرغم قلة أعماله الأدبية إلا أن إنتاجه القليل جدير بالإعجاب والمتابعة. تفرد الكاتب والأديب عبد الفتاح الجمل في لغته الادبية ولعل روايته "محب" شاهدة علي ذلك. وكان لهذه الرواية ضجة في الأوساط الأدبية والثقافية عند نشرها. وهي سيرة قرية بدمياط اسمها "محب" ولد وعاش بها الجمل. وهو ما أنعكس إيجابياً علي صفحة الادب بالمساء. ألف عبد الفتاح الجمل عدة روايات منها الخوف. حكايات شعبية من مصر. كتاب الرحلات. آمون وطواحين الصمت. وكتاب وقائع عام الفيل¢. ومن أبرز من قدمهم الجمل بالملحق الأدبي بالمساء من المواهب الأدبية من جيل الستينات أمل دنقل. ويحيي الطاهر عبدالله. وإبراهيم أصلان. وجمال الغيطاني. ويوسف القعيد. وزين العابدين فؤاد. والأديب سعيد الكفراوي. بهاء طاهر. عبدالرحمن الأبنودي. وسيد حجاب. ومحمد البساطي. شعبان يوسف. ولم يقتصر علي ذلك بل قدم العديد من الفنانين التشكيليين مثل الفنان مصطفي حسين إلي الساحة الثقافية. وكان أول من نشر مقالات صلاح عيسي بعد خروجه من السجن. قرر عبد الفتاح الجمل في عام 1967 أن يحول الملحق الأدبي الأسبوعي إلي صفحة يومية في جريدة المساء. وكان الجمل شجاعًا لا يرهبه رقيب. أو قيود تفرض عليه ليتراجع عن قراره بنشر عمل ما. ورغم إستقالة الأديب عبد الفتاح الجمل إلا أن صفحة الأدب لم تتوقف يوماً عن العمل أو عن تقديم الإبداع والمبدعين سواء علي المستوي الأدباء المصريين أو حتي عن تقديم الأدب العالمي للقارئ المصري. إذا كان ملحق المساء الأدبي صاحب السهرة الأوسع بين كل المهتمين بالأدب في مصر والذي استطاع من خلاله الكاتب الكبير عبدالفتاح الجمل أن يكتشف عدداً كبيراً من الموهوبين.. إلا أن صفحة الأدب في المساء والتي ظهرت مع العدد الأول كانت مكانا لكبار الأدباء أمثال يوسف إدريس ونعمان عاشور وصلاح عبدالصبور ود.محمد مندور والكاتب المخابراتي صالح مرسي والناقد الأدبي عبدالقادر القط والأديب يحيي حقي والكاتب الإذاعي عبدالتواب يوسف والسيناريست الكبير محفوظ عبدالرحمن والكاتب الكبير د.محمود أمين العالم وغيرهم.. والذي كان يقدم الصفحة الكاتب الكبير د.علي الراعي. وفي العصر الحديث استلم الراية الروائي الكبير محمد جبريل "أمد الله في عمره" ليكمل المسيرة في تخريج شعراء من جميع الأقاليم كثيرو الحركة الأدبية في مصر والعالم العربي.