حدث هذا في اليابان خلال شهرين فقط. فازت "يوريكو كويكي" بمنصب عمدة العاصمة طوكيو في انتخابات محلية. وهي أول مرة في تاريخ اليابان يتولي منصب عمدة العاصمة.. امرأة. وطوكيو إحدي أكبر العواصم في العالم تعداداً للسكان.. إنها تضم 36 مليون نسمة من أصل 129 مليوناً هم تعداد اليابان. أي إن "كويكي" أصبحت تحكم مدينة في حجم اليابان. وفي أولمبياد "ريو" بالبرازيل الخاص بمتحدي الإعاقة. كانت "كويكي" هناك لتتسلم الشعلة. وتبدأ الاستعداد.. لأن طوكيو هي التي ستنظم الأولمبياد القادم عام .2020 بعد فوز "كويكي" بمنصب عمدة العاصمة. اتخذ "شينزو آبي" رئيس وزراء اليابان خطوة جريئة في ذات الاتجاه. أصدر قراراً بتعيين "تومي إينادا" في منصب وزير الدفاع بالحكومة. وهي أول مرة في تاريخ اليابان تتولي هذا المنصب امرأة. واليابان تواجه الآن تحديات وتهديدات دفاعية غير مسبوقة تحتاج استراتيجية جديدة. لديها خطر صواريخ كوريا الشمالية البالستية وتجاربها النووية التي تتحدي بها أمريكا وحلفاءها في آسيا وعلي رأسهم اليابان وكوريا الجنوبية. ولديها الصراع البحري في بحر الصين الجنوبي بين أمريكا من جانب. والصين وروسيا اللتين أجريتا فيه مناورات بحرية مشتركة الأسبوع الماضي من جانب آخر. وهذه التحديات والتهديدات تفرض علي اليابان إعادة النظر في أوضاع جيشها. وتسليحه. ودوره في المنطقة. بعد عقود طويلة من القيود المفروضة عليه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. واختيار امرأة لتولي حقيبة الدفاع في هذه الظروف له مغزي عميق لا يمكن أن تخطئه العين. ثم كان آخر الأحداث السعيدة بالنسبة للمرأة اليابانية في الأسبوع الماضي. انتخب الحزب الديمقراطي. وهو حزب المعارضة الرئيسي. وثاني أكبر الأحزاب السياسية في اليابان. السيدة "رينو موراتا" في منصب زعيم الحزب. وهي أيضاً المرة الأولي في تاريخ اليابان وأحزابها السياسية التي تقود امرأة حزب المعارضة الرئيسي. والذي كان يتولي الحكم بالفعل حتي الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 2012 وفاز بها غريمه الحزب الليبرالي. و"رينو" التي يتشابه اسمها مع اسم شركة السيارات الفرنسية العالمية. في الثامنة والأربعين من عمرها. وتمثل الجيل الجديد في الساحة السياسية. وهي عارضة أزياء. ونجمة تليفزيون سابقة. كانت تقرأ نشرات الأخبار. وسبق لها أن انتخبت عضواً بالبرلمان عام 2004 عن العاصمة وبأعلي الأصوات واختيرت وزيرة في الحكومة في الفترة من 2010 حتي 2012 أثناء تولي حزبها الحكم. ويتابع حسابها علي "تويتر" 400 ألف ياباني. ووصولها إلي زعامة الحزب الديمقراطي المعارض يحمل رسالتين مهمتين بالنسبة لثقافة اليابانيين ومستقبلهم. بالنسبة لثقافة اليابانيين. لأن والد رينو تايواني. وأمها يابانية. وهي أول مرة تصل فيها امرأة مزدوجة الأصل إلي هذا المنصب. وبالنسبة للمستقبل. لأنه في حالة فوز الحزب الديمقراطي بالانتخابات القادمة. فسوف تكون رينو أول امرأة تقود اليابان وتتولي رئاسة حكومتها. وهو تغيير هائل بالنسبة لليابان. وللمرأة اليابانية. وإن جاء متأخراً بالنسبة لقارتها الآسيوية التي قلت عنها يوماً. إنها تنتج الزعيمات.. وتصدر الخادمات. بعد أن وصلت المرأة إلي الزعامة في ست دول منها خلال نصف القرن الأخير.