الوضع الحالي في ليبيا بعد سيطرة القوات المسلحة العربية الليبية علي الهلال النفطي يكشف عن سباق محموم علي عودة الدولة وفي ظل الدعم الشعبي الذي تلقته القوات الليبية بقيادة خليفة حفتر فإن الكفة ستميل لصالحه في خطوة قد تزيد من تعقيدات المشهد الليبي خاصة بعد أن خرج أبناء الشعب الليبي في مسيرات حاشدة يؤيدون فيها موقف وخطوات الجيش الذي يرون انه وحده القادر علي عودة ليبيا لأهلها وتجنيبها ويلات التقسيم لحد انهم حوروا الأغنية المصرية "تسلم الأيادي" وأضافوا لها رتماً ليبياً وأصبحوا يتغنون بها حباً في جيش ليبيا. ولقد فقدت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا السيطرة علي موانئ تصدير النفط الرئيسية وأصبحت تحت سلطة قوات تتبع سلطة بقيادة المشير خليفة حفتر. ويقع الهلال النفطي الذي يضم 4 موانئ تصدير رئيسية مهمة في منتصف الطريق بين مدينة بنغازي "ألف كلم شرق طرابلس" معقل القوات التي يقودها المشير حفتر ومدينة سرت "450 كلم شرق طرابلس" معقل القوات التي يقودها المشير حفتر ومدينة سرت "450 كلم شرق طرابلس" التي توشك قوات الحكومة السيطرة عليها واستعادتها بعد 4 أشهر من المواجهات مع تنظيم "داعش" الإرهابي ومواليه. والغريب ان سارعت القوات الغربية بدعم حكومة المجلس الرئاسي والتعامل معها باعتبارها ممثلة الشرعية وأسرعت القوي الغربية لإصدار بيان سريع تطالب فيه قوات الجيش الوطني الليبي بالانسحاب من موانئ تصدير النفط شرق البلاد التي طهرتها من الميليشيات لانها تري ان هذه السيطرة تتعارض مع مصالحها في ليبيا وخاصة بعد التفاف الشعب حول المشير خليفة حفتر. وهو ما دعا الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واسبانيا والمملكة المتحدة حث الجيش الليبي علي الانسحاب فوراً من الهلال النفطي مشددة علي ان النفط ملك للشعب الليبي ويجب بالتالي أن تديره حكومة الوحدة الوطنية المدعومة من الأممالمتحدة ومقرها طرابلس وان الدول الست تدعو كل القوات المسلحة الموجودة في الهلال النفطي للانسحاب الفوري وغير المشروط مطالبة بوقف فوري لاطلاق النار ومجددة دعمها لحكومة الوحدة الوطنية التي تأتمر بأوامرها كما يري الليبيون. ويقول محمد البرعي ناشط ليبي من بني غازي أمام هذا التعنت الأوروبي الأمريكي خرج مئات الآلاف من مؤيدي قائد الجيش الليبي خليفة حفتر بمظاهرات في العديد من المدن احتجاجاً علي بيان الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية الذي يعارض سيطرة الجيش علي الموانئ النفطية وخرجت مظاهرات في مدن طبرق وبنغازي والزنتان تدين البيان الغربي الذي دعا الجيش إلي الانسحاب فوراً من الهلال النفطي "من دون شروط مسبقة". ويقول ساري الزاوي أحد أعيان ليبيا: لقد أعلن المتظاهرون تأييدهم لعملية البرق الخاطف التي تمكن فيها الجيش من السيطرة الكاملة علي موانئ البريقة والزويتية ورأس لانوف وأصدرت القبائل الليبية في الشرق والوسط والجنوب بياناً استنكرت فيه مطالبة الجيش الوطني بالانسحاب من الهلال النفطي بعد تحريره من ميليشيات متطرفة كانت تسيطر عليه وأعلنت تأييدها لخليفة حفتر. وحذر بيان لقبائل برقة من انهم يعلنون النفير العام لمواجهة استعمار جديد بدأ يطل برأسه لاستعمار ليبيا والتحكم في قرارها واحتكار ثرواتها وهو ما يرفضونه مؤكدين انهم لن يسمحوا بعودة المستعمر من جديد. وهو ما دعاهم إلي تنظيم مسيرات مؤيدة لسيطرة الجيش علي الموانئ النفطية في طول البلاد وعرضها وكانت مدينة طرابلس أكثر المدن الليبية احتشاداً بعدما طالب سكان طرابلسوبنغازي والمدن الليبية والقبائل كافة بالاستعداد للخروج في مظاهرات مستمرة ضد التهديد الأمريكي للجيش الليبي والتدخل في السيادة الليبية. ويؤكد سالم الجدران سياسي ليبي ان رفض حفتر الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني والاتفاق السياسي الذي أنتج عن هذه الحكومة يرجع إلي أحد بنود الاتفاق الذي تم برعاية الأممالمتحدة ينص علي خلو المناصب العسكرية العليا في حال لم يتم التوافق حول الشخصيات التي تتولاها ما لم تحظ الحكومة بثقة البرلمان وبعد سيطرة الجيش الوطني الليبي علي منطقة "الهلال النفطي" في البلاد حصل القائد العام ل "الجيش العربي الليبي" خليفة حفتر علي رتبة مشير. وبعد أن أصدر رئيس البرلمان عقيلة صالح قراراً بترقية الجنرال خليفة حفتر إلي رتبة مشير التي تعتبر أعلي رتبة عسكرية في بعض الجيوش ولم يسجل في تاريخ ليبيا وصول عسكري لها من قبل. ويعتبر الليبيون ان خطوة البرلمان استباق لنتائج مفاوضات برعاية إيطالية أمريكية لتشكيل مجلس عسكري يتولي قيادة الجيش ومكون من عدد من الأعضاء من بينهم حفتر لتمكينه من رئاسة المجلس حال تشكله باعتباره صاحب أعلي رتبة عسكرية. في مقابل ذلك راهنت حكومة الوفاق الوطني علي إعادة تصدير النفط من الموانئ الرئيسية تحت إشرافها من أجل حل أزمة السيولة في المصارف في المناطق الخاضعة لسيطرتها في غرب البلاد وتحسين مستوي الخدمات العامة وخصوصاً الكهرباء والحد من تراجع سعر صرف الدينار أمام العملات الأجنبية في السوق الموازي.. لكن سيطرة القوات الموالية للحكومة الموازية علي هذه الموانئ وهي الأكبر في ليبيا تضعف فرصها في كسب هذا الرهان وتظهر مجدداً عجزها عن فرض سيطرتها علي كامل التراب الليبي بعد نحو 5 أشهر ونصف الشهر من بدء عملها من طرابلس. أكدت قوات السلطة المؤقتة انها سلمت إدارة موانئ التصدير في الهلال النفطي إلي المؤسسة الوطنية للنفط. وأعلنت المؤسسة رفع حالة "القوة القاهرة" عن موانئ رئيسية في منطقة الهلال النفطي في الشرق في خطوة تفتح الباب أمام استئناف التصدير بشكل قانوني من هذه الموانئ. وتتبع المؤسسة الوطنية للنفط حكومة الوفاق الوطني لكنها تؤكد أيضاً انها تتبع سلطة البرلمان المنتخب الذي يدعم القوات التي يقودها حفتر ولم يعط ثقته لحكومة الوفاق. وحالة "القوة القاهرة". بحسب تعريف المؤسسة النفطية. هي "الحماية التي يوفرها القانون ضد الالتزامات والمسئولية القانونية الناشئة عن توقف تنفيذ العقود. يفترض أن تذهب الأموال التي تدفع مقابل النفط إلي مصرف ليبيا المركزي في طرابلس الذي يتبع سلطة الحكومة المعترف بها ولياً بعد أن تدفع الشركات التي تشتري النفط الليبي ثمنه للمصرف الليبي الخارجي الذي يملك فروعاً في دول عدة ثم يقوم هذا المصرف الحكومي بتحويل الأموال إلي المصرف المركزي في العاصمة.. لكن سيطرة القوات التي يقودها حفتر علي الموانئ تعني انه بإمكان هذه القوات التحكم بمصير عمليات التصدير عبر اقفال الموانئ وإعادة فتحها وفق ما ترتئيه. وبعد بدء هجوم حفتر وقواته دعت حكومة الوفاق قواتها إلي العمل علي استعادة الموائئ لكنها ما لبثت أن تراجعت عن دعوتها هذه وطالبت بالحوار.. رغم ذلك تبقي مسألة المواجهة بين قوات السلطات الموازية وقوات حكومة الوفاق أمراً محتملاً خصوصاً ان الحكومة المعترف بها دولياً لا تملك القدرة الكاملة علي التحكم بكل الجماعات المسلحة التي تتبعها. ويري بعض العقلاء في ليبيا ان هناك خطراً حقيقياً الآن بأن تقع مواجهة مباشرة بين الجماعات الموالية لحكومة الوفاق والقوات بقيادة حفتر. ويخشون من اندلاع القتال في منطقة الموانئ لأن التقاتل يمكن أن يلحق أضراراً بالبنية التحتية للنفط والغاز ويؤخر إعادة تصدير النفط. والصدامات بين الفرقاء ستتوسع دائرتها وتزداد وسيساند المجتمع الدولي حكومة الوفاق ونتيجة لذلك ستتواصل الحرب وستكون مكلفة لكل الأطراف لكن دعوة حكومة الوفاق كل الأطراف الليبية إلي الحوار قد تمثل السبيل الأمثل من أجل التوصل إلي ترتيبات أمنية جديدة في الموانئ المصدرة للنفط. ويراهن الليبيون علي مؤتمر نالوت بأنه يقام تحت شعار الليبيون كلهم اخوة ويجب استغلال كل مناسبة صغيرة أو كبيرة لإبراز الحقائق كما هي وفضح نكبة الخيانة والغدر ومؤامرة الصهيونية والقوي الاستعمارية علي شعب أفقدته الأمن والأمان واما دعوة ديفيد جربي فقد تبرأ منها المنظمون وقالوا انه تم دس اسمه دون معرفة بحقيقته ولا يخيفنا حضوره أو حضور غيره فرغبتنا في لم الشمل تتحدي لهم وتفضحهم وتفرز العادلين الديمقراطيين من العنصرين الاستعماريين ويتحداهم في كل مكان.