من خصائص شهر رمضان أنه من أفضل الأوقات التي يجب ان ينتهزها كل مسلم يريد النجاة في الدنيا والآخرة فالأنبياء والصالحون والذين هداهم الله يحرصون علي ألا تضيع منهم هذه المناسبات دون أن يكتسبوا منها ويحدوهم الأمل في أن يتقبل الله منهم صالح الأعمال في تلك الأوقات المباركة. أنه بالنسبة لهؤلاء شهر العطاء والبر والاحسان والالتزام بالاخلاق الكريمة كما ان الصيام لا يمنعهم من اداء العمل علي أكمل وجه. من خصائص هذا الشهر الكريم ان الله اختصه بنزول القرآن في أيامه كما ان الكتب السماوية نزلت في تلك الأوقات المباركة علي الأنبياء السابقين وكذلك علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم قال الامام أحمد عن وائلة بن الاسقع: أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: انزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان وانزلت التوارة لست مضين من رمضان والانجيل لثلاثة عشر يوماً خلت من رمضان وانزل القرآن لاربع وعشرين خلت من رمضان كل ذلك يوضح عدة أمور في مقدمتها مدي أفضلية هذه الأوقات من شهر رمضان ومنها وحدة هذه الكتب السماوية "شرع لكم من الدين ما وصي به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسي وعيسي أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. كبر علي المشركين ما تدعوهم إليه" مما يؤكد وحدة شرائع الله ولكن لكل منهاجاً وشريعة ومنها ان العمل في هذا الشهر مفضل علي غيره في الأيام الأخري ومنها ان الله يطلع علي الصائمين وهو الذي يقدر درجات كل عبد وفقاً لارادته وعمله. ومنها ان النور يتجلي في أيام الشهر فتحل البركات. ومن تلك الفضائل ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ومن صادفها أعطي الخير وهذا الشهر اخره عتق من النيران فالصالحون يقتدون بالأنبياء ولا يتوقف عطاؤهم في هذا الشهر في النهار يحرصون علي صوم الخصوص ايديهم تجود بالعطاء علي الفقراء والمساكين اخلاقهم تفيض بالكلم الطيب علي العباد لا يغفلون عن الصلاة وتلاوة القرآن شفاء لصدورهم كل ألوان العمل الصالح محببة إلي قلوبهم فهم يبيتون لربهم سجداً وقياماً. يكفي هذا الشهر مفخرة علي سائر الأيام أن من صام أيامه إيماناً واحتساباً لوجه الله الكريم غفر له ما تقدم من ذنبه فعن ابن عباس وزيد بن ثابت ان رسول الله قال: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" انها أيام جاءت فيها آيات بينات من الهدي فمن هداه الله انتهز هذه الفرصة المتاحة ونهل من الخيرات قبل ان يأتي يوم لا يستطيع فيه المرء اداء عمل فهل هناك عذر لأي متقاعس لا يقبل علي هذه الفضائل فليختر ما يناسبه. لقد عرف الاقدمون تلك الفضائل فكانوا صرحاء مع انفسهم مخلصين في أداء واجبهم فها هو صرمة بن قيس الانصاري ارهقه العمل فلم يستطع تناول طعامه فغلبه النوم فظل صائماً فلقيه رسول الله صلي الله عليه وسلم فوجده مجهداً فسأله في فاخبره بما يجري وها هو أمير المؤمنين أبوحفص عمر يقول يارسول الله أنه عاشر امرأته في وقت الصيام ولم يجد حرجاً في هذه المصارحة وتلك الشفافية فنزل قول الله تعالي: "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم" وأباح الله الأكل والشرب حتي يؤذن للفجر.. رحمات ونفحات ليتنا جميعاً نقبل عليها بهمة ونشاط؟