اقتراح غريب وعجيب.. ومثير للدهشة ذلك الذي تقدم به المهندس إيهاب صالح المدير التنفيذي لاتحاد كرة القدم حول تعديل نظام مسابقة الدروي العام الموسم القادم بتقسيم فرق الدروي لخمس مجموعات وبالطبع فإن الهدف كما هو واضح اقتصادي في المقام الأول لتخفيف الاعباء المادية التي قد تتحملها الاندية في السفر واقامة لاعبيها في معسكرات لاداء مباريات في الدوري العشريني.. ولكن علي الجانب الآخر أري أن هذا الاقتراح يمثل كارثة فنية لأن تجارب الستين اكدت علي أرض الواقع أن دوري المجموعات فاشل.. فاشل بكل مفردات لغات كرة القدم الحديثة.. والقديمة وقد يصلح هذا الاقتراح لدورة رمضانية.. لأنه يمكن ان يحدث "ردة" ويعود بالكرة المصرية للوراء عشرات السنين.. والمؤسف أن نجما في حجم خبرات مجدي عبدالغني خرج علينا يؤيد هذا الاقتراح الغريب وكأنه لم يكن واحداً من أبرز لاعبينا الذين خاضوا تجربة الاحتراف بالدروي الأوروبي ويعرف كيف تدار منظومة الكرة العالمية بالاساليب الحديثة بما يضمن لها الارتقاء والتطور علي كافة الاصعدة الفنية والاقتصادية والإدارية والتحكيمية دون النظر للمجاملات والمصالح الشخصية والمحسوبية وشراء الخواطر التي تدار بها الكرة المصرية الغارقة دائماً في المشاكل والصراعات ومازالت عاجزة حتي الآن عن تحقيق التطور المنشود لعجزها عن ربط اسلوب ادارتها بمنظومة الكرة العالمية ولوائح الاحتراف المعمول بها في بلدان العالم المتقدمة كرويا حتي اصبحت لعبة الكرة فيها صناعة تعتمد علي التسويق والاستثمار وتمثل احد مصادر الدخل ليس للأندية فقط بل علي مستوي الدول.. أما في مصر فنظام الاحتراف يعاني من الثغرات اللاعبون يهربون ويتقاضون الملايين والاندية تصرخ وأمامنا قضية البث الفضائي تشهد حالة اشتباك بين الاندية واتحاد كرة القدم غير مفهومة فالأندية دائمة الشكوي لتأخر مستحقاتها وعدم قناعتها بسياسة توزيع العائد عليها وبأسلوب عمل اللجنة حتي تحولت قضية البث الفضائي للغز محير وغامض ومعقد وسر يصعب اكتشافه الكل عاجز عن حله وكل يوم نسمع أحد الاندية يهدد بالانسحاب من تلك اللجنة العجيبة والقيام بتسويق مبارياته بطريقته الخاصة وكان الزمالك آخر تلك الاندية التي تدرس القيام بهذه الخطوة ومن قبله أكد النادي المصري أنه ينوي الاقدام علي اتخاذ قرار حاسم هو الآخر بخلع هذه اللجنة والتصرف بمفرده في تسويق مبارياته والشيء المؤسف أن تلك المشكلة والصراع الدائر بين اتحاد الكرة والاندية مشتعل منذ سنوات يعكس لنا حجم المأساة التي تعيشها الكرة المصرية وهي عاجزة عن تنظيم قضية البث الفضائي.. ومنح الأندية حقوقها ليتأكد لنا من جديد انها تدار بطريقة "سمك.. لبن.. تمر هندي" وياليت بعد قيام شعب مصر بثورته المجيدة أن يشهد اتحاد الكرة ثورة في ادارته من اجل تحديثها بما يضمن ربطها بمنظومة الكرة العالمية فيما يتعلق بعناصرها واخراجها من النفق المظلم الذي تعيش فيه وأولي خطوات الخروج من هذا النفق هو العمل بشفافية ووضوح وأن يتم مراعاة الصالح العام للعبة في كل قرار يصدر عن الاتحاد.. أما اقتراح تحويل الدوري العشريني لدرة رمضانية بتقسيمه ل 5 مجموعات فهو مرفوض شكلا وموضوعا وبدلا من اهدار وقت الاتحاد في دراسته يجب التفرغ للقضايا الحيوية التي من شأنها ان تنهض باللعبة وبالأندية والاستعداد لتطبيق دوري المحترفين اعتبارا من الموسم 2012 - ..2013 وللحديث بقية.