الوهم الذي تبيعه لنا التربية والتعليم وقصور الثقافة

مبدئيا فإن الشاعر أشرف أبو جليل مدير عام الثقافة العامة بهيئة قصور الثقافة يمتلك خبرة طيبة في التعامل مع تلاميذ المدارس. نظراً لعمله بالتوجيه المسرحي بالتربية والتعليم عدة سنوات أشهد أنه أحدث خلالها حراكاً ثقافياً ومسرحياً في إدارة المعادي التي عمل بها.
وبعد انتقال أشرف إلي العمل بهيئة قصور الثقافة لم ينس علاقته بالتربية والتعليم. وهاهو يعلن عن مسابقة جديدة بين تلاميذ المدارس للنشاط الصيفي في المسرح والإلقاء الشعري يرعاها. كما قال . د. الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم ود. سيد خطاب رئيس هيئة قصور الثقافة
وتشمل مسابقات النشاط الصيفي لطلاب المدارس مسابقتين الأولي : هي دوري إلقاء الشعر المصري ويقام الاحد 18 سبتمبر القادم حيث يختار الطالب نصًا شعريًا لأحد أدباء محافظته مولدًا أو إقامة ¢ فصحي أو عامية¢ مقدمًا بتعريف للشاعر في حدود ثلاثة أسطر وتستبعد القصائد للشعراء من غير أبناء المحافظة علي أن يكون الشعراء ممن صدرت لهم دواوين من إحدي هيئات وزارة الثقافة أو أعضاء أندية الأدب بقصور الثقافة أو أعضاء اتحاد الكتاب. تكون مدة إلقاء النص للمرحلة الإبتدائية ثلاث دقائق والإعدادية خمس دقائق والثانوية سبع دقائق. وألا تكون القصيدة تدعو إلي العنف أو الإرهاب أو ضد القيم التربوية السليمة أو هدم ثوابت الدولة أو الأمة.وتنقسم المسابقة إلي مستويين الأول المديرية التعليمية الفرع الثقافي حيث تقيم مديرية التربية والتعليم مهرجانا شعريا "فصحي وعامية" يشارك فيه الطلاب من المراحل الثلاث بالترتيب العمري للمشاركين. ويشكل الفرع الثقافي في المحافظة لجنة من شاعرين من شعراء أندية الأدب الكبار ليقوما بالتحكيم للطلاب مع موجه عام التربية المسرحية. تختار لجنة التحكيم أفضل طالب أو طالبة عن كل مرحلة بواقع ثلاثة طلاب فقط عن كل محافظة يمثلون المحافظة للمراحل الثلاث في المستوي الجمهوري. ويجب ألا تكون القصائد المختارة للتصعيد لشاعر واحد بل لشعراء مختلفين من المحافظة توسيعا لرقعة المشاركة. وكذلك لا تزيد القصائد الملقاة لشاعر واحد عن قصيدتين في المهرجان تحقيقًا لهدف تعريف الطلاب بأكبر قدر من شعراء المحافظة.والمسابقة الثانية مسابقة دوري المسرح المدرسي وتبدأ تصفياتها من 19 سبتمبر القادم حيث تقدم كل مديرية للتربية والتعليم مهرجانًا مسرحيًا بأفضل عروضها التي أنتجتها وقدمتها خلال العام الدراسي بمدة يوم أو يومين يدعي له الجمهور وأولياء الأمور والمسئولون. ويلتزم الإقليم الثقافي بتشكيل لجنة التحكيم للتصفية من اثنين من كبار نقاد او كتاب او مخرجي المسرح بالاقليم وتسجيل النتائج وكتابة تقرير مفصل عن مفردات العروض " ديكور- ملابس- موسيقي وغيرها" من فناني المسرح المتميزين القادرين علي التحكيم من مخرجي الفرق القومية أو فرق القصور أو كبار كتاب المسرح وإرسالها الي الإدارة العامة للثقافة العامة فور انتهاء المسابقة.
وتختار لجنة التحكيم أفضل عرضين يمثلان الإقليم احدهما للتعليم الأساسي والثاني للتعليم الثانوي ليتم عرضهما في مهرجان المسرح المدرسي بالقاهرة او بإحدي المحافظات
هذه هي تفاصيل المسابقة التي نشرها أشرف أبو جليل علي صفحته. ولاشك في أن نيته ونية الهيئة طيبة للغاية. والهدف المنشود مهم ومحترم وسيتيح الفرصة لتلاميذ المدارس للتعرف علي شعراء مدينتهم أو قريتهم أو محافظتهم. ولكن المسابقة تقام تحت عنوان ¢ النشاط الصيفي¢ فهل هناك نشاط صيفي أصلاً في المدارس؟ أتحدي أن يكون هذا النشاط موجوداً . فإذا كانت المدارس تخلو أيام الدراسة نفسها من التلاميذ . فهل يمكن أن يتدفقوا عليها في فصل الصيف . قد يكون هذا الأمر ممكناً في بعض المدارس الواقعة في القري والنجوع حيث لامكان لممارسة الأنشطة سوي المدرسة أو مراكز الشباب . ولكن ماذا عن مدارس المدن الكبري التي تخلو . كما ذكرت . من التلاميذ أثناء الدراسة نفسها.
لاأعرف من سيتحمل ميزانيات هذا النشاط . ولكن أياً كانت الجهة التي ستتحمله فهي في الأول والآخر جهة حكومية . أي ستنفق علي المسابقة من مال الدولة أو مال دافعي الضرائب.
جميل جدا أن نهتم بالنشاط الثقافي في المدارس لكن الأجمل أن تكون هناك مدارس فعلاً. وأن يكون هناك نشاط صيفي حقيقي للتلاميذ خلال الإجازة . فواقع الأمر أن النشاط الصيفي في المدارس مجرد لافتة يعلقونها علي باب المدرسة ولاشئ يحدث في الداخل
أخشي أن يجمع الموظفون أبناءهم وأقاربهم ليبدو الأمر كما لو أن هناك نشاطاً ومسابقة بالفعل. في حين أن كله مجرد ضحك علي الذقون. . كما هو حادث في معظم مانفعله في مصر سواء في الثقافة أو في غيرها.
يمكن للمسئولين عن هذه المسابقة .سواء في التربية والتعليم أو في هيئة قصور الثقافة .أن يفحموننا ببساطة شديدة ويؤكدون أننا مخطئون عندما نتهمهم بالضحك علينا . ماعليهم سوي تسجيل هذه الأنشطة بكاميرا فيديو . أكيد ستكون متوفرة في كل محافظة . وبثها عليناحي نستمتع أولاً بالمسابقة . ونتأكد ثانياً أن هناك شيئاً يحدث بالفعل وليس مجرد أخبار تنشر ولا شئ يحدث البتة!!!!!!
في انتظار البث المباشر أو حتي المسجل.