الله وحده الغني.. والغني والثراء أنواع.. ليس شرطا أن يتوقف ذلك علي جمع المال فقط.. ولكن قد يكون الغني بزيادة النسل من أجل "العزوة" كما يقولون.. وقد يكون داخل النفس البشرية بالقناعة لما أعطاه الله.. أما الغني الذي أقصده اليوم فهو في مجالي الرياضة وبالتحديد في كرة القدم.. وأقصد به تجميع أكبر عدد من اللاعبين والتكويش علي كل ما هو نجم وضمه للفريق وهو ما يلاحظه كل متابع لما يجري في أنديتنا هذه الأيام ومع بداية كل موسم بالأخص في القطبين الأهلي والزمالك. يحاول المدير الفني في كل ناد السعي جاهدا لضم أكبر مجموعة من نجوم اللعبة من الأندية الأخري يستوي في ذلك النجم السوبر أو اللاعب الواعد.. وأري كلا من جوزيه وحسن شحاتة لايشبع أحدهما وكل يوم نسمع عن مطالبهما بضم لاعب جديد.. ظنا منهما أن هؤلاء الجدد سوف يصنعون المعجزات ويحققون البطولات وحدهم. الأحلام مشروعة.. والآمال واجب والسعي مطلوب لكن لابد أن يكون هناك حساب.. ومراجعة لما هو موجود.. ودراسة ما يملكه النادي من لاعبين قائمين بالفعل فضلا عن الأموال التي باتت بأرقام مستفزة لمشاعر الناس سواء داخل الفريق أو عند الجماهير. أما القضية الأكبر والتي ربما لايهتم بها المدراء الفنيون سواء في الأهلي أو الزمالك أو في باقي الأندية هي مشاعر باقي اللاعبين عندما يتشتت تفكيرهم ويهرب تركيزهم في البحث عن مصيرهم في ظل وجود الوجوه الجديدة والتعاقدات الحديثة والتي تأتي بسبب أخطاء السياسة الكروية في مصر عند اتحاد الكرة الذي فتح التعاقدات علي البحري والأندية التي أكلها الطمع في تكويش وتخزين اللاعبين لأهداف كثيرة ليس من بينها تحقيق البطولة فقط. ولعل ما يجري في كواليس الأهلي والزمالك هذه الأيام من ثورات مكتومة لجميع اللاعبين لخير دليل فالمقيد من الأصل يخشي الركنة ومزاملة دكة الاحتياط وقد يصل به الأمر الي الاستسلام والهروب من التدريب والأداء المتراخي.. أما الحديث فيحاول أن يثبت وجوده بزيادة جرعات التدريب التي تؤدي في النهاية الي ارهاقه وعدم تكملة الموسم مثلما بدأ والنتيجة خسارة الفريق للقديم والحديث. وقد يظن النادي الادارة والجهاز الفني أن التهديد بالايقاف أو الغرامات أو حتي الطرد من النادي هو الحل.. علي العكس فعندما يصل الإنسان.. أي إنسان لمرحلة اليأس.. أو الحذف وعدم الاستقرار فإنه يضحي بكل شيء ولا يعبأ بأي تهديد أو وعيد حتي لو وصل به الي الخروج الي الشارع أو الاعتزال. لذا فإن الاعتدال دائما هو الأفضل والقناعة هي الغني والكنز الذي يجب الحفاظ عليه اللهم إذا كانت سياسة التكويش هي ضعف فيمن يطلب المزيد لحماية نفسه وليسد عجزه علي مواجهة الواقع.