ردود فعل متباينة أثارها إعلان اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية عن تطبيق تجربة توصيل خدمة مياه الشرب والصرف الصحي لمنازل المواطنين المحرومة من هذه الخدمة العامة بنظام التقسيط عن طريق الحصول علي قرض بفائدة بسيطة في محاولة للتخفيف عن كاهل المواطنين وإنهاء معاناتهم بسبب عدم وجود خدمة مياه الشرب النقية والصرف الصحي بمنازلهم. تضمنت التجربة الجديدة التي يتم تطبيقها لأول مرة علي أن يحصل المواطن صاحب العقار أو المنزل علي قرض من بنك التنمية الصناعي بالتنسيق بين البنك وشركة مياه الشرب والصرف الصحي من خلال وجود مندوب لكل منها بمقار مشروعك في كل مركز لتسهيل جميع الإجراءات المطلوبة للحصول علي قرض البنك وانهاء اجراءات عملية توصيل خدمة مياه الشرب والصرف الصحي للمنازل والعقارات مقابل التقسيط وقيمة القسط 30 جنيهاً شهرياً علي مدي سبع سنوات وبأقل نسبة فائدة لتخفيف العبء عن المواطنين. ورغم أن هذه التجربة جديدة ويتم تطبيقها لأول مرة إلا أنها أثارت ردود أفعال مختلفة ومتباينة بين مؤيدين ومعارضين للتجربة الجديدة.. حيث يري البعض أنها فرصة لإنهاء معاناتهم مع الصرف الصحي ومياه الشرب الذين يعانون منه حالياً. خاصة أن قيمة القسط الشهري ستكون بسيطة ومناسبة.. بينما يري البعض الآخر أن هذه التجربة سوف تحملهم أعباء مالية إضافية بقيمة فوائد. مؤكدين أن توصيل هذه الخدمة مسئولية الدولة والحكومة والمحافظة وليس المواطنين. خاصة أنهم ليس لديهم استعدادات لتحمل قروض بنكية بفوائد والدخول في متاهات الإجراءات الروتينية المعقدة مع الموظفين بأكثر من جهة. سعيد عبدالرحمن موظف بمركز طنطا قال إن التجربة جيدة لأنها ستنهي معاناة سنوات للعديد من المنازل المحرومة من خدمة توصيل مياه الشرب والصرف الصحي وتتكبد بسبب ذلك نفقات كبيرة مقابل عمليات الكسح لبيارات الصرف الصحي البدائية. بالإضافة للحصول علي مياه الشرب النقية بدلاً من الحصول عليها بواسطة الطلمبات أو شراؤها من محطات التنقية التي أصبحت منتشرة في كل مكان. ولكن يجب علي مسئولي المحافظة أن تكون هناك لجان من مجالس المدن والوحدات المحلية للإشراف علي تنفيذ هذه التجربة من خلال الرقابة والمتابعة لتسهيل إنهاء الإجراءات والتصدي لروتين وتعقيدات الموظفين المعروفة وهي ليست خافية علي أحد بالطبع.. خالد عبدالله عماشي "مزارع" من مركز المحلة الكبري: إن قريته دمتو تم توصيل خدمة مياه الشرب والصرف الصحي لنصف المنازل بها ومازال النصف الآخر دون صرف صحي رغم التوصيلات المنتهية.. وطالب محافظ الغربية باستكمال توصيل مشروع الصرف الصحي لباقي القرية بدلاً من تحميل المواطنين أعباء مالية جديدة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها بسبب ارتفاع الأسعار الجنوني في جميع السلع الغذائية والتموينية. أحمد السيد غنيم من مركز سمنود قال إن المواطن مش ناقص علشان تحمله الدولة أعباء مالية فوق طاقته أكثر من الذي يتحملها الآن في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الغذائية ولم يعد قادراً علي تحملها ومواجهتها. مؤكداً أن خدمة توصيل مرافق مياه الشرب والصرف الصحي في أي مكان في العالم مسئولية الدولة وليس المواطن الذي لم يعد قادراً علي مواجهة حياته المعيشية.. وناشد محافظ الغربية بمراعاة ظروف المواطنين أولاً قبل محاولته إرضاء المسئولين الذين لا يشعرون بمعاناة المواطنين. خاصة محدودي الدخل والبسطاء في مواجهة حياتهم المعيشية. سمير عبدالعظيم سلامة قال إن فكرة التجربة جيدة ولكنها تحتاج لمتابعة ورقابة جادة من المحافظ للإشراف علي تنفيذها. خاصة أنها سوف تنهي معاناة الكثير من المواطنين المحرومين من هذه الخدمة المهمة. كما تأتي التجربة في اطار الجهود الذاتية لمساعدة الدولة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الآن. ولكن لابد من وجود متابعة جادة حتي لا يُترك المواطن فريسة لموظفي المحليات وهيئة مياه الشرب والصرف الصحي وتعقيدات الموظفين التي تعرقل أي مسيرة وتفشل أي تجربة يمكن أن تحقق نجاحاً والأمثلة عديدة.