سعادة غامرة بين أهالي منطقة الصحابي وسط مدينة أسوان والتي كان يطلق عليها اسم "ربع الخراب" عقب البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من تطوير المنطقة والتي تستهدف إنشاء 600 وحدة سكنية خلال عام لتصبح "أسمرات جديدة" في محافظة أسوان وأعرب بعض الأهالي عن رغبتهم في أن يتولوا بأنفسهم إعادة بناء مساكنهم القديمة وفقا للمخطط الذي يضعه المسئولون عن المشروع. يقول محمود أحمد علي عامل من أهالي منطقة الصحابي إن مشروع التطوير الذي تقوم به الدولة حاليا يعتبر فكرة رائعة لأنه يتيح للأهالي وحدات سكنية حديثة وكاملة المرافق بدلا من المساكن القديمة التي نسكن فيها. مضيفا انه رفض ترك منطقة الصحابي حينما قامت المحافظة بإزالة المنازل في المرحلة الأولي من المشروع ومنح المستحقين لوحدات سكنية بديلة في منطقة الصداقة الجديدة نظرا لأن منطقة الصحابي تقع في قلب مدينة أسوان. قال محمد فاروق عيد إن لديه منزلاً ملك في منطقة الصحابي ومعه رخصة مباني وعلي الرغم من ذلك صدر له قرار إزالة بحجة أن المنزل ليس متوافقا مع المخطط العام لتطوير المنطقة موضحا ان قرار الإزالة للمنازل المرخصة يجب أن يصدر للمنفعة العامة مثل إنشاء الطرق أو الأنفاق وليس لتطوير المناطق العشوائية لذلك فهو يطالب بعد إزالة منزله ووضع مخطط يتناسب مع المنازل الموجودة فعليًا في المنطقة مادام أصحاب هذه المنازل حاصلين علي رخصة مباني. قال أم أشرف محمد سيد وزينب بحر ومحمود حسن الزغبي ان الكثير من أهالي المنطقة يرغبون في إعادة بناء منازلهم القديمة بأنفسهم وفقا لإجراءات التنظيم الموضوعة للشوارع وليس لديهم مانع أيضا في إزالة كافة المنازل التي تقع خارج التنظيم وأشاروا إلي أن معظم منازل الصحابي تأوي أكثر من أسرة داخل كل بيت ويتخوفون من عدم إعطائهم الوحدات السكنية الكافية لهم في حالة تطوير المنطقة خلال الفترة القادمة. عبدالفتاح زكي ربيع قال انه يمتلك منزلا من طابقين ويعيش فيه منذ 50 عاما لذلك رفض ترك هذا المنزل والحصول علي شقة بديلة في الصداقة الجديدة بسبب ظروفه الصحية وطالب بفتح الباب أمام المواطنين لإعادة بناء منازلهم بجهودهم الذاتية أو علي الأقل توفير وحدات سكنية كافية لجميع السكان الفعليين بالصحابي. من جانبه قال اللواء مجدي حجازي علي هامش وضع حجر الأساس لتدشين المرحلة الثانية من مشروع تطوير منطقة الصحابي العشوائية بحضور د. أحمد درويش نائب وزير الإسكان للتطوير الحضري والعشوائيات إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يولي اهتماما كبيرا للقضاء علي المناطق العشوائية ومنها منطقة الصحابي ليصبح مشروعا قوميا وهدفا أسمي من أهداف الدولة حيث يسير تنفيذها في مجموعة محاور متوازية مع مراعاة الظروف الاجتماعية والمعيشية لقاطني هذه المناطق في ظل التعامل مع المواطنين بها بأسلوب راق حيث تم التواصل مسبقا بعقد لقاءات مع ممثلين لأهالي منطقة الصحابي تمهيدا لتنفيذ المشروع موضحا ان المرحلة الثانية من مشروع تطوير الصحابي تتضمن إنشاء 12 عمارة تضم 576 وحدة سكنية كاملة التشطيب والمرافق ليستفيد من المشروع حوالي 354 أسرة بإجمالي عدد سكان يصل إلي 2288 نسمة. المحافظ أشار إلي أن منطقة الصحابي تقع في قلب مدينة أسوان علي مساحة 15.8 فدان وهي مدرجة في المرتبة الثانية ضمن المناطق العشوائية غير الآمنة طبقا لتقرير صندوق تطوير العشوائيات بمجلس الوزراء نظرا لأن غالبية المساكن بها ما بين متصدعة أو متهدمة لأنها مبنية بالطوب اللبن وفضلات مواد البناء وهو أقرب ما يكون للعشش والأكواخ كما أن شوارعها ضيقة ولا تتعدي مترًا. مؤكدا أن استراتيجية التطوير بالمنطقة تعتمد علي إعادة توطين الأهالي وساكني المنطقة داخل حيز المنطقة نفسها وذلك في إطار تطوير تدريجي للمنطقة وإعادة إحلال المباني الرديئة والمتهالكة الخطرة بأخري جديدة وصحية. أوضح د. أحمد درويش نائب وزير الإسكان للتطوير الحضري والعشوائيات ان تكلفة تنفيذ مشروع الصحابي تبلغ 103.6 مليون جنيه ضمن مشروع تطوير المناطق العشوائية والذي يهدف إلي حصر هذه المناطق وتطويرها وتنميتها ووضع الخطط اللازمة لتخطيطها عمرانيًا وإمدادها بالمرافق الأساسية من مياه وصرف صحي وكهرباء.