إلي أين وصلت المباحثات حول سد النهضة الاثيوبي ومتي نجني ثمار مشاركة الرئيس السيسي في القمة الافريقية الأخيرة بكيجالي وما هي التداعيات لزيارة "نتنياهو" رئيس وزراء إسرائيل مؤخرًا إلي عدد من الدول الافريقية وتأثيرها علي الأمن القومي وكيفية زيادة تواجدنا في افريقيا.. والانتقادات التي توجه إلي البرلمان وأداء حكومة المهندس شريف اسماعيل؟ كل هذه القضايا كانت محور النقاش مع اللواء حاتم باشات رئيس لجنة الشئون الافريقية بمجلس النواب. قال في حواره ل "المساء الاسبوعية": إن حصة مصر في مياه النيل لن تتأثر ولن يتم المساس بها وان مشاركة الرئيس السيسي في القمة الافريقية تؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح. أوضح ان زيارة نتنياهو لافريقيا اضاءت لنا الضوء الأحمر فنحن في حاجة إلي اعادة ترتيب اوراقنا وعدم الاعتماد علي الرصيد التاريخي فقط واصفًا اصرار الرئيس السيسي علي حضور القمة الافريقية التي انطلقت اليوم بأنها دليل علي أننا نسير في الطريق الصحيح. اضاف ان حصتنا من مياه النيل لن تمس وان اراء الهواة وأنصاف الخبراء حول سد النهضة تضر أكثر مما تفيد واننا مازلنا نعاني حتي الآن من اثار الاجتماع الكارثي حول السد في عهد مرسي. أكد أن مكاتبنا الإعلامية وسفرائنا في افريقيا دون المستوي وان وجود تحالف في حب مصر داخل البرلمان خلق أزمة ثقة داخله. أوضح ان اداء رئيس الوزراء جيد ولكن "قماشة" الاختيار امامه ضيقة بسبب اعتذار الكثيرين عن تولي المناصب. * أثارت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو" إلي 4 دول افريقية مؤخرًا ضجة كبري.. فما هي رؤيتك لها؟ * * بداية دعونا نتفق علي أن هذه الزيارة تم الترتيب لها منذ فترة طويلة وليست وليدة اللحظة أو تمت بشكل مفاجئ وايضا ليس هناك أي علاقة بينها وبين زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلي إسرائيل.. أما عن زيارة "نتنياهو" فقد أضاءت لنا ضوءاً أحمر رغم عدم اتفاقي مع الضجة الإعلامية التي صاحبتها لأن وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي في هذه المنطقة الحساسة لنا يجب ان يجعلنا نعيد حساباتنا ونرتب اوراقنا بالتأكيد لتلافي أي تأثير سلبي قد يحدث علي الأمن القومي لمصر لأنه ذهب إلي منطقة استراتيجية لنا تتعلق بحصتنا من مياه النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب والتي يحاول البعض الضغط علينا بوسائل عديدة لتخفيضها ولكن هذا لن يحدث تحت أي ظرف من الظروف لأن هذه حقوق تاريخية لا يمكن التفريط فيها وايضا لأنها تتعلق بمصدر اساسي ورئيسي لتوفير احتياجاتنا من المياه وهذه النقطة هي التي يجب أن يكون تركيزنا عليها ولا تشغلنا أي أشياء أخري لأنه في النهاية الجميع يبحث عن مصالحة ونحن من جانبنا يجب أن يكون الحفاظ علي مصالحنا هو الاساس في أي خطوة نخطوها. المهم النتائج * لكن كيف تري ان هناك ضجة إعلامية غير مبررة حول الزيارة في وقت تري فيه ايضا أنه يمكن أن يكون لها تأثير علي أمننا القومي؟ * * ما يحكمنا في هذه الجزئية هي النتائج التي تمخضت عنها الزيارة فهي في رأيي لم تمس الأمن القومي بصورة مباشرة حيث اتفق نتنياهو علي مجموعة من المشروعات في مجال الري والاقتصاد والأمن والتكنولوجيا والابتكار العلمي وهذه الاتفاقيات لا تقلق فكل طرف كما قلت من حقه ان يبحث عن مصالحه ولكن الذي يستحق القلق أن هذه الزيارة جاءت كمحاولة لاذابة الجليد في العلاقات الافريقية الإسرائيلية الموجودة منذ حرب 73 وايضًا محاولة نتنياهو استغلال القمة الافريقية لكي تبحث وجود إسرائيل في الاتحاد الافريقي بصفة مراقب بحجة أن هذا كان يحدث في الماضي وهذا غير حقيقي بالمرة فكل ما حدث ان إسرائيل حضرت في الماضي بعض اجتماعات القمة الافريقية كمدعو وليس كمراقب وعلينا ان نكثف من جهودنا لكشف زيف هذا الادعاء ولا نستسلم للدعاية الإسرائيلية التي حاولت استغلال حضور نتنياهو للقمة الافريقية المصغرة في كينيا بحضور رؤساء 7 دول افريقية لبحث الإرهاب في كينيا وكان معدا لها منذ فترة وتصادف موعدها مع زيارة نتنياهو فضغط لحضورها واستغل الصورة التي التقطت له اثناء القمة المصغرة للترويج بأن إسرائيل متواجدة في افريقيا. علاقات أزلية * وهل تعتقد ان هذه الزيارة سيكون لها تأثير سلبي علي علاقاتنا الافريقية؟ * * علاقاتنا بأفريقيا ستظل علاقات أزلية لا يمكن ان تنفصم فمصر لها رصيد تاريخي كبير في افريقيا يعتمد علي اشياء عديدة والافارقة أول من يعي ذلك ومن ثم فلمصر مكانة كبيرة لديهم بالرغم من أي سلبيات يمكن ان تعكر صفو هذه العلاقة أما علاقة إسرائيل بافريقيا فهي تعتمد في الاساس علي المصالح وهو ما يجب أن نعيه جيدا ولا نعتمد في علاقتنا بافريقيا علي الرصيد القديم فقط ونخطيء نفس الخطأ الذي نرتكبه عندما نتحدث دائما عن أننا أصحاب حضارة تمتد جذورها لأكثر من 7 آلاف سنة دون ان نحاول الاهتمام أكثر بالحاضر والمستقبل ولذلك يجب ان نسعي دائما إلي تنمية علاقاتنا بافريقيا فهي مثل الزراعة تحتاج بشكل دائم الماء وكذلك هذه العلاقة تحتاج تطويراً دائماً لكي نزيد من رصيدنا هناك ليس بحثا فقط عن المصالح الاقتصادية التي يمكن أن تتحقق وهي بالمناسبة ليست قليلة ولكن لأن افريقيا تمثل لنا بعدا استراتيجيا مهماً ويجب ان تكون لها الأولوية في تحركنا في السياسة الخارجية. تقديم اللقاء * عقدت موخرا لقاء مع المسئولين في وزارة الخارجية لبحث موضوع الزيارة فماذا تم خلال هذا اللقاء؟ * * هذا اللقاء كان مخططا له يوم 17 يوليو ولكن فضلت تقديم موعده قبل عودة البرلمان لممارسة نشاطه حتي تكون الصورة مكتملة لعرضها علي النواب ورغم ان وزير الخارجية كان في زيارة إلي كيجالي وكذلك السفير محمد ادريس مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية لديه ارتباطات إلا أنني فضلت عقد اللقاء بسرعة وعدم الانتظار لتدارس الموقف في حضور السفراء أشرف موافي وحمدي نيال ومروة نبيل سالم ودرين نجم الدين من الخارجية واعضاء المكتب باللجنة وتمت دراسة الموضوع من كافة جوانبه وبدون الدخول في التفاصيل كان هناك اتفاقا علي أن يكون التحرك من جانبنا أكثر ايجابية خاصة وان الصورة ليست قاتمة والاوضاع ليست بالسوء الذي يحاول البعض أن يزرعه فعلي سبيل المثال الاستثمارات الإسرائيلية في اثيوبيا خاصة وحكومية لا تتجاوز 320 مليون دولار لا تمثل سوي خمس استثمارات مصر هناك فالمقاولون العرب لديها استثمارات في اثيوبيا تبلغ 5 مليارات دولار وشركة القلعة تبلغ استثماراتها 4.6 مليار دولار بالاضافة إلي استثمارات باقي الشركات وكذلك الاستثمارات الحكومية وهو ما يؤكد ان تواجدنا في افريقيا بصفة عامة وفي دول حوض النيل بصفة خاصة سيظل الأقوي والأكثر تأثيرا. منتدي أفريقي * لكن هل يمكن أن نظل نعتمد فقط علي هذا التواجد والتأثير القديم؟ * * بكل تأكيد لا فلابد ان يكون هناك تحرك اكثر فاعلية ولذلك المطلوب في هذه المرحلة ومستقبلا ان يكون هناك تفصيل للدبلوماسية الاقتصادية والشعبية والأولي علي درجة كبيرة من الأهمية وتبذل فيها جهود جيدة حيث قام وزير الري مؤخرا بزيارة إلي أوغندا قام خلالها عدد من مشروعات الري وعلي نفس المنوال أفكر في أن يكون هناك منتدي افريقي يجمع في عضويته رجال أعمال وممثلين عن القوات المسلحة والخارجية بحيث تكون مهمة هذا المنتدي اقامة مشروعات تنموية في افريقيا خاصة في الدول التي لم تقدم لها مصر مساعدات من قبل ولا تنتظر أو تتوقع ذلك حيث سيكون لذلك تأثيرا كبيرا علي زيادة ارتباط افريقيا بمصر حيث يضم الاتحاد الافريقي في عضويته 54 دولة يجب ان نقوي من علاقاتنا بها جميعا خاصة وان الرئيس السيسي يبذل جهدا كبيرا في هذا الاطار حيث قام مؤخرا باستقبال رؤساء 3 دول افريقية منها توجو وسيراليون وهذا شيء رائع يؤكد علي أهمية الاتجاه إلي افريقيا وعدم التركيز فقط في علاقاتنا الخارجية علي امريكا واوروبا ويصب في هذا الاتجاه ايضا أنه لأول مرة يتم انشاء لجنة خاصة بالشئون الافريقية في البرلمان لكي تكون سندًا للدبلوماسية الرسمية حيث أن هذا الملف يحتاج عمل وتكاتف الجميع فالفردية والجزر المنعزلة لن تحقق أهدافنا ومصالحنا. واجب وطني * وهل تعتقد ان الخارجية أو الدبلوماسية الرسمية أعطت الشأن الافريقي الاهتمام المطلوب؟ * * بصراحة لا.. خاصة في فترات سابقة حيث أعيب علي الخارجية في الماضي أنها جعلت الدبلوماسي الذاهب إلي دولة افريقية كأنه ذاهب إلي المنفي أو أنه تتم معاقبته وهذا ما يجب ان يتغير تماما فالسفير في أي دولة افريقية يبذل جهدا لا يقل عن نظيره في أي دولة أخري أن لم يزد ولذلك يجب أن ننمي هذا الشعور لدي سفرائنا لكي يخدموا وطنهم برغبتهم وليس فرضا فساعتها ستكون النتائج بالتأكيد افضل وفي نفس الوقت يجب أن نحسن استغلال قوتنا الناعمة من فنانين ورياضيين وأدباء لتشكيل وفود شعبية للبلدان الافريقية بصفة مستمرة بشرط أن يكون هدف الجميع خدمة مصالح الوطن العليا ولس جني مكاسب شخصية كما حدث في زيارات سابقة وان يكون كل فرد من افراد البعثة علي دراية كاملة بأهمية الدور الذي يلعبه بحيث نستفيد من هؤلاء في تنمية علاقاتنا بافريقيا كذلك يمكن ان تضم هذه الوفود الشعبية رموزا مصرية مشهورة مثل طبيب القلب العالمي د. مجدي يعقوب وغيره حيث ان هذه الشخصيات يكون لها تأثير كبير اثناء الحوار مع الاخر وتساهم بفاعلية في تقريب المواقف. الأزهر والكنيسة * من المعروف ان لرجل الدين مكانة كبيرة لدي شعوب افريقيا فهل قام الأزهر والكنيسة بدورهما في هذا الاطار؟ * * بدون أي حساسيات الكنيسة الارثوذكسية تعمل في هذا الملف بشكل جيد للغاية وكذلك الأزهر يبذل جهدا مشكورا ولكنه في نفس الوقت يحتاج اعادة نظر في مبعوثيه إلي الخارج ومنها الدول الافريقية في المقدمة بسبب ما يربطنا بها من علاقات ومصالح مشتركة حيث ان بعضهم ليس علي المستوي اللائق سواء من حيث المظهر الخارجي أو اتقان اللغات الاجنبية ولذلك علي الأزهر ان يسعي لانتقاء العناصر المناسبة لهذه المهمة وان يكون هناك حوافز حقيقية لمن يتصدي لهذه المهمة خاصة وانه كما قلتم لرجل الدين مكانة كبيرة لدي جميع الشعوب وليس الافريقية فقط وأتذكر انني أقمت حفل افطار في رمضان الماضي لبعض السفراء الاجانب بالقاهرة منهم السفير السوداني وسفير جنوب السودان والسفير الاسترالي حضره مجموعة من الشيوخ والقساوسة وشاهدت كيف ان لرجل الدين مكانة كبري لدي الجميع وعلينا ان نستغل ذلك لتحقيق مصالحنا بشرط ان يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب لأنه بدون مراعاة ذلك تأتي النتائج سلبية. خارج الصندوق * وماذا عن دور وزارة الهجرة في الملف الافريقي؟ * * الوزارة بقيادة الوزيرة نبيلة مكرم تبذل جهدا لا ينكر في هذا المجال ويكفي أنها أول وزيرة تهتم بالملف الافريقي بصورة حقيقية وتتواصل مع الجاليات المصرية هناك رغم قلة اعدادها وقد التقيت بها مؤخرا واتفقنا علي زيادة التواجد في القارة الافريقية والبحث عن مقترحات وأساليب خارج الصندوق لزيادة هذا التواجد بجانب تقديم خدمات حقيقية للمغتربين والمسافرين مثل اعداد كتيب صغير يوزع علي الطائرة يتضمن معلومات عن البلد المسافر لها ورقم هاتف السفير والبنوك المصرية العاملة في البلد المسافر إليها وكيف يحصل الشخص علي ما يحتاجه من خدمات باختصار يتضمن الكتيب حقوق المسافر وحقوق الدولة المسافر إليها عليه حتي ننجح في القضاء علي أي مشاكل قد يتعرض لها الشخص المسافر ونزيد من انتمائه للوطن الأم. الأعداد قليلة * وما رأيك في الدور الذي تقوم به المكاتب الإعلامية التابعة لهيئة الاستعلامات في الدول الافريقية؟ * * للأسف الشديد نفتقد لهذا الدور فاعدادها قليلة للغاية فهل من المعقول ألا يكون لنا مكاتب في دول حوض النيل باستثناء اثيوبيا التي تم انشاء مكتب بها مؤخرا والسودان التي يوجد بها مكتب منذ فترة طويلة رغم ان هذه المكاتب يمكن ان تلعب دورا مهماً في مد المسئولين في السفارة بأخبار ومعلومات مهمة تخدمهم في تحركاتهم وحتي البلدان التي يوجد بها مكاتب لا يتم انتقاء عناصر جيدة تصلح لهذه المهمة ولا يقتصر الأمر علي المكاتب الإعلامية بل ان بعض سفرائنا في افريقيا لا يبذلون الجهد المطلوب منهم ويعتقد ان فترة خدمته هناك هي للراحة فقط رغم أن السوق الافريقي من الأسواق الواعدة المهمة والتي يمكن ان تمثل سوقا كبيرا للصادرات المصرية ولكن البعثات الدبلوماسية لا تحاول أن تبذل جهدا حقيقيا في معرفة الاحتياجات الفعلية للسكان هناك ومحاولة تلبيتها من خلال المصدرين ورجال الأعمال المصريين وهذا يحقق زيادة كبيرة في صادراتنا وفي نفس الوقت زيادة الروابط والعلاقات مع شعوب افريقيا. طيران منخفض * وماذا عن تحرك اللجنة في هذا الملف مع المسئولين بالوزارات والهيئات المختلفة؟ * * التنسيق والتكامل في هذه الجزئية مهم جدا ولذلك دعونا الطيار شريف فتحي وزير الطيران المدني مؤخرا وناقشنا معه كيفية التواجد في القارة السمراء بصورة أكبر من خلال زيادة رحلات الطيران وتقديم تذاكر طيران منخفضة لأن هذا يمثل أمنا قوميا يجب الاهتمام به كما تفعل جميع الدول حتي الافريقية فلا يعقل أن يكون عدد رحلات بعض الدول مثل اثيوبيا ونيجيريا والكاميرون وزيمبابوي في زيادة مستمرة بينما نحن نفكر في تقليل عدد الرحلات كما يجب استغلال رحلات الطيران في نشر الحقائق المتعلقة بالموقف المصري في مختلف القضايا فقد سافرت مؤخرا علي الخطوط الاثيوبية إلي احدي الدول الافريقية وكنت في غاية الحزن لأن مصر للطيران ليس لديها خط طيران مباشر إلي هذه الدولة.. المهم أنني فوجئت علي الطائرة الاثيوبية بقيامهم بتوزيع صحيفة امريكية شهيرة بها ملحق يزيد علي 20 صفحة عن مزايا سد النهضة وكيف أنه سيخدم المنطقة بالكامل ويمدها بالكهرباء أي أنهم يستغلون كل شيء لخدمة مصالحهم أيضا تخفيض سعر التذكرة إلي الدول الافريقية سيجذب أعداداً هائلة من المسافرين لأن المستوي الاقتصادي بها بصفة عامة منخفض.. وستشمل هذه اللقاءات أيضا وزير الري ورئيسة التليفزيون المصري لزيادة الاهتمام بافريقيا في القنوات التليفزيونية المختلفة. * لكن البعض قد يعترض علي ذلك بحجة الدواعي الأمنية فما رأيك؟ * * لابد أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات ونفعل من خططنا الأمنية لمواجهة أي تحركات عدائية لأن التواجد في افريقيا علي درجة كبيرة من الأهمية وإذا لم يكن لدينا الحلول لمواجهة أي مخاطر محتملة فعلينا ان نتوقف عن العمل وننتظر ما يفعله الآخرون بنا ليكون موقفنا مجرد رد فعل فقط وهذا غير مقبول ولن يسمح به فمصر ليست دولة صغيرة بل دولة محورية يجب ان تقود ويجب ان نستثمر الجهد الذي يبذله الرئيس السيسي في هذا المجال ومؤخرا ما تحقق من مباحثات ناجحة في القمة مع العديد من الرؤساء والزعماء الأفارقة لاقامة منطقة حرة للتجارة الافريقية وإزالة الظلم التاريخي الواقع علي القارة في التمثيل العادل بمجلس الأمن. الاتحادات الرياضية * وماذا عن التعاون مع اللجان البرلمانية الأخري ومنظمات المجتمع المدني؟ * * التقت اللجنة مع لجنة السياحة والطيران بالمجلس وقررنا توحيد الجهود في هذا المجال حيث استقبلنا رؤساء الاتحادات الرياضية البالغ عددها 17 اتحادا في حضور وزير الرياضة واللجنة الأولمبية لزيادة التعاون في المجال الافريقي علي المستوي الرياضي والاستفادة من وجهات النظر المختلفة لخدمة المصالح المصرية فكما قلت لا يكفيِ أن نعتمد علي رصيدنا القديم في افريقيا بل يجب ان تكون هناك وسائل أخري لزيادة هذا الرصيد مثل التواصل مع الخريجين الافارقة الذين درسوا في مصر وقد اتخذ الرئيس السيسي خطوة في غاية الأهمية بتوفير 1000 بعثة عسكرية للدول الافريقية في مصر لأن هؤلاء سيكونون أفضل سفراء لمصر بعد عودتهم إلي بلادهم كذلك حرصه علي حضور القمة الافريقية بكيجالي يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح بعد أن أهملنا افريقيا لسنوات عديدة.. ايضا نحن علي تواصل مع منظمات المجتمع المدني المختلفة حيث يتم حاليا اتخاذ خطوات لزيادة نشاط الجمعية الافريقية التي تضم العديد من السفراء السابقين والطلبة الافارقة الدارسين في مصر حيث انهم قوة لا يستهان بها يجب ان تستثمر بشكل جيد كذلك الوكالة الافريقية التي يرأسها السفير حازم فهمي تبذل جهدا طيبا في هذا الاطار وسيتم التنسيق معها بصورة أكثر فاعلية تزيد من تواجدنا وانتشارنا في افريقيا. حذر شديد * إذا تحدثنا عن ملف سد النهضة ما هي آخر التطورات التي وصل إليها؟ * * هذا الملف وما يجري فيه من مباحثات ملف شديد الحساسية وهنا استعير قول الرئيس السيسي "بأن من يرد أن يتعرف علي الحقائق فعليه أن يسأل المسئولين عنه" وهذا هو المفروض وليس الهواة الذين تغيب عنهم الكثير من المعلومات والحقائق وما يرددونه أما منقوص أو منقول عن وسائل الاعلام ولهذا يجب أن نتحدث في هذا الملف بحذر شديد وطالما أن المباحثات المتعلقة بالجانب الفني لم تنته بعد فعلينا أن نصمت قليلا لضمان عدم الاضرار بالأمن القومي وكل ما أريد التأكيد عليه لكي اطمئن المواطن المصري البسيط هو أن حصتنا من نهر النيل لن تمس ولن يطولها أي نقصان بأي حال من الاحوال بل يمكن ان تزيد وكل ما نحتاجه في هذه الفترة هو إدارة الملف بوعي وحنكة حفاظا علي الأمن القومي لأن نشر المعلومات الخاطئة أو المغلوطة يستغل بصورة سيئة للتأثير علي مصالحنا. * وهل استطاعت مصر تدارك الأثر السييء الذي تركه الاجتماع الشهير حول السد في عهد الرئيس المعزول مرسي؟ * * رغم الجهود التي تبذل إلا أن هذا الاجتماع الكارثي مازالت آثاره مستمرة حتي الآن حيث ان الكلام غير المسئول الذي قيل من جانب بعض السياسيين في الاجتماع وتمت اذاعته علي الهواء مثل ضررا بالأمن القومي وجعل الكثير من الدول الافريقية تتوجس من مصر لأن ما قيل عن المطالبة بمنع اقامة السد بالقوة من جانب البعض كان سيمثل حربا علي الدول الافريقية بالكامل وقد استغل الطرف الآخر كلام البعض وحاول تسويقه علي أنه الموقف المصري الرسمي وهذا غير حقيقي. * ولماذا لا نستغل علاقاتنا الممتازة بالدول العربية التي لها تأثير كبير في القارة الافريقية لاسباب عديدة لصالح مصر؟ * * هذه النقطة بالتأكيد غير غائبة عن الذين يديرون الملف ولكن ليس كل ما يتم يجب نشره لأن قوي الشر تتربص بنا وعلينا الا نعطيهم الفرصة لذلك وعندما يأتي الوقت المناسب سيتم الاعلان عن كل الخطوات بشرط ألا يكون لذلك أثر سييء علي مصالحنا فمشكلتنا الاساسية عند النقاش أن البعد الامني غائب عن البعض. وقت طويل * إذا تحدثنا عن مجلس النواب ما ردك علي الاتهامات التي توجه له باستمرار حول الاداء وعدم تلبية مطالب المواطنين؟ * * المجلس ظلم في هذه الجزئية فعند بداية الجلسات كنا مجبرين بنص الدستور علي مناقشة أكثر من 400 قانون بقرارات صدرت في غياب المجلس ثم كان علينا الانتهاء من اللائحة الجديدة وبعد ذلك تمت مناقشة بيان الحكومة وهذا بالتأكيد استغرق وقتا طويلا ولكن بعد الانتهاء من هذه الخطوات وتشكيل اللجان النوعية المختلفة بالمجلس لا يستطيع أحد أن ينكر الدور الذي تلعبه هذه اللجان ولن اتحدث عن نشاط لجنة الشئون الافريقية ولكن عن باقي اللجان فهناك لجنة الشباب والرياضة التي تبذل الكثير من الجهد وكذلك لجنة الصحة التي فتحت ملفات كثيرة وايضا المجلس ككل تصدي لقضايا خطيرة آخرها تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في أزمة القمح وابعادها وبأمانة شديدة هذا المجلس يعمل بشكل ممتاز ويضم قامات كبري في كل المجالات وان كنت اعيب علي بعض الاعضاء غياب بعد الأمن القومي عنهم اثناء ممارستهم لدورهم. * ولماذا عارضت انشاء تحالف في حب مصر داخل البرلمان؟ * * المعارضة كانت لأسباب موضوعية وليس لمجرد المعارضة فقط فوجود هذا التحالف خلق أزمة ثقة بين النواب بعضهم البعض حيث أصبح من داخل التحالف متربصا عن خارجه والعكس.. ايضا الاسم نفسه غريب فهل من داخل التحالف هم فقط من يحبون مصر ومن خارجه لا يحبونها فهذا غير حقيقي فنحن جميعا في مركب واحد يهمنا مصلحة الوطن والمواقف التي تتخذ من أي عضو حتي لو كانت معارضة للحكومة إلا أنها تتم علي أرضية وطنية فلماذا هذا التقسيم والمسميات التي تضر أكثر مما تفيد؟ سياسات سابقة * وكيف تري أداء الحكومة وما يوجه إليها من انتقادات بصفة دائمة؟ * . بدون أي مجاملة أري ان المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء يبذل الكثير من الجهد ولم يقصر في شيء وما يؤخذ عليه من سوء اختيار لبعض الوزراء لا ذنب له فيه "فالقماشة" التي يختار منها محدودة للغاية وأنا أعلم جيدا ان هناك شخصيات عديدة عرض عليها منصب الوزير أو المحافظ ورفضوا الأمر تماما.. ايضا الوزراء الحاليون معظمهم يعمل بكفاءة ولكن يظهر أداؤهم في النهاية دون المستوي لعدم وجود قيادات وسطي تساعدهم في عملهم بسبب حالة التجريف التي عانينا منها في الماضي كذلك هؤلاء الوزراء تحملوا الاحوال المتردية في العديد من القطاعات نتيجة سياسات خاطئة طبقت في عصور سابقة وعلينا في هذا الوقت ان نكون داعمين للحكومة ومقدرين الظروف التي تعمل فيها وعموما اعتقد ان الاداء سوف يتحسن في القريب خاصة مع زيادة نشاط مجلس النواب من خلاله لجان النوعية المختلفة حيث ان التنسيق والتكامل بين السلطتين مطلوب بشدة. * هل يعني ذلك أنك ضد اجراء تعديل وزاري كما يطالب البعض؟ * * الفيصل هنا ليس الشخصية التي تقود العمل ولكن الأهم أن تكون المنظومة بالكامل جيدة فعلي سبيل المثال استبعاد وزير التربية والتعليم كما يطالب البعض بسبب تسرب امتحانات الثانوية العامة لن يغير الأوضاع كثيرا رغم أنني أعيب عليه استمرار عقد الامتحانات رغم ما حدث فطالما المنظومة بالكامل فاسدة فالوزير القادم لن يكون احسن حالا وهكذا في باقي الوزارات ولذلك لابد ان يكون تركيزنا في المرحلة القادمة علي ايجاد نظم جيدة للإدارة وليس علي الاشخاص فقط.