انتبهت مصر وفرنسا لمشكلة التلوث البترولي والملوثات العضوية للبيئة البحرية للبحر الأبيض المتوسط عن طريق دراسة تتناول التنوع البيولوجي وتحديد مصادر التلوث المؤثرة. ومن ثم تقدمت مصر باقتراح مناسب لمكافحة التلوث البيئي الذي يؤدي لوجود مخاطر للثروة البحرية. ومن ثم تقدمت للمفوضية الأوروبية. حصلت مدينة الأبحاث العلمية علي المشروع تحت عنوان "كشف واستغلال التنوع الميكروبي المتاح في البحر الأبيض المتوسط للمعالجة الحيوية للمواقع البحرية الملوثة". ويرأس الفرق البحثية للمشروع الأستاذ الدكتور دانييال دافونشيو من جامعة ميلانو الإيطالية. في حين يرأس الفريق المصري الأستاذ الدكتور ياسر رفعت مدير المدنية. جاء ذلك في إطار الدور الذي يقوم به الاتحاد الأوروبي من أجل المتوسط بالمشاركة مع عدد من المؤسسات البحثية في العديد من دول حوض البحر المتوسط مثل: المغرب. تونس. مصر. الأردن. اليونان. إيطاليا. أسبانيا بالإضافة إلي بلجيكا وبريطانيا. أوضح د. رفعت أنه تم اختيار شاطيء المكس بالإسكندرية كنموذج للدراسة وذلك لتنوع مظاهر التلوث البحري من ملوثات عضوية وبترولية ومعادن ثقيلة طبقاً لتقرير وزارة البيئة. ويهدف المشروع إلي إعداد طرق تساعدنا لاستغلال المجموعات الميكروبية المتنوعة والمعزولة من المواقع المختلفة من الشاطئ وكذلك الإنزيمات والمركبات التي لها القدرة علي تقليل التوتر السطحي للمركبات البترولية والهيدروكربونية للقضاء علي الملوثات المختلفة. وبين د. رفعت استخدام هذه المواد البيوتكنولوجية إما عن طريق عزل الكائنات الدقيقة واستخلاص المركبات أو من خلال تطبيق واسع لمجالات التكنولوجيا المتقدمة والمعروفة ب " meta-omics" والمكتشفة مؤخراً من قبل شركاء المشروع والمتاحة حصرا للمشروع. أشار رفعت إلي أنه من خلال هذا المشروع سوف يتم النظر في ثلاثة من أصناف الملوثات المعروفة في جميع أنحاء العالم: الهيدروكربونات البترولية ومركبات الكلور الهيدروكربونية والمعادن الثقيلة. حيث سيتم الاستفادة من مجموعة كبيرة من المصفوفات البيئية الملوثة والموجودة في مواقع متفرقة في جميع أنحاء البحر المتوسط بما في ذلك رمال شاطئ البحر ورواسب البحيرات والرواسب الملوثة من البحر. والمياه شديدة الملوحة والترسبات من البحيرات المالحة الساحلية والأحواض الطبيعية الملوثة وشديدة الملوحة والبراكين الطينية. وسيتم استغلال منتجات التكنولوجيا الحيوية الميكروبية المستخرجة من هذا المشروع لتطوير عمليات المعالجة البيولوجية وتحسين فعالياتها في تجارب علمية معملية وميدانية. وسيتواصل العمل بالتواصل مع الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع المعالجة البيولوجية البحرية وذلك لتحويل مخرجات هذا المشروع إلي منتجات لحل مشاكل التلوث البيئي المختلفة في البحر الأبيض المتوسط. وفي إطار التعاون العلمي وتبادل الخبرات التقي العديد من العلماء العاملين بالمشروع من الفرق البحثية المختلفة في مدينة شانيا باليونان خلال الشهر الماضي لمناقشة ما استجد في المشروع. واتفق رؤساء المجموعات البحثية علي أن يكون اللقاء العلمي القادم بمدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية بالإسكندرية خلال شهر يناير من العام القادم 2012 لمناقشة المخرجات البحثية وطرق معالجة المعوقات.