حالة من الاستياء والغضب تسود بين أبناء الإسكندرية بعد ارتفاع عدد غرقي عيد الفطر المبارك إلي 13 غريقا في مختلف شواطئ الإسكندرية وهو ما كشف عن عدم استعداد الإدارة المركزية للسياحة والمصايف لاستقبال الموسم الصيفي وان التصريحات التي تطلق ما هي إلا دعاية إعلامية للاستهلاك المحلي. في البداية يقول ضوي خير الله - أمين شباب القبائل المصرية: سبق وان حذرنا من مأساة الشواطئ وقمت بنفسي بابلاغ رئيس حي العجمي الجديد بأن شواطئ العجمي بلا خدمات والعمال يغادرون مبكرا تاركين الشواطئ مع انعدام خدمات الانقاذ بصورة جدية بخلاف عدم آدمية دورات المياه فلا نظافة ولا أبواب سواء في الهانوفيل أو البيطاش وأبويوسف ولا خدمات تذكر والمياه مقطوعة بل ودورات المياه بأبواب من الخوص في صورة فاضحة. وأضاف الغريب هو ادعاء مسئولي السياحة ان عدد الغرقي محدود وانه يتم قذف الجثث من شواطئ خارج الإسكندرية بينما الحقيقة مخالفة لذلك لأننا نقوم بتشكيل مجموعات من الشباب لاستضافة أسر الغرقي الذين يظلون أيام يبحثون عن الجثة في استراحات خاصة بنا بدلا من بقائهم علي الشاطئ ونوفر لهم الطعام والشراب لأن حالهم يكون في منتهي الصعوبة.. وللأسف لا يوجد أي تدخل من قبل السياحة أو الحي فعن أي سياحة يتكلمون ونحن ليس لدينا أي أولويات لاستقبال السائح. وأضاف.. المخجل انه لا يوجد غطاس يبحث عن أي جثة للغريق ويقوم أهله بالاستعانة بالمتبرعين و"أهل الخير" ممن يجيدون العوم للبحث عن جثة الغريق وإلا يظلون أيام في انتظار ان تقذف الأمواج بالجثة. أما الخبير السياحي نبيل رحمي - وكيل لجنة السياحة بالمجلس المحلي للمحافظة سابقا - فيقول: الإدارة المركزية للسياحة والمصايف في حاجة إلي خبير بالسياحة في الأساس فالمسألة ليست مجرد وظيفة فنحن في السابق كنا خلال المجلس نطالب بعمل حواجز بعرض الشاطئ من خلال شبابيك صناعية ترتبط بالبراميل لمنع تجاوز المصطاف لها بالاضافة إلي "البيتش باجي" كوسيلة انقاذ سريعة.. ولكن عدد هذه الوسائل لم يزد مع ازدياد أعداد المصطافين ولا يوجد زيادة في أعداد الغطاسين المدربين وكأننا نرجع للوراء.. ان كارثة الإسكندرية في التصريحات الإعلامية للسياحة واتضح انها فقاعات هواء. وأضاف الكارثة كانت فيما ردده مسئول السياحة عن ان الغرقي خارج ساعات العمل الرسمية!! فما معني ذلك يعني الناس تموت لأنها فكرت تعوم الساعة السادسة أو الخامسة صباحا.. فماذا نفعل لمصطاف رحلات اليوم الواحد القادمين منذ الفجر!! هل نطردهم؟! نحن في حالة طوارئ طوال الموسم الصيفي والعمل هو من الشروق للغروب ويجب ألا يغادر الغطاس وفرق الانقاذ سوي بعد مغادرة آخر مصطاف علي الشاطئ ولكن شغل الموظفين لا يصلح في العمل السياحي. وكشف أيام العيد فضحت عدم الاستعداد الفعلي فلا يوجد أفكار جديدة لاستقبال الموسم الصيفي أو حتي خطة بديلة في حالة زيادة الأعداد.. نحن لم نطور أنفسنا ولم نطور العمل علي أي شاطئ وكل ما نتكلم عنه أسعار المشروبات وتأجير المقاعد والشماسي ولا نهتم بالأرواح ثم مع حدوث الكارثة نتنصل من المسئولين. أما النائب محمد الكوراني - عضو مجلس النواب عن دائرتي مينا البصل واللبان - فيقول: سأتقدم بسؤال عاجل في البرلمان لمسئول الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بعد أن شهدت الإسكندرية كارثة ارتفاع أعداد الغرقي مقارنة بالسنوات الماضية.. فأين ذهبت الملايين التي تم جمعها من تأجير الشواطئ والكافتيريات؟.. ولماذا لم تنفق علي تطوير منظومة الانقاذ بالإسكندرية وتدريب العمالة؟.. وقال: الغريب هوالتنصل من المسئولين بادعاء ان المرحوم غلطان والمصطاف هو المخطئ لانه يعوم في غير المواعيد الرسمية! وكأن المصطاف قد حضر لدفع الأموال لكي يموت ثم نعاقبه لأنه لم يستأذن لكي يعوم؟! ما هذا التهريج.. ثم هل الأرواح تحسب بأعدادها فتتحدث عن غريق لدينا وآخر في الساحل وثالث في أبوقير.. للأسف ان السياحة والمصايف تتنصل من مسئولياتها ولابد من إعادة هيكلتها. أما الخبير السياحي نادر مرقص - فيقول: لابد من الإدارة المركزية للسياحة والمصايف من تطوير نفسها قبل الموسم الصيفي.. فما حدث معنا هو بمثابة كارثة فنحن لا نقيس عدد الموتي بعدد الأعداد المتواجدة علي الشاطئ ثم نقول "الحمد لله" علي كده.. ولابد أن نتساءل هل تم التواصل مع متخصصين من علوم البحار لمعرفة التيارات البحرية واتجاهاتها وهل تم زيادة عدد "البيتش باجي" كوسيلة انقاذ تتناسب مع زيادة الأعداد؟.. الكارثة ان المحافظة اخفقت العمل بهذه المنظومة للانقاذ وما هي قصة الأعمال الرسمية.. فالمصطاف ليس موظفا لنشترط عليه من يعوم ومتي يتوجه لمنزله ولا يحدث ذلك في جميع دول العالم.. للأسف نحن نضرب السياحة في الإسكندرية بأفعالنا البعيدة كل البعد عن التسويق السياحي. وأضاف.. أين هي الأفراد المدربة علي الانقاذ بجانب الغطاسين ومتي تم تدريبهم وعددهم؟! لابد من محاسبة المسئول عن هذا الاهمال وأيضا اقامة لجنة مجتمعية متخصصة لدراسة طبيعة كل شاطئ وخواصه لحماية رواده. أما الدكتور شنودي أنور - أستاذ بكلية علوم البحار - فيقول: اختيار الغطاس لابد وأنه بصفات معينة ومؤهل للانقاذ وليس مجرد "موظف" أو شخص يجيد العوم.. ولابد من إدارة الشاطئ ان تضع ارشادات يومية حول حالة الشاطئ وهذا لا يحدث. وأضاف.. لم يطرأ أي تغيير علي التيارات المائية أو البيئة البحرية علي شواطئ الإسكندرية أو الساحل الشمالي وبالتالي المبرر الوحيد للغرق هو الاهمال. وأخيرا يقول أحمد حجازي - رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف: هناك مواعيد عمل رسمية بالشواطئ وحالات الغرق نتيجة للعوم في أوقات مخالفة لأوقات العوم الرسمية وجميع الشواطئ بالإسكندرية مطابقة لمعايير السلامة الدولية وكل مائة متر عليها غطاس.. وأكد علي انه قد أوقف العمل بمنظومة الانقاذ "بالجيت سكي" خوفا من أن يتم تأجيره من الباطن أو أن مستأجر الشاطئ يشتري لنفسه "جيت سكي" ويتربح من ورائه!! ويقول الخبير السياحي محمد عبداللاه: هناك مياه بين الأمواج تبدو هادئة ولكنها في الحقيقة تسحب العائم إلي داخل البحر فاذا وقع فيها "المصطاف" لابد وان يسبح إما يمينا أو يسارا حتي يخرج من المنطقة لانه لو سبح في اتجاه الشاطئ هيغرق.