قلوبنا دائما مع المصريين العائدين من الدول العربية التي تتعرض لثورات واضطرابات. من المؤكد اننا نقف قدر استطاعتنا الي جوار هؤلاء العائدين ونساندهم ونعينهم علي ماوجدوا انفسهم فيه رغما عنهم ونؤيد مطالبهم المشروعة والمعقولة حتي تتواصل حياتهم بكرامة وشرف. .. ومن المؤكد ايضا ان احداً لايمكن ان يقف مع مطالب تعسفية مستحيل تحقيقها أو الاستجابة لها.. فكما يقول المثل "اذا اردت ان تطاع .. فأمر بما يستطاع". بالتالي .. اري ان ماقام به بعض المصريين العائدين من ليبيا وماطالبوا به مستغلين الانفلات الاداري والامني.. هو التعسف نفسه والتجاوز ذاته. لقد نظم هؤلاء وقفة احتجاجية امام مجلس الوزراء مطالبين الحكومة والمجلس العسكري بإنقاذهم من التشرد وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم بسبب احداث ليبيا وطالبوا بتوفير القروض الميسرة وفرص العمل اللازمة والمشاريع الخاصة الممكنة نظرا لاستحالة سفرهم مرة أخري الي ليبيا. تساءل أحد هؤلاء العائدين عن موعد حصوله علي التعويض .. وكأنه اصبح فرضا أو كأنه صاحب حق فيه وقال ان له أكثر من 25 الف دولار في ليبيا تركها وعاد عقب تصاعد الاحداث هناك!! بطبيعة الحال.. فإن قلوبنا تعتصر علي هؤلاء العائدين الذين خسروا الكثير وعادوا تاركين مستحقاتهم لدي ارباب الاعمال. لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هل الدولة ملزمة باقراض العائدين أو توفير وظائف ومشاريع لهم أو تعويضهم عما فقدوه في ليبيا؟؟ من المؤكد .. لا .. اذن مصر تدفع ليه؟! هل مصر هي التي اجبرتهم علي العودة؟ هل مصر هي التي قامت بالثورة هناك أو حرضت القذافي علي ضرب شعبه أو كان لها دور في صدور قرار يسمح للناتو بالضرب مما حول الثورة الي حرب مسلحة؟ لو كان العائدون طلبوا وظائف فقط كنا عذرناهم وساندنا طلبهم غير الملزم للحكومة والصعب تحقيقه فعلا في ظل غول البطالة وسعار المطالبة بالتثبيت والتعيين في شتي المصالح.. لكن ان يطلبوا وظائف ومشروعات وقروضا وتعويضات "نكتة الموسم" في وقفة احتجاجية وكأنه تهديد للدولة من العائدين من ليبيا.. فأنا آسف اذا وصفتهم بالبجاحة والتنطع! ياسادة .. هل تريدون كل شئ : سفر واموال وعندما تعودون تطلبون هذه الطلبات السخيفة وناقص تقولوا نريد شققا ايضا.. في الوقت الذي يجلس فيه شباب مثل الورد علي المقاهي بلا عمل ولاشقق ولااموال ولا أي شئ ولم يجربوا حظهم في السفر؟!! ياناس اختشوا علي دمكم.. فقد اخذتم فرصتكم داخليا وخارجيا وعشتم في رغد كذا سنة.. وكل واحد منكم حتما حقق اجزاء من حلمه ومعه تحويشة تغنيه عن سؤال اللئيم.. لكنه الطمع والاستغلال. اتركوا الفرصة لمن يعيش علي الماء والهواء وفقط.. ولاتحاولوا سلب حقوق الغير.. وثقوا ان طلباتكم مرفوضة وتهديداتكم لن تخيف احدا.