يعيش المصريون حالة من القلق البالغ حول تطورات بناء سد النهضة الأثيوبي.. فقد كان وزير الري والموارد المائية السابق الدكتور حسام مغازي كثير الكلام والتصريحات حول هذا الموضوع. وحاول أن يخدرنا بكلام معسول دون أن يذكر لنا حقيقة ما كان يدور حول الموضوعات الفنية لهذا السد. ووزير الموارد المائية والري الحالي الدكتور محمد عبدالعاطي رجل كتوم لا يريد أن يشركنا معه لنعرف مصير حياتنا من بناء هذا السد.. وكلام الاخوة في السودان المشاركين في اجتماعات سد النهضة كلام مثير للأعصاب لأنهم هددونا بأن مشكلة مصر في مياه النيل ليست مع أثيوبيا بقدر ما هي مع المشروعات القادمة في السودان والتي يمكن أن تحرمها من مياه النيل. هكذا يبدو الأمر ملتبساً علينا نحن المصريين. ويضع بلادنا في مرمي الحرمان من مياه النهر التي نعتمد عليها وهي سر حياتنا ومستقبلنا. سد النهضة تجاوز بناؤه ما يقرب من 70 في المائة. وأوشك علي الانتهاء منه خلال عام من الآن علي أكثر تقدير. وسوف يصبح بعدها حقيقة لا خيالاً.. وإذا كانت أراضي مصر تعاني العطش حالياً ويشكو الفلاحون من عدم وصول مياه النيل إلي أراضيهم في أكثر من محافظة. فما بالك إذا بدأ سد النهضة يقوم بتخزين المياه أمامه لتوليد الكهرباء!! هل ستموت مصر عطشاً في هذه الحالة؟! الرئيس عبدالفتاح السيسي مهموم بهذا الموضوع مثله مثل أي مصري خائف علي حياته وحياة أولاده وأحفاده من بعده إلي أن تقوم الساعة.. فرغم اعتراض الكثيرين علي عبارة هيرودوت التي قال فيها "إن مصر هبة النيل" لكن هذا الاعتراض لا يساوي شيئاً.. لأنه بدون مياه النيل فلا حياة للمصريين في حالة حرماننا منها. الرئيس عقد اجتماعاً منذ يومين حضره الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي والدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري لمناقشة آخر تطورات قضية بناء سد النهضة وضرورة الحفاظ علي حق مصر في مياه النيل. قالت وكالة "برينسا لاتينا" إن الرئيس ذكر في هذا الاجتماع أن مصر والسودان وأثيوبيا اتفقوا علي الشروط المرجعية ونطاق عمل المكاتب الاستشارية المنفذة لدراسات سد النهضة الأثيوبي علي الأصعدة الهيدروليكية والبيئية والاجتماعية. وأوضح الرئيس في الاجتماع أن الدراسات ستشمل الاتفاق علي قواعد الملء الأول والتخزين والتشغيل وإدارة سد النهضة بالتنسيق مع السدود الأخري في كل من مصر والسودان بما يضمن عدم إلحاق الضرر بأي من الدول الثلاث وفقاً لإعلان المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث. وأكدت التزامها به كإطار حاكم ومنظم للمفاوضات فيما بينها. وأكد السيسي أن مصر تساند حق الشعب الأثيوبي في التنمية. وتؤكد في ذات الوقت علي حق الشعب المصري في ا لحياة باعتبار نهر النيل المصدر الوحيد للماء العذب فيها. وشدد الرئيس علي أهمية أن تسود الروح الإيجابية عملية التفاوض بين الدول الثلاث والتي تتابعها شعوبها بتطلع نحو الأمل في مستقبل أفضل من خلال تطوير التعاون والتنسيق بين هذه الدول الثلاث في مختلف المجالات ومن بينها المياه باعتبارها أهم مقومات التنمية. والآن.. هل يخرج الدكتور محمد عبدالعاطي عن صمته ويعلن لنا آخر التطورات فيما يتعلق ببناء سد النهضة.. وهل تم الاتفاق فعلاً علي أن يتم الملء خلال 10 سنوات كما أذيع أم أن أثيوبيا تراجعت عن ذلك خاصة أنها أكدت أن الانفاق التي ستمر منها المياه إلي مصر لا يمكن زيادتها بعد أن تم تصميم المشروع علي ذلك. علماً بأننا علي يقين بأن السودان ليست محايدة في هذا الموضوع وتري أن سد النهضة سيكون في صالحها علي حساب مصر!! نريد أن نسمع تصريحات من الوزير عبدالعاطي عن تطور هذه المحادثات حتي تطمئن قلوبنا!!