ماذا يحدث هذه الأيام؟.. فقد شهدت الأسواق في الأسابيع الأخيرة ارتفاعا غير مسبوق وغير مبرر لأسعار السلع الغذائية المختلفة.. فأسعار الدجاج وتوابعه واللحوم والأرز والزيت والسكر وغيرها تضاعفت بشكل جنوني حتي الدواء ارتفعت أسعاره 20% ولا عزاء للمرضي والفقراء وذوي الدخل المحدود. الغريب في هذه المهزلة هي سياسة الحكومة في محاربة الأسعار فبدلا من أن تقوم وزارة التجارة والصناعة أو جهاز حماية المستهلك بفرملة جشع التجار ومعاقبة كل من يتعدي حدوده في التلاعب بالأسواق نجدها تدخل معهم في حرب تنافسية وتعلن عن إقامة معارض للسلع بأسعار مخفضة أو تقوم بعرضها في المجمعات الاستهلاكية أو عبر سيارات القوات المسلحة وشباب الخريجين التي تنتشر بالشوارع.. صحيح أن هذا شيء جيد ويصب في صالح المواطن إلا أن هذا لا يكفي لأنها بذلك تنفض يدها عن معاقبة هؤلاء التجار الجشعين وتتخلي عن مسئوليتها في ضبط أسعار السوق.. والسؤال لماذا لا تفرض الحكومة أسعارها التي تعرضها في المجمعات أو المعارض ليكون هو السعر السائد في السوق أو ان تسمح بتحقيق هامش ربح معقول لاصحاب المحلات فمثلا عندما تعرض الأرز بأربعة جنيهات ونصف الجنيه للكيلو فلم لا تلزم التجار بهذا السعر أو ان تسمح لهم ببيعه بخمسة جنيهات مثلا أو خمسة جنيهات ونصف علي أكثر تقدير بدلا من وصوله لأسعار فلكية وصلت في بعض الأماكن إلي تسعة وعشرة جنيهات. لقد سعدنا كثيرا عندما قامت الحكومة بغلق محلات الصرافة التي تخالف القانون وتبيع الدولار في السوق السوداء بسعر مبالغ فيه.. فلماذا لا يتم معاملة تجار الأغذية بنفس الطريقة ويتم غلق كل محل يتلاعب بالسعر ويرفعه كيفما يشاء في ظل غياب الرقابة وعدم وجود تسعيرة جبرية؟ قد يبرر البعض ارتفاع الأسعار بارتفاع سعر الدولار ولكن هناك الكثير من السلع المحلية غير مرتبطة بسعر الدولار وبالتالي أصبح الأخضر الشماعة التي يعلق عليها الجشعون رفعهم للأسعار مستغلين بذلك اقتراب شهر رمضان واقبال المواطنين علي الشراء بشكل مبالغ فيه وكأن الشهر الكريم هو شهر الأكل وليس الصيام والعبادة. بصراحة.. ضقنا ذرعا بتصريحات المسئولين الذين اقسموا أكثر من مرة بأنه لن يتم ارتفاع الأسعار ومع ذلك ترتفع ضاربة عرض الحائط بأي تصريح أو قسم.. لذلك ننصحهم بالصيام 3 أيام علي كل يمين يقسمون به ليل نهار ويقعون فيه. إشارة حمراء ساعات ويبدأ شهر رمضان المبارك وندعو الله أن يكون هذا الشهر مستقرا آمنا علي مصر وأهلها والأمة العربية والإسلامية.. ونتمني أن يقبع الإرهابيون في بيوتهم كما يصفد الشياطين في الشهر الكريم.. فهو شهر المغفرة والرحمة والسلام النفسي والمحبة وليس شهر القتل والحرائق ونشر الفوضي في كل مكان.. فلنجعل من رمضان بداية صفحة جديدة مع النفس ومع الله بإعلان التوبة والالتزام بالطاعات والعبادات علي أكمل وجه.. وكل عام والجميع بخير.