وفقا لجدول تشغيل طائرة مصر للطيران المنكوبة. فإن رحلتها الأخيرة من باريس. والتي سقطت خلالها قبل أن تصل إلي القاهرة كانت ختاما ليوم طويل من الطيران لمدة نحو 19 ساعة. تنقلت فيها الطائرة بين مطارات "أسمرة" عاصمة إرتيريا. "وتونس" و"شارل ديجول" بباريس. فضلا عن مطار القاهرة. وإذا كان العمل الإرهابي إحدي الفرضيات المطروحة كسبب محتمل لسقوط الطائرة. فمن الطبيعي أن تشمل التحقيقات في هذا المسار تلك المطارات جميعا.. سواء فيما يتعلق بالركاب وجنسياتهم في هذه الرحلات. أو ما يتعلق بإجراءات الأمن في هذه المطارات. ذلك أن العمل الإرهابي يمكن أن يكون مباشرا من خلال شخص علي الطائرة. أو غير مباشر من خلال قنبلة أو عبوة. ويمكن أن تكون القنبلة أو العبوة فورية الانفجار أو محددا لها توقيت معين تنفجر فيه. وقد بدأت السلطات الفرنسية بنفسها. فقامت. في أول رد فعل عملي علي الكارثة فور وقوعها. بتفريغ محتويات سبعة آلاف كاميرا في مطار شارل ديجول حتي تتمكن من دراستها. والتوقف عند أي مشهد أو إجراء مشبوه يمكن أن يكون وراء الكارثة. وهي مبادرة تعكس جدية السلطات الفرنسية الكاملة في التعامل مع الكارثة. أولا. لأن خمسة عشر شخصا من ضحايا الطائرة فرنسيو الجنسية. وهو ثاني أكبر رقم من الضحايا بعد المصريين. وثانيا لأن فرنسا تعرف أنها مستهدفة. وسبق أن عانت من هجمتين إرهابيتين كبيرتين خلال الشهور الماضية. وثالث الأسباب. أنه لو ثبت أن وراء الكارثة عملاً إرهابياً. وأنه انطلق من المطار الفرنسي. فسيكون هذا مؤشرا خطيرا بالنسبة لفرنسا وأوروبا كلها. علي انتقال الإرهاب في أوروبا من الأرض إلي الجو.. أي من الهجمات التي تستهدف منشآت أرضية إلي هجمات تستهدف طائرات. وهذا. إن حدث. سيمثل تحديا خطيرا جديدا. ومن شأن هذا التحدي. أن يزيد من الهواجس القائمة بالفعل حول "أمن المطارات" وأمن الطائرات وأمن الركاب. وهي هواجس قد تستدعي إجراءات مشددة أخري تضاعف من معاناة الجميع. ورغم أن العمل الإرهابي كسبب من الأسباب المحتملة للكارثة مطروح بقوة. بل ورجحته بعض الدول فور وقوع الكارثة. وفي مقدمتها روسيا. فإن الملاحظ أنه رغم قرب أسبوع الكارثة من نهايته. فإنه لا أحد. فردا كان أم منظمة. قد أعلن مسئوليته عن سقوط الطائرة. وهذا يخالف ما اعتدناه في مثل هذه الأحوال. عندما يكون الإرهاب وراء هذه الكوارث. حيث تبادر جهة ما إلي إعلان مسئوليتها. بل وأحيانا تتسابق أكثر من منظمة إرهابية علي ذلك. هل هذا يكفي لاستبعاد هذه الفرضية؟! أم يبقي أن يكون وراء هذا العمل الإرهابي "دولة". وليس فردا أو منظمة. وهي الحالة الوحيدة التي لا يتم فيها إعلان المسئولية؟!