من حق اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية علينا أن نشكره علي هذه المبادرة الطيبة التي أعلنها أثناء لقائه عددا من أعضاء مجلس النواب الذين ذهبوا إليه لتقديم واجب العزاء في استشهاد بعض رجال الشرطة في حلوان وتطرق الحديث عن الأزمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية. أكد الوزير علي تقديره الكامل للصحافة ورجال الإعلام. وأنه علي استعداد أن يزور نقابة الصحفيين لإنهاء أية أزمة قائمة نظرا لظروف البلاد والتي تواجه الإرهاب بكل قوة وحسم. مطالبا أن تكون كل المؤسسات يدا واحدة. هذا كلام رجل يدرك المسئولية التي تمر بها مصر في تلك الظروف الصعبة وهو يؤكد علي أن الدولة بكل فئات شعبها ومؤسساتها يجب أن تتوحد لصد هذه الهجمة الشرسة للإرهابيين.. وبدون أن نكون جميعا يدا واحدة سوف نتفرق ونصير شيعا وأحزابا وتتخطفنا طيور الظلام. إنها مبادرة نثمنها نحن الصحفيين ونعتز بها ونقدرها حق قدرها وان ما حدث يمكن تجاوزه وننسي الماضي.. فالداخلية هي حصن الأمان للوطن. والصحافة هي اللسان المعبر عن الشعب والتمازج بين الاثنين يؤكد اننا نقف بقوة لنفوت الفرصة علي المتربصين بهذا الشعب والباحثين عن نقطة ضعف لينفذوا منها إلي صفوفنا. النائب حسني حافظ عضو مجلس النواب الذي كان ضمن الوفد قال إن وزير الداخلية أكد لهم علي تقديره الكامل لرجال الصحافة والاعلام وأبدي استعداده الكامل لتصفية الأجواء في الأزمة القائمة بشأن اقتحام نقابة الصحفيين. أسامة شرشر الكاتب الصحفي وعضو مجلس النواب قال إن الوزير أبدي ترحيبه بهم أثناء اللقاء الذي استمر أكثر من نصف ساعة. مؤكدا علي أن جميع مؤسسات الدولة تقف يدا واحدة لمواجهة الإرهاب.. مشيرا إلي تقديره الكامل للصحفيين واستعداده الكامل أيضا للذهاب إلي النقابة. لكن هذه الفرحة بمبادرة الوزير لم تتم.. كيف؟ خرج إلينا اللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات لينفي تصريحات الوزير جملة وتفصيلا!! قال اللواء أبو بكر إن ما تردد حول أن وزير الداخلية قال للنواب الصحفيين خلال لقائه معهم بأنه مستعد للذهاب إلي نقابة الصحفيين ولقاء أعضاء مجلسها ليس صحيحا مؤكدا أن حوار الوزير لم يتطرق إلي ذلك. وشدد للإعلامي أحمد موسي كما ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "اليوم السابع" علي أن الوزير لم يدل بهذا التصريح.. وأنها إجراءات تنفيذ أمر الضبط والاحضار تمت في إطار القانون ولم يحدث تجاوز وتم اخطار النيابة العامة بذلك. أكد اللواء أبو بكر عبد الكريم ان وزير الداخلية لم يتطرق لزيارة نقابة الصحفيين قبل الأزمة أو بعدها مضيفا: "لم يحدث ذلك نهائيا". ردت النائبة نشوي الديب علي كلام مساعد الوزير للإعلام والعلاقات بأن الوزير قال إنه كان يمكن أن يأتي للنقابة لولا ان الأزمة تفاقمت وتدخلت عناصر لتضخيم الأمور وتحويلها إلي أزمة. وقالت إن اللواء أبو بكر لم يكن حاضرا في المكتب وقت أن دار الحديث حول هذه النقطة تحديدا.. وكنا متفقين ان ما يحصلش أي حوار أو نقاش في أي قضية لأننا كنا رايحين لتقديم واجب العزاء فقط. نفس الكلام أكده الكاتب الصحفي أسامة شرشر عضو مجلس النواب بأن الوزير قال في بداية الأزمة بأنه لا يوجد خلاف أو اختلاف مع نقابة الصحفيين وكان علي استعداد أن يذهب للنقابة قبل التصعيد وانه يقدر الجماعة الصحفية والصحفيين لكن الإخوان بالداخل والخارج أرادوا أن يشعلوا الأزمة ويستغلوها لإرباك المشهد المصري من خلال افتعال أزمات وخلافات بين الوزارة ونقابة الصحفيين. يا خسارة.. فرحة لم تتم. كنا سنطالب مجلس نقابة الصحفيين أن يرد علي مبادرة الوزير باصدار بيان يرحبون فيه بمبادرة الوزير ويؤكدون استعدادهم لاستقباله بكل حفاوة وتقدير.. وأن يقوم المجلس بزيارة مماثلة لوزارة الداخلية لتأكيد علاقات التلاحم بين مؤسسات الدولة. من منطلق الآية الكريمة: "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها" صدق الله العظيم. وفي اعتقادي أن الأزمة مازالت قابلة للحل.