أشعر بفخر شديد ان في بلادي مدينة اسمها الغردقة وأتعجب أن المصريين لا يتحدثون بفخر عن مدن بلادهم الجميلة كما يتحدثون عن مدن في بلاد أخري كانت قبل سنوات كثبان من الرمال لكن حماس أبنائها لها والدعاية المستمرة وحسن معاملة الزائر والسائح وضعتها بجوار مدن عريقة لها تاريخها رغم أنها لا تداني مدينة جميلة مثل الغردقة التي لم تأخذ حقها في الدعاية كما تأخذ هذه المدن القدر الكافي من الدعاية رغم أنها لا تداني طبيعة الغردقة وتضاريسها الساحرة ولكن زمار الحي لا يطرب. علي شاطئ مارينا الرائع تشعر وانت تتجول علي الشاطئ إنك انتقلت من مصر إلي شاطئ عالمي من الشواطئ التي طبقت شهرتها الآفاق في باريس أو اسبانيا أو شواطئ برايتون في انجلترا. الشوارع مضاءة بشكل عصري والمطاعم والمقاهي علي النظام الأوروبي والتاكسيات بمجرد الإشارة تنقلك إلي حيث تطلب والسائق مؤدب أدب الصعايدة المشهور المقترن بالرجولة والشهامة. شارع الممشي يضم كل المتاجر التي تخطر علي البال ومطاعم الأسماك يصحبك عمالها إلي أحواض السمك العائم في المياه تختار ما يحلو لك وما تشتهيه نفسك وبأسعار تقل عن مثيلتها في القاهرة أو الاسكندرية إلي ما دون النصف. الشوارع هادئة والناس أكثر هدوءا والمعاملات بين الناس تتم بمنتهي الرقي والتحضر والمرور ينساب بسلاسة تحسدنا عليها أرقي عواصم العالم. أما مدينة الجونة فهي مدينة وراء خيال العقل من تنسيق وبناء وألوان المباني وأشكالها. لم ألمح شرطيا ولم أسمع صوتا عاليا ولم أر طوال إقامتي مشاجرة من أي نوع وكأننا في المدينة الفاضلة. الكهرباء لا تنقطع والمياه متدفقة بكثافة في الفنادق وفي البيوت وفي المطاعم ساخن وبارد. الغردقة تبعد عن القاهرةمسقط رأسي 450 كيلو لكن الفارق بينها وبين القاهرة كالفارق بين التجمع الخامس وامبابة. هدوء ونظافة وسلاسة ورقي وتحضر وجمال طبيعي وصناعي وبشري ووفرة في كل شيء بدءا من رغيف الخبز وحتي التذكارات السياحية. يا أهل القاهرةالغردقة بكل ما فيها من جمال وسحر تدعوكم لزيارتها ولن تندموا أبدا.