أبراج الضغط العالي وأعمدة الإنارة تتوسط الطريق.. و"حظيرة مواشي" توقف العمل بالمشروع

طريق شبرا - بنها" الحر هو أحد الطرق ضمن المشروع القومي للطرق والتي جاءت في برنامج الرئيس عبد الفتاح السيسي وجاري تنفيذها الآن بأماكن عديدة علي مستوي الجمهورية ويبلغ طولها 3300كم.. تنفذ منها القوات المسلحة 1200 كم.. ووزارة الاسكان 800 كم بالإضافة إلي 1300 كم تنفذها الهيئة العامة للطرق والكباري ويأتي طريق "شبرا - بنها" بطول 40 كم ضمن المشروعات التي تنفذها الهيئة وهو طريق هام وحيوي لتخفيف وطأة رحلة العذاب اليومية التي يعيشها المواطنون الذين يستخدمون الطريق الزراعي مصر - اسكندرية لسوء حالته وعدم استيعابه للكثافة المرورية الشديدة وجاء الطريق الجديد لتسهيل حركة الركاب والسيارات علي الطريق الزراعي مصر - اسكندرية ولربط 12 محافظة عن طريق ربط الطريق الحر الجديد بالطريق الاقليمي الدولي عند مدينة بنها.
ورغم تصريحات المسئولين بانه تم الانتهاء من 65% من الطريق إلا أنه ومن خلال زيارة "المساء" للطريق وجدنا أن عمليات التنفيذ يقابلها عراقيل كثيرة ستعمل علي تأخير موعد تسليمه المحدد في اغسطس القادم.
ومن خلال الزيارة إلي موقع العمل بالطريق اتضح درجة التراخي الشديد والتي وصلت إلي حد "النوم" من مسئولي محافظة القليوبية.. فأعمدة وأبراج الكهرباء تتوسط الطريق رغم مناشدة الهيئة لهم منذ عام بضرورة نقل هذه الأبراج وأيضا عدم الانتهاء من صرف تعويضات الأهالي ممن تم نزع ملكيتهم وهذا يؤثر بشكل كبير علي انتظام سير العمل بل توقفها بشكل كامل في بعض قطاعات الطريق.
فهل يعقل أن "حظيرة مواشي" لأحد أصحاب النفوذ تعرقل مشروعا قوميا علي هذه الأهمية ووقف العمل بالمنطقة التي توجد بها رغم نزع ملكيتها؟ وهل عجزت الأجهزة التنفيذية بالقليوبية علي إزالة هذه "الحظيرة"
أكد مهندسو المشروع إن الطريق يقام علي أحدث المواصفات العالمية وان كل المواد المستخدمة في عمليات التنفيذ تخضع لاختبارات دقيقة للوصول للمستوي العالمي.. مطالبا بسرعة نقل كافة معوقات العمل عن حرم الطريق و التي تعطل العمل وكذلك الانتهاء من صرف التعويضات للأهالي.
يقول اللواء عادل الترك رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري إن مشروع إنشاء طريق بنها الحر بطول 40 كم يأتي ضمن مشروع شبكة الطرق القومية وذلك لعدم استيعاب طريق مصر - اسكندرية الزراعي للكثافة المرورية الحالية والتي أرتفعت في السنوات الأخيرة وأصبحت تمثل مشقة كبيرة لمستخدمي الطريق مع عدم تحمل الطريق لأي توسعات جديدة خصوصا في المسافة ما بين شبرا وبنها وهي تمثل عنق الزجاجة ولعدم جدوي أي حلول لها ومن هنا كان حرص القيادة السياسية علي تنفيذ المشروع وضمه لشبكة الطرق القومية علي أن يفتتح في اغسطس من هذا العام في حال الانتهاء من إجراءات نزع الملكية وإزالة العراقيل الأخري التي تعطل أو تحد من سرعة التنفيذ.
أضاف ترك ان تكلفة المشروع تصل إلي 2 مليار و430 مليون جنيه وأن الهيئة قامت بإيداع مبلغ 693 مليون جنيه لدي هيئة المساحة بالقليوبية لصرف تعويضات نزع الملكية والتي أوشكت علي الانتهاء حيث قام معظم الأهالي بصرف مستحقاتهم.
يقول المهندس سمير طنطاوي استشاري المشروع للقطاع الثالث إن طريق شبرا - بنها أحد المشروعات القومية للطرق وله أهمية قصوي لكل محافظات الوجه البحري لأنه يعمل علي فك الاختناق في المنطقة ما بين شبرا وبنها حيث يعاني مستخدموا الطريق الزراعي من مشكلة الاختناق وتكدس السيارات والطريق يبلغ طوله نحو 40 كم مقسم إلي 5 قطاعات ويعمل به عدة شركات كبري وذلك لانتهاء العمل بأسرع وقت ممكن لحل مشكلة الطريق الزراعي مصر - اسكندرية .
يضيف طنطاوي ان بداية الطريق من منطقة "أم بيومي" علي الطريق الدائري وقبل نزلة الطريق القديم "مصر - اسكندرية الزراعي" بنحو 2 كم تقريبا وينتهي في بنها ويتلاقي مع الاقليمي الدائري الجديد ثم يتجه إلي قويسنا ومنها إلي طريق "مصر - اسكندرية الصحراوي".
أشار طنطاوي إلي أن الطريق الحر الجديد تم إنشاؤه بعرض 80 متراً مقسمة علي 3 حارات في كل اتجاه تتخللهم جزيرة وسطي بمساحة 8 أمتار وذلك للتوسعة المستقبلية للطريق ويشمل علي حوائط حماية علي جانبي الطريق مع التخطيط المروري بوضع اللوحات الإرشادية والتحذيرية لمستخدمي الطريق ويشمل ايضا عدة أعمال صناعية من كباري أنفاق "بدابغ" أو مواسير لنقل مياه الترع تحت الطريق لتسهيل الحركة المرورية بين جانبي الطريق للأهالي والفلاحين منوها إلي إقامة ما يزيد علي 40 كوبري ونفقا ويصل ارتفاع الطريق عن سطح الأرض ما بين 4 و10 أمتار وهذا يعني نقل كميات هائلة من الأتربة للطريق .
أكد طنطاوي ان العمل جار في جميع القطاعات الأخري بجهد وكفاءة عالية لانجاز المشروع بأسرع وقت رغم وجود العوائق الكثيرة مثل أبراج الكهرباء والضغط العالي التي تتوسط الطريق وتعوق العمل بشكل كبير بالإضافة لنزع الملكية مطالبا بتعاون كل الأجهزة للقضاء علي هذه المشكلات.
يري المهندس كريم زين ان الطريق جاء لحل مشكلة ازدحام الطريق الزراعي وعدم امكانية توسعته نظرا لوجود إنشاءات كثيرة عليه وكذلك خط السكة الحديد فكان هذا هو الطريق البديل وبعرض كبير يسمح بسيولة مرورية كبيرة "80 مترا" وهناك مناطق توسعات لمحطات الوقود والاسعاف وتحصيل الرسوم وكافة الخدمات.
أكد زين أن هناك معوقات هائلة تقابل العمل بالطريق وتعوق من سرعة انجازه مثل نقل المرافق وخصوصا أعمدة الكهرباء وكذلك التأخير في دفع مستحقات بعض الفلاحين ممن تم نزع ملكيتهم ويتصدون لنا أثناء العمل مطالبين بحقوقهم.
يضيف زين ان العمل يتواصل ليلا ونهارا لانجاز المشروع في ميعاده ولكن نطالب المسئولين عن المرافق بالتعاون معنا وإزالة المعوقات التي تقابلنا علي امتداد الطريق.
يقول المهندس تامر عبد العظيم "تخصص كباري" بالقطاع الثالث بالمشروع إن القطاع الثالث وحده به 22 كوبري جاري العمل في معظمها وهناك 6 كباري متوقف العمل بها لوجود أبراج الكهرباء فوقها والتي نطالب بسرعة نقلها أو عمل ارتفاعات اضافية لها حتي نتمكن من مواصلة العمل.
أضاف عبد العظيم ان العمل بالموقع مستمر علي مدي 24 ساعة وذلك لتعويض التأخير في استلام بعض المناطق وكان آخر موقع تم استلامه في شهر ديسمبر الماضي.
أكد المهندس احمد ماهر ان هناك اختبارات دقيقة لكافة المواد المستخدمة بالطريق من أجل أن يكون الطريق علي أعلي مستوي وبالمواصفات القياسية العالمية.. فهناك اختبارات تتم من خلال معامل الهيئة بالموقع علي التربة المنقولة بغرض ردم الطريق وبيان مدي جودتها ودرجة الرطوبة بها من خلال أحدث الأجهزة بالعالم وهو جهاز "سبيدي" وكذلك هناك اختبارات علي الخرسانة المسلحة للكباري من خلال أجهزة حديثة للوصول لحجم التحمل العالمي.
أشار ماهر إلي أن كل المواد المستخدمة في الطريق هي خاضعة لكافة المقاييس العالمية من حيث الجودة والدقة العالية والتخطيط الجيد للمشروع.