ما يثير السخط والاشمئزاز أن المرء لا يجد معياراً لشي واحد. لكنك تجد اختلاطاً وتشابكاً واختلافات كثيرة. وعدم وجود معيار واحد تقاس عليه الأمور. شيء يخل بالأشياء!! فعلي سبيل المثال. استنكرت السعودية ما يحدث في سوريا الآن واستدعت الرياض سفيرها هناك. وحذت الكويت والبحرين حذو السعودية واستدعتا سفيريهما في دمشق للتشاور!! طبعاً لا أحد يمكن ان يساند موقف الرئيس السوري بشار الاسد في حملته العسكرية ضد المحتجين السوريين. قطعاً. لايوجد عاقل يحمل بين اضلعه قلباً يقبل باراقة الدماء وضرب الناس وقتلهم بهذه السهولةوالبساطة!! لكن الغريب ان الذين يستنكرون ما يحدث في سوريا ومن اشادوا بهذا الاستنكار. نقصد أمريكا. لا يحركون ساكناً تجاه تلك الدماء التي تراق بفعل فاعل في ليبيا. فالموقف في ليبيا تحول فجأة إلي حرب أهلية تغذيها انظمة غربية وعربية ويدفع ثمنها الشعب الليبي بأكمله. شعب وجد نفسه في مأزق وأزمة وحرب اهلية من فعل الآخرين ليس له فيها اختيار. هل هذا يعقل؟! وهل يظن اولئك انهم غير محاسبين؟! كلا والله. انهم يلقون بأنفسهم في سخط الله وغضبه وعقابه. وربما يفوتهم الوقت ان لم يثوبوا إلي رشدهم ويصححوا الاخطاء. وعلي الذين يسعون لمعاقبة نظام ان يفرقوا بين انزال العقوبة بشخص وانزالها بشعب بأكمله. افيقوا يرحمكم الله!!