عاصفة من الجدل تضرب جميع الأوساط حول العالم. بعد تسريبات ما تسمي ب "أوراق بنما" التي كشفت عن تورط شخصيات كبيرة في فضائح فساد التهرب الضريبي. وغسيل الأموال عبر شركات "الأوفشور". مع توقعات بحدوث هزات ارتدادية مدوية لتسريبات بنما. والتي بدأت تحدث بالفعل. يري المحللون أن تلك الفضيحة المدوية. لا تختلف في حجمها عن زلزال ويكيليكس الذي عصف بأنظمة وهز المنطقة العربية بشكل غير مسبوق. قبل 6 سنوات. لكن الفارق اليوم أن ما قد جري الكشف عنه لا يتعلق بفساد سياسي أو أسرار لطغاة مستبدين كما جري عام 2010 فالتركيز منذ البداية مركز حول الفساد المالي. وهو ما يشير بشكل ما إلي شخصيات ثرية أو بلدان ثرية. هنا يطرح السؤال نفسه. هل الفساد جديد في العالم؟ وهل التهرب الضريبي في أوساط السياسة والرياضة والفن جديد أو غير معلوم؟ فإذا كانت تسريبات ويكيليكس قد أدت إلي فوضي دمرت بلداناً وأطاحت بأنظمة وجوعت شعوباً وألقت بمناطق واسعة من العالم في الفوضي.. فما الأهداف أو الأغراض التي يمكن فيها استثمار وثائق بنما؟ في صدد الإجابة عن هذا التساؤل. يري المحللون أن الفوضي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لم تكن فوضي كاملة.. فما تزال الخطط التي استلهمها الأمريكون من تسريبات 2010 غير مكتملة.. كالتقسيم. والتهجير. والتفكيك.. فقد بدأت تظهر مؤشرات لحلول في سوريا.. وحلول في اليمن أيضاً.. وحلول محتملة في ليبيا.. لكن جماعات الضغط والمصالح المستفيدة من الفوضي لا تريد أن يتوقف الأمر عند هذا الحد. لا يستبعد المحللون أن يكون الهدف من تسريبات بنما. هو نقل الفوضي إلي بقعة جديدة في منطقة الشرق الأوسط. مشيرين إلي أن تصدر أسماء لمسئولين من بعض دول الخليج الصف الأول لقائمة بنما. يكشف نوايا تستهدف نقل الفوضي بشكل رسمي إلي دول الخليج التي نجت من مخطط الفوضي في .2011 كما يفسر المحللون أن شمول قائمة فضائح بنما علي شخصيات أوروبية. تميط اللثام عن المستفيد الأكبر من تلك التسريبات. ألا وهو العم سام. فمن الأهداف الرئيسية التي تتمحور حولها السياسات الأمريكية. إرهاق أوروبا بأكبر قدر من المشاكل. وإلهائها بمعضلاتها الداخلية قدر الإمكان في مرحلة حاسمة من رسم خارطة العالم وتوزيع حصص النفوذ. فالأمريكيون لا يريدون حلفاءً أنداداً أو أقوياءً قادرين علي فرض مواقفهم عليهم.