أكد الدكتورعبد الوهاب زايد الأمين العام لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر و الإبتكار الزراعى على أن الخبير الزراعى الالمانى مايكل هيرمان انتهى من زيارته لواحة "سيوة " ويستعد الآن لوضع تقريره الفنى عن إرث سيوة الزراعى ، ومن المقرر رفعه للجهات الرسمية فى مصر تمهيدا لترشيح مدينة و واحة سيوة للحصول على شهادة منظمة " الفاو" الأممالمتحدة للأغذية و الزراعة ، و المعروفة بإسم " جياس" GIAHS و التى تعنى نظم الزراعة التقليدية التى تعد إرثا ذا قيمة إنسانية عالمية ، مشيراً إلى إهتمام مكرمة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء و وزير شئون الرئاسة بدولة الإمارات على إقامة تدشين مهرجان التمور المصرية بسيوة والذى يأتى ضمن خطة لتنمية مدينة سيوة ، لهذا تسعى الجائزة لتسجيل سيوة ضمن نظم الزراعة التقليدية التى تمثل إرثا عالميا كأول مدينة مصرية يتم تسجيلها عالميا ، و إعتبار هذه المساعى كإحدى فعاليات مهرجان التمور المصرية فى عامه الثانى ، مؤكداً على أن هناك متابعة جيدة من الجائزة للتقرير الفنى الصادر عن هذه الزيارة مع الأطراف المعنية واهالى ومشايخ سيوة باعتبارهم شريك أساسى فى التنمية . ومن جانبه أكد الخبير الألمانى مايكل هيرمان ، أن دوره ينحصر فى تقديم الإستشارة الفنية و تقديم يد العون من أجل حصول " سيوة " على شهادة ال " جياس " العالمية و التى تمنح للمدن التى لازالت تحافظ على طابع نادر فى الزراعة التقليدية ، و تجود أراضيها بمحاصيل تختلف عن ما يقدم فى يومنا الحالى من أطعمة بسبب حفاظهم على طرقهم التقليدية و القديمة فى الزراعة و الرى و الصرف ، و بسبب حفاظهم على تراثهم الثقافى الخاص ، مؤكداً على أن شهادة " جياس" أنشأتها " الفاو" منذ عام 2002م تماثل تماما الشهادة التى تمنحها " اليونسكو" منظمة الأممالمتحدة للتربية و العلوم و الثقافة ، للمدن التراثية الأكثر تفردا فى العالم ، و هى الشهادة التى حصلت عليها أهرامات الجيزة بجدارة نظرا لتفردها ، و لكن الفرق أن اليونسكو تمنح شهادتها لاماكن و بالتالى يسهل حمايتها أو بناء جدران حولها كمتحف ، بينما يصعب حماية المدن الحاصلة على شهادة" جياس" أو بناء متحف حولها لأنها تتعلق بديناميكية و طبيعة الحياة و طريقة ممارسة الناس لحياتهم و زراعتهم و معيشتهم ، فهى بمثابة نوط إمتياز للسكان فى حفاظهم على تراثهم و تفرد أسلوب معيشتهم ، لذا ينبغى العمل بجهد من أجل تحديد التحديات التى قد تطرأ مع تغير الزمن على هذه الأنشطة الزراعية و مواكبة متطلبات سكان المدينة و تشجيعهم للإستمرار فى الحفاظ على تراثهم الزراعى ، ويظلوا محافظين على هذا الإرث الإنسانى الهام . و حول أهمية حصول و تسجيل تلك المدن عالميا أوضح د. هيرمان : إن أنظار العالم كلها ستتجه إلى تلك المدن التى نشير إليها بأنها متميزة عالميا ، و إذا أخذنا فى الإعتبار أن الزراعة هى إحدى مكونات الشهادة التى تضم أيضا الصناعات و السياحة و التجارة و الطبيعة ، فإن ذلك يعنى جلب المزيد من الإستثمارات الصديقة للبيئة إلى سيوة ، كما تعنى أن منتجات سيوة سيتم تصنيفها عالميا ضمن أفضل المنتجات فى السوق العالمى . يذكر أن الخبير الدولى قد زار مدينة سيوة على مدار خمسة أيام ورافقه مجموعة من خبراء الزراعة من منظمة الأغذية و الزراعة " الفاو" برئاسة د. محمد الأنصارى ، و بالتعاون مع معهد بحوث الصحراء برئاسة د. نعيم مصيلحى و يشرف على الزيارة أ.د. أمجد القاضى ممثلا عن وزارة التجارة و الصناعة ، بدعوة من جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر و الإبتكار الزراعى بدولة الإمارات العربية المتحدة ، و التى تنظم مهرجان التمور المصرية سنويا بسيوة ، بالتعاون مع وزارة التجارة و الصناعة المصرية و بشراكة مع كل من منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية " اليونيدو" و منظمة الأممالمتحدة للأغذية و الزراعة " الفاو" و كان للخبير دور فى تسجيل مدينة العين الأماراتيه ضمن المدن العالمية القليلة التى تمتلك إرثا زراعيا نادرا من خلال شهادة " جياس" الدولية . وتفقد هيرمان خلال زيارته النظم الزراعية التقليدية التى لازالت تتوارثها الأجيال من اكثر من ثلاثة آلاف عام أو يزيد ، حيث كانت سيوة ولا زالت تشتهر بإنتاج التمور و الزيتون و الملح الطبيعى ، و حرص كذلك على التعرف على ثقافات السيويين ، و صناعاتهم اليدوية و موروثاتهم الشعبية