هناك خمسة مشاهد متلاحقة فرضت نفسها بطريقة "الأكشن" في يومين فقط: * الأول.. موافقة اللجنة القضائية بالكونجرس الأمريكي علي مشروع قانون يدعو الخارجية الأمريكية إلي تصنيف الاخوان جماعة ارهابية.. والبيان الرسمي الذي أعلنه بوب جودلات رئيس اللجنة واكد فيه ان تأييد جماعة الاخوان للارهاب والتهديد الحقيقي جداً الذي تشكله علي ارواح الأمريكيين والأمن القومي يجعل هذا التصنيف امراً قد طال انتظاره. * الثاني.. ما أثير من ان اقرار القانون سوف يلزم امريكا بملاحقة مواطنيها ممن لهم علاقة بهذه الجماعة قضائياً وبمنع الاخوان الأجانب ومن لهم صلة بهم من دخول الولاياتالمتحدة مع حظر أموالهم الموجودة في شركات وبنوك امريكية وتجميدها. * الثالث.. ماقاله النائب الجمهوري دياز بلارت الذي تقدم بمشروع القانون من ان الاخوان يمثلون تهديداً عالمياً لأنهم يدعمون ويمولون الشبكات الارهابية حول العالم كالقاعدة وحماس. * الرابع.. تأكيد جون كيري وزير الخارجية الأمريكي في اليوم التالي مباشرة وخلال شهادته امام لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي علي ان "الولاياتالمتحدة علي علم بتورط اعضاء من الاخوان في القيام بأعمال عنف"..!!! * الخامس.. تهديد الاخوان باستهداف مصالح أمريكا وتعريضها للخطر اذا تم اقرار القانون. بالتالي.. هناك ثلاثة اسئلة تفرض نفسها أيضا رداً علي هذه المشاهد: ** أولاً.. يامستر كيري.. لقد شهدت بأن بلادك علي علم بتورط الاخوان في العنف.. أليس هذا ما أكدته مصر مراراً عقب ثورة 30 يونيه وأنتم تردون في كل مرة بأن الاخوان مسالمون ووسطيون؟؟.. بالتالي.. علي أي اساس اعلنتم العداء لنا ومنعتم المساعدات العسكرية المنصوص عليها في اتفاقية السلام ؟؟.. وعلي أي اساس ايضاً استقبلتم اعضاء من تنظيم الاخوان في خارجيتكم وكلهم معروفون بالاسم والصفة مهما حاولت التبرؤ من ذلك بكلام ملتو لا يصدقه طفل صغير؟؟ ** ثانياً.. هل سيتم اقرار القانون فعلاً ويصبح نافذاً ؟؟.. في رأيي "لأ".. وهذا ليس خوفاً من الاخوان وتهديداتهم ولكن لأن بعض مستشاري أوباما يدعمون الاخوان ان لم يكونوا هم انفسهم اعضاء بالتنظيم الدولي وحتماً سيعرقلون اقرار القانون. ** ثالثاً.. اذن ما الهدف من هذه "الهوجة" الفارغة؟؟.. قولاً واحداً: صراعات انتخابية.. فمقدم مشروع القانون نائب جمهوري وموافقة اللجنة القضائية بالكونجرس عليه هي جزء من الحملة الانتخابية للجمهوريين ضد المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.. ومشروع القانون يخبط في اعز مالدي الأمريكيين.. امنهم القومي.. ومن ثم سيكون هناك صراع عنيف داخل الكونجرس بين مؤيد للقانون بحجة حماية الأمن القومي ومعارض له لنفس الحجة وهي الأمن القومي والتهديدات المثارة ضد المصالح الأمريكية. والخلاصة.. ان امريكا تنتج فيلماً علي الطريقة الهوليودية.. فيلماً استهلاكياً للظروف الانتخابية وقد تعودنا كثيراً من واشنطن علي انتاج مثل هذه الأفلام في مناسبات كثيرة. الفائدة الوحيدة من هذا السيناريو الهابط هي اعتراف الكونجرس والخارجية بأن الاخوان ارهابيون ويدعمون ويمولون شبكات ارهابية عالمية مثل القاعدة وحماس.. وهذا انتصار لمصر وسياستها في حد ذاته. وفي النهاية.. ضعوا نقطة وعودوا من اول السطر والقوا هذا الكلام الأمريكي والاخواني الفارغ في اقرب سلة مهملات لأنه لن يتحقق في الغالب.. بس خلاص.