يبدو أن لعنة مباراة القمة مازالت تطارد النادي الأهلي فالفريق عجز للمرة الثالثة علي التوالي في تحقيق الفوز بعد تعادل الأخير أمام النادي المصري البورسعيدي الذي قدم لاعبوه بقيادة التوأم حسام وإبراهيم حسن عرضاً قوياً كما كان متوقعاً وكان أبناء المدينة الباسلة هم السباقون بالتهديف بقيادة نجميه أحمد ياسر ومحمد مجدي بينما كان الأهلي هو الباحث عن التعادل حتي تحقق له بفضل مهارات وخبرات لاعبيه مثلما كانت مهارة التسديد لمؤمن زكريا حاسمة في إحراز الهدف الأول وإدراك إيفونا القاطرة الهجومية هدف التعادل الثاني للأهلي.. وعموماً فإن نجوم الأهلي والمصري قدموا مباراة غاية في الإثارة والقوة والمتعة.. علي المستوي الفني والأداء المفتوح.. وإن كانت محصلتها في النهاية خسارة الأهلي للنقطة السادسة علي التوالي في سباق الدوري.. وفي المقابل سنجد الزمالك قد تخلص من الآثار السلبية بعد خسارته في القمة حيث استعاد الفريق لغة الانتصارات ونجح في تضييق الفارق من 7 نقاط إلي 3 نقاط بعد فوزه الأخير علي الاتحاد السكندري والذي انتزعه بصعوبة في ظل الأداء الجيد والمتوازن للاعبي زعيم الثغر بقيادة نجومه الزامبي مايوكا وكهربا صناعة الحاوي أيمن حفني وإذا كان الجهاز الفني الفني للأهلي بقيادة زيزو مازال يبحث عن اللغز الذي أدي لفقدان فريقه ست نقاط متتالية عكس ما كان متوقعاً أن يكون فوزهم علي الزمالك بمثابة دفعة معنوية وفنية هائلة للانطلاق بقوة للحفاظ علي فارق ال7 نقاط علي الأقل حيث إن كل الظروف يفترض أنها مهيأة لتحقيق هذا الهدف ولكن من الواضح أن نشوة الفوز في لقاء القمة والثقة الزائدة لدي لاعبي الأهلي جاءت بآثار نفسية وأداء في الملعب انعكس سلبياً علي النتائج وأري أنه في المقابل لابد أن نلتمس العذر للاعبي الزمالك إذا كان الفريق لم يقدم بعد العروض القوية بما يتناسب مع إمكانياتهم الفنية وخبراتهم.. وأري أن السبب في ذلك أنهم يلعبون تحت ضغط نفسي رهيب لرغبتهم في تضييق فارق النقاط لاستعادة قمة الدوري من الأهلي والانطلاق في رحلة الدفاع عن لقب الدوري الذي يحمله الفريق من الموسم الماضي وتلك الظروف المحيطة بأجواء الزمالك أراها سبباً مباشراً في التأثير علي جمال الأداء الفني للاعبيه لأن كل ما يشغلهم هو حصد نقاط المباراة الثلاث ويحسب لمحمد صلاح المدير الفني المؤقت للزمالك انه أعاد الكثير من حيوية وخطورة الفريق والثقة للاعبيه ومعه ظهر استعادة أكثر من لاعب المستوي الجيد مثل أيمن حفني وحازم إمام وجنش حارس المرمي.. وعموماً فإن النتائج التي شهدتها مسابقة الدوري قبل التوقف لأداء منتخبنا الوطني بمهاراته الدولية الودية مع بوركينا فاسو استعداداً لمواجهة نسور نيجيريا في التصفيات المذهلة لكأس الأمم الأفريقية قد زادت صراع البطولة اشتعالاً وإثارة ومتعة وغموضاً سواء فيما يتعلق بسباق القمة والمربع الذهبي.. أو محاولات الهروب من الهبوط.. وإذا كنا نتفق أن صدارة الدوري سوف تنحصر بين قطبي الكرة الأهلي والزمالك إلي أن تستقر الدرع في أي من القلعة البيضاء أو الحمراء باعتبارهما الأكثر خبرة وقدرة علي التعامل مع المسابقة التي تعتمد علي سياسة النفس الطويل وإن ما حدث في بداية الموسم عندما تبادل كل من المقاصة والداخلية صدارة المسابقة كان بمثابة ظاهرة مؤقتة من سمات حمي البداية.. أما باقي مراكز المربع الذهبي فهو يزداد غموضاً بعد استعادة وادي دجلة وإنبي لمستواهما وفي الطريق الإسماعيلي وهو ما يهدد طموحات المصري المتألق جداً هذا الموسم والمقاصة في إنهاء الموسم في المربع الذهبي.