حدثتك من قبل عن المكانة الأولي لبلادنا في حوادث المرور بين دول العالم. تباينت الآراء التي رجعت اليها في غياب الوعي المروري بين المارة وقائدي السيارات. بل وبين المسئولين عن إدارات المرور داخل المدن وخارجها. لعلنا نجد المثل في غياب الوعي بين المسئولين عن تنظيم المرور. في قصر الاهتمام علي السيارات دون المشاة. لا التفات إلي المشاة الذين يتحقق بسحق أجسادهم المركز الأول في نسبة الحوادث في العالم. عندما تتكرر الحوادث في منطقة ما. فاننا نقيم جسراً بين ضفتي الطريق. دون أن نضع حلولاً جذرية للمشكلات التي يزداد تفاقمها. لا نظرة استراتيجية تراعي ظروف البيئة ومدي إفادة الطريق للمارة ووسائل المواصلات. أحدثك في هذه الكلمات عن الاهمال اللامبالي في التعامل مع المواطنين الذين يستخدمون نهر الطريق وساحاته. نكلفهم بما يشق علي الكثيرين. بداية من الارصفة العالية التي تستطيع بها محافظة القاهرة أن تحصل علي مركز متقدم في التنغيص علي المواطنين بين عواصم العالم. الحجة التي يتذرع بها مسئولو المحافظة وقوف السيارات بدلاً من المشاة فوق الأرصفة. اتخذ هذا الإجراء حتي يتاح السير علي الأرصفة للمشاة وحدهم. والعكس ما يحدث. فالمتقدمون في السن. وذوو الاعاقات. ينظرون إلي الأرصفة العالية بقلة حيلة ينتظرون مساعدة من أحد المارة ليعينهم علي صعود الرصيف. الظاهر تيسير حركة المشاة. لكن العكس هو ما يحدث. ويضطر الكثيرون إلي الاقتصار علي السير في الطريق بما يعنيه من أخطار. يمتد الاهمال اللامبالي إلي ميدان محطة مصر. تحت دعوي تنظيم الميدان منعت المحافظة أو هيئة السكة الحديد دخول السيارات إلي ساحة المحطة حجة قرار المنع إخلاء الساحة من الزحام. بحيث يقتصر وقوف السيارات علي الأبواب الخارجية للمحطة. ماذا عن تأثير المنع علي المواطنين الذين تحول ظروفهم الصحية دون السير مسافة لابد أن المسئولين يعرفونها جيداً لبلوغ رصيف القطار؟ بالإضافة إلي دفع الراكب "فردة" عن نفسه. وعن مرافقيه. حسب آخر قرارات هيئة السكة الحديد. ليتاح له استخدام القطار. فإن الراكب لابد أن يكون درجة عالية من اللياقة. حتي يقطع الساحة الهائلة من ميدان رمسيس. أو الجانب المفضي إلي شبرا. نحو ساحة ميدان المحطة. ومنها إلي حرم المحطة الداخلي. المظهر الجميل الجديد يلغي جدواه غياب أية خدمات حقيقية. حتي المقاعد وضعت للمظهرية فهي لا تسع إلا قلة من المواطنين. أما من يرهقه السن أو الظروف الصحية. فان عليه أن يلجأ بصرف النظر عن ظروفه المادية إلي بوفيه المحطة. عقود إذعان تحاصرك في كل خطواتك حتي لو لم تكن مستعداً لتكاليفها. أرجو أن يعيد المسئول محافظ القاهرة أو رئيس هيئة السكة الحديد دراسة هذا التصرف الغريب.. قد نحرص في قراراتنا علي المظهر الجميل. لكن الحرص الأهم يتصل باحتياجات المواطنين. اتقوا الله!