شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب أمس إقبالاً كبيراً من الشباب الذين توافدوا علي سراي بيع الكتب وشاهدوا الفقرات الفنية وشاركوا في الندوات الأدبية والفكرية. قدر د.هيثم الحاج علي -رئيس هيئة الكتاب- عدد زوار المعرض أمس بحوالي 150 ألف زائر أغلبهم من الشباب. وأشار إلي أن حوالي نصف هذا العدد دخل المعرض بدعوات مجانية. لفتت أنشطة هيئة قصور الثقافة أنظار الزائرين.. حيث أعدت الهيئة برئاسة د.أبوالفضل بدران برنامجاً فنياً وأدبياً ضخماً يخاطب الشباب والأطفال بصفة خاصة. قدمت الهيئة عدة أنشطة بدأت في مخيم الإبداع بمناقشة ديوان "الجميلة سوف تأتي" للشاعر أسامة جاد قدمها د.جمال العسكري. وشارك فيها الشاعر عاطف عبدالمجيد ود.ناهد رحيل. بدأ الشاعر بقراءة بعض النصوص من ديوانه. وصدر الشاعر عاطف عبدالعزيز قراءته للديوان بالإشارة إلي أن الديوان مختلف بحساسيته اللغوية وعلاقته السرية مع أدواته الشعرية. فالأمر لا يتعلق فقط برصانة اللغة بل ينحت مفردات جديدة. وأكد وعي الشاعر بمحورية التشكيل الذي يراه السؤال الأهم واستفادته من فن السينما. كما في قصيدة "بطعم البرتقال" وأبدي قلقه علي تجربة الشاعر من ثقافته ووعيه. وحذره من قطع الشعرة الرهيفة بين البساطة والسهولة. تناولت د.ناهد رحيل دراسة بنيوية.. فبدأت بعتبات النص وجمعت بين دلالة العنوان وعناوين القصائد ولوحة الغلاف مع النص لتصل منها للرؤية الرئيسية للنص الشعري. وأكدت من خلالها الحضور الطاغي للمرأة بموروثها الذي جاء في الغالب مقلوباً في استخدامه مثل استخدام سنو وايت المعكوس في قصيدة تركت حذائها. واختلفت مقدم الندوة مع رؤية د.ناهد حول العتبات. واختتمت الندوة بقراءة بعض القصائد من الديوان. أعقبها ندوة في رحاب السرد وتناولت رواية "استراحة في الباويطي" للكاتب عبدالناصر العطيفي. بدأ مقدم الندوة مجدي عبدالرحيم بالتعريف بالكاتب ثم قراءة بعض المقاطع من الرواية. ثم قدم د.عصام محمود مداخلته بتنويه أن الرواية مقررة علي طلبة كلية الآداب جامعة حلوان لأنها تستحق. ورأي أن التقسيم داخل الرواية من تأثيرات كتابته للقصة القصيرة. وقارن بينها وبين المتتاليات القصصية وأعطي مثالاً بألف ليلة وليلة. وأكد أن السرد بضمير المتكلم يجعلنا أكثر اتساقاً مع ذات الكاتب. فرغم أن الرواية في غالبها صرخة إلا أن إيقاع السرد هادئ. كما أكد السياحة المهدرة سواء كانت الطبية أو الطبيعية. بعدها قرأ الكاتب مقطعاً قصيراً من الرواية. ثم بدأ د.شريف الجيار قراءته بتنويه أن الكاتب يكتب الرواية أو النوفلا إن جاز التعبير بروح القصة القصيرة. ونحن أمام ذات في صراع بين الواقع المؤلم والمستقبل المأمول. فقد بدأت بمرض نفسي وانتهت بمرض جسدي وكنت أتمني أن تحدث المفارقة أو التشظي. مشيرا إلي أن الكاتب جعل من الماضي نقطة مركزية للحلم والجمال ويظل الواقع هو مقدمات لانهيار يقضي علي المستقبل ليعاني البطل من مرض بالكلي ليقضي علي المستقبل. كما أكد أن استخدام أفعال المضارعة الرشيقة أعطي خفة لإيقاع الرواية. كما أن تعدد الأصوات جاء في غالبه يتكامل وكأنه مقدمة لآخر سطر في الرواية. جاء دور الغناء مع الفنان أحمد اسماعيل الذي قدم مجموعة من الأغاني الوطنية التراثية. بالإضافة إلي بعض الأغاني من كلمات الشعراء جمال بخيت وسيد حجاب وفؤاد حداد وفؤاد قاعود وألحانه. تلي تلك الأمسية الشعرية التي أدارها الشاعر السعيد المصري وقدم خلالها الشعراء سعد عبدالرحمن وعزت الطيري وإبراهيم النحاس ومحمد علي النجار وشهاب عماشة ومحمد المخزنجي وأحمد إبراهيم عيد ومحمد شربي مجموعة من قصائدهم. وفي مخيم الطفل تمت إقامة مجموعة من الأنشطة والورش الفنية.. حيث قدمت ورشة فنية بعنوان "أشغال الورق الملون" أدارتها عبلة أحمد. إلي جانب ورشة فنية "عرائس. ماسكات. تلوين. مجسمات جبس. خرز مجسمات. تلوين مجسمات فوم". بالإضافة إلي ورشة أشغال فنية لعمل مراكب تراثية أدارها الفنان سعيد الباجوري. واختتمت الورشة بتقديم حكي للأطفال قدمها فؤاد مرسي. كما تم تقديم مجموعة من العروض الفنية.. حيث قدمت فرقة أجيال لفنون العرائس "عمرو حمزة" مجموعة من المسابقات الثقافية والفنية وفقرة للمواهب في الغناء والشعر. كما قدم عرض فني لفرقة كورال أطفال شبرا الخيمة تضمن مجموعة من الأغاني الوطنية والعاطفية. بجانب عرض مسرحي بعنوان "كلنا هنروح الحضانة" تأليف وأشعار سيد سالم وإخراج ناصر عبدالتواب. بطولة نشوي يوسف وحمدي قليوب وعبدالناصر ربيع ومحمد عبدالفتاح وعاطف جاد. تفقد وزير الثقافة حلمي النمنم ركن الفنون ومعرض منتجات الحرف والفنون التابع لقطاع الفنون التشكيلية أمس داخل المعرض. أشاد "النمنم" بجودة وحرفية المعروضات الفنية من قطع بديعة من النسجيات والجلد واللوحات الفنية والمنحوتات. كما زار ورش تعليم الأطفال فنون الرسم. وأكد ضرورة استمرار التواصل بين الفنانين مع مختلف الأجيال. مشيرا إلي أن تخصيص ساحات ومعارض فنية داخل معرض الكتاب يعكس الثراء الثقافي لكي يجد الجمهور ما يريد من كتب وفنون وكلها تعبر عن ثقافتنا وحضارتنا. كما تفقد الجزء المخصص لمبادرة "رغيف وكتاب" التي تعكس الاهتمام بالثقافة والكتاب لما لهما من مكانة كبيرة في بناء الوعي المصري.