وانطلقت مسيرة الديمقراطية بعد استكمال البند الثالث في خارطة الطريق عقب انتخاب مجلس النواب. وجاءت الجلسة الأولي لهذا المجلس تحمل الكثير من المبشرات رغم بعض السلبيات التي شهدتها هذه الجلسة وسوف تمضي هذه المسيرة والانتصار علي كل المعوقات أو المنحيات التي قد تتعرض لها. ويجب ألا نتأثر بأي سلبيات تبدو في الجلسات البرلمانية لأن هذه طبيعة الحوارات الديمقراطية. ويتعين ألا تضيق صدورنا بالرأي والرأي الآخر وعلينا أن نتوقع بعض محبي الظهور أو الذين يستهويهم الشو الإعلامي أو من يعلن عن نفسه في مشهد درامي كما شاهدنا في الجلسة الأولي فتلك هي طبيعة الديمقراطية. وأن تتسع صدورنا للاستماع لكل وجهات النظر واتاحة الفرصة كاملة لأي متحدث حتي تتضح كل جوانب صورته. وصاحب الرأي الذي يستهدف صالح الشعب والوطن سوف يجذب الأنظار وتنحاز إليه الجماهير "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" الرأي الذي يبتغي أسمي الأهداف يظل محط الأنظار لأنه يركز علي ضرورة أن تمضي مصر في الطريق الصحيح عقب ثورتين قام بها الشعب صاحب حضارة ضاربة في أعماق التاريخ. ولا شك أن هذه البداية للانطلاق نحو مرحلة جديدة في البناء الديمقراطي بعد مسيرة طويلة في ظلال الحزب الواحد.. وعلينا أن نتخذ كل التدابير لكي نمضي إلي الأمام خاصة بعد انتخاب رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال والوكيلين محمود الشريف وسليمان وهدان وقد استرعي الانتباه خلال الجلستين الإجرائية وجلسة انتخاب الوكيلين بعض المظاهر المشرفة في مقدمتها إدارة المحامي القدير بهاء أبو شقه للجلسة الإجرائية فقد كان هادئا قوي الرأي والحجة وهذا ليس بجديد عليه فكم كانت له من صولات وجولات في رحاب القانون بجلسات المحاكم. وقد لعب دورا في أن تخرج الجلسة بصورة مشرفة. كما ظهرت صورة رئيس المجلس عقب جلوسه علي مقعد رئيس البرلمان مؤكدة أنه قادر علي إدارة المجلس بكفاءة واقتدار وقد بدا واضحا حينما كان حاسما في التصدي للخروج علي مقتضيات اللائحة وقال بشكل قاطع سوف أطبق بنود اللائحة عند الخروج عن أي بند وذلك لضمان ضبط وحسن سير الجلسات والتفرغ لمناقشة القوانين والتشريعات وغير ذلك من المهام الملقاة علي عاتق هذا المجلس وتلبية مطالب الشعب في كل المجالات حيث انه يتابع بشغف مناقشات وحوارات الاعضاء تحت قبة البرلمان ويتطلع إلي الانجازات التي تتحقق في الخمس سنوات مدة انعقاد المجلس إذا قدر له الاستمرار. في نفس الوقت لست مع الرأي الذي يطالب بعدم إذاعة جلسات البرلمان علي شبكات الفضائيات وشاشات التليفزيون بل يجب أن نتيح الفرصة لبث هذه الجلسات كاملة حتي تتضح الصورة كاملة لاعضاء هذا البرلمان ليتأكد أبناء الدوائر الانتخابية أن اختياراتهم قد أصابت الهدف أو أنهم قد جانبهم الصواب. فالحوارات سوف تثبت من يسعي لصالح الشعب والوطن ومن يسعي للشهرة وتحقيق المآرب الشخصية. دعوا هذه المسيرة الديمقراطية تسير في طريقها وعلينا أن ننتظر النتائج في المجالات التشريعية والرقابية وألا نضيق بأي سلبيات لأن تلك طبيعة الاشياء فالاعداد كبيرة واختلاف الآراء وطبائع الشخصيات تكشف الكثير من الحقائق.. نريد جلسات علانية دون اختصار أو الاكتفاء بالقليل منها. حقيقة لا يجب ألا نغفل الجوانب المشرقة في الجلسة الأولي رغم السلبيات فقد كانت كلمة رئيس المجلس معبرة عن طموحات وآمال كثير من أبناء شعبنا المتطلع إلي فصول من الديمقراطية تؤكد ذلك الكلمات التي جاءت علي لسان رئيس المجلس. كما اننا يجب ألا نحجب هذه المناقشات والحوارات خلال الجلسات عن الجماهير المتعطشة للبناء الديمقراطي ولتخرس الألسنة التي تحاول تعطيل المسيرة ونشر الفوضي والدعوة إلي التظاهر.. ولنتصدي لأصحاب هذه الدعوات بكل قوة. ولا يفوتنا أن نتوجه بالتحية والتقدير لقائد هذه المسيرة الذي أصر علي تنفيذ خارطة الطريق بكل بنودها بشفافية ومصارحة.. وقد أشار إلي ذلك رئيس المجلس بكل وضوح.. فقد وجه التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تقديرا لدوره الوطني وسعيه الدائم لبناء مصر الحديثة بأيدي أبنائها.. تحية لهذا القائد ودعوات له بالتوفيق في كل خطواته.. والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.