يهاجم الناس والإعلام الوساطة ويعترض عليها ادعياء الشفافية والتزاحم وهم أول الطالبين للوساطة والتوصية.. طالما الإنسان لا يأخذ حقه الطبيعي بدون وساطة. طالما لا توجد شفافية في التعامل وإعطاء كل ذي حق حقه الفعلي تنمو الوساطة نمو الطفيليات في جسم الإنسان ضعيف المناعة. تختفي الوساطة ليس بالقرارات ولا باللجان لكن بالعدالة والحقوق. * عندما يأخذ الإنسان حقه في العلاج وحسن المعاملة والاهتمام به كمريض في المستشفيات ولا أقول مستشفيات الحكومة إنما كل القطاع الطبي فقيرا كان أو ثرياً المهم انه مريض ليس "زبون" عند ذلك تختفي الوساطة لكن الآن لا يتم الاهتمام بالمريض أو أخذ أبسط حقوقه إلا بتوصية أو وساطة. * عندما يأخذ المتقدم لوظيفة حقه بالكفاءة والسيرة الذاتية بدون وساطة وإعلانات خاصة ترفع شأن المتأخر للتقدم.. يصاحب الكفاءة عند ذلك تختفي الوساطة. * عندما يأخذ الإنسان حقه في السكن ويري العدالة في كل شيئاً عند ذلك تختفي الوساطة. * عندما يتم التعامل مع الناس وفق معايير الأداء والكفاءة والسيرة وليس المحسوبية وابن من ومين سانده ومن وراءه وهكذا عند ذاك تختفي الوساطة. الوساطة أيها السادة هي الباب الخلفي لأي شيء ولا يتم اللجوء إليه إلا عندما يشعر الإنسان ان هذا لا يمكن الوصول إليه وهنا يحتاج للوساطة لإنجاز مطالبه الفعلية والمفترض انه حق لكنه يخاف من ضياعه تحت أقدام فلان بك وعلان باشا وعندما أتحدث عن الوساطة أتحدث عن بعض الشخصيات والمسئولين ومن يملكون السلطة أو العلاقة بالسلطة فهؤلاء أصحاب الحظوة الذين يخالفون القانون ويأكلون حقوق الآخرين بالباطل وهنا تضيع الحقوق تحت الأقدام. أيها السادة بدون عدالة اجتماعية حقيقية وليس شعارات فالوساطة داء يتأصل لا علاج له إلا العدالة بين كل أفراد المجتمع وهذا الكلام له تداعياته وطرق نجاح لابد أن نبدأ بها. فإذا كان حقك الطبيعي لا تحصل عليه إلا بالوساطة فما هي الأمور الأخري التي تحصل عليها أو الوسائل الترفيهية التي تتنعم بها. لعن الله قوماً ضاع الحق بينهم فالوساطة هي آفة الحقوق والعدالة الاجتماعية وتفرق المجتمع إلي طبقات فهل تستطيع أن تحد من الوساطة بأن يأخذ كل مواطن حقه في مؤسسات الدولة ويتم الاهتمام بكل المواطنين ليس ابن هذا أو ابن فلان وإذا اختفت الوساطة فسوف تحل معظم مشاكلنا فهل يحدث هذا؟ أم نظل غارقين في الوساطة.