* يسأل محمد أنور من المنوفية: ما رأي الدين فيمن يشتكي للناس. ويكثر بالشكوي دائماً لمجرد أن أصابه شيء أو نزلت به ضائقة؟!! ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن. مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: يوجه الإسلام أتباعه إلي ضرورة الاستعانة بالله عز وجل عند الشدة. لا المسارعة إلي الشكوي والتشكي. ولذلك يقول الرسول الأكرم "صلي الله عليه وسلم": "من نزلت به فاقة. فأنزلها بالناس لم تسد فاقته. ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله. فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل". ولذلك سمع علي بن أبي طالب رضي الله وكرَّم وجهه رجلاً يسأل الناس يوم عرفة. فقال منكراً عليه: أفي هذا اليوم وفي هذا المكان تسأل غير الله. ثم خفقه بالدرة".. وفي الحديث: "استغنوا بغني الله تعالي عن غيره. قالوا: وما هو؟!.. قال: غذاء يوم وعشاء ليلة" رواه أحمد بإسناد حسن. وذكر الإمام أبوحامد الغزالي من الكلمات ما تحتاج إلي وقفة ومراجعة. وحُسن تدبُر. فيقول في كتابه "الإحياء": "الأمور السماوية غائبة عنا. فلا ندري متي ييسر الله تعالي أسباب الرزق. فما علينا إلا تضريع المحل. والانتظار لنزول الرحمة. وبلوغ الكتاب أجله. كالذي يصلح الأرض وينقيها من الحشيش. ويبث البذر فيها. وكل ذلك لا ينفعه إلا بمطر. ولا يدري متي يقدر الله أسباب المطر. إلا أنه يثق بفضل الله تعالي ورحمته أنه لا يخلي سنة عن مطر". ومن ثم ينبغي علي المسلم الصبر والاحتساب عند الله وحسن التوكل عليه مع مراعاة الأخذ بالأسباب. لأن الصبر والاحتساب لا ينتجن أثراً إلا إذا اتخذ الإنسان لكل عمل يريد تحقيقه جميع الأسباب الموصلة إليه. لأن الله تعالي قد ربط الأسباب بمسبباتها. * يسأل عادل فرج. من الغربية: حصلت علي مؤهل عال. وعرض عليَّ بعض الأصدقاء عملاً متواضعاً. فهل قبولي لهذا العمل يعد من قبيل ذُل المسلم لنفسه. وضياعاً لمجهود عمره؟! ** يجيب: الإسلام يدعو إلي العمل. والكسب والجد والاجتهاد في تحصيل الرزق. حتي ولو اقتضي الأمر بأن يمتهن الإنسان حرفة بسيطة متواضعة في نظر الناس. وذلك حفاظاً للنفس من الذل والمهانة. وصوناً للمجتمعات من الفوضي والاضطراب. فالمسلم مطالب دوماً بأن يسعي للعمل الجاد في صراعه مع الحياة. حتي ولو اقتضي الأمر بأن يأخذ حبلاً علي ظهره فيحتطب. لأن الإسلام لا ينظر إلي تواضع العمل أو رفعته. ولكنه يعتبر كل عمل شريف يدر علي الإنسان كسباً طيباً فهو عمل مباح. وفي هذا أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال.. قال رسول الله "صلي الله عليه وسلم": "لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو فيحتطب فيبيع فيأكل ويتصدق. خير له من أن يسأل الناس". * يسأل محمد سكر. موظف باتحاد الإذاعة والتليفزيون: ما الحكم لو نوي الرجل العصر بقلبه. وعند التلفظ باللسان قال علي سبيل الخطأ: نويت الظهر؟! ** يجيب: يقول الرسول الكريم "صلي الله عليه وسلم": "إنما الأعمال بالنيات. ولكل امرئ ما نوي".. فالعبرة في الإحرام بالتكبير بما نواه الشخص. وعقد النية عليه بقلبه.. فالنية محلها القلب. لا بما يتلفظ به لسانه.