العالمية عقدة الكثير من مبدعينا تصدر للكاتب رواية أو مجموعة قصصية. فيحرص أن يكتب اسمه مسبوقاً بصفة العالمي. لماذا؟ هو وحده يعرف. إذا كان الآخرون قد منحوا لأنفسهم الصفة. فلماذا لا يمنحها لنفسه؟ العالمية هي أن يكون للمبدع رأي عام قاريء علي مستوي العالم. يبحث عن أعماله في المكتبات. وأماكن بيع الكتب. يعني باقتنائها. ومتابعة أحدث إصداراتها. ذلك ما يحدث لمؤلفات المبدعين العالميين. بصرف النظر عن جنسياتهم و عقائدهم الدينية أو أيديولوجياتهم السياسية. حتي الجوائز الكبري لا تمنح الصفة إلي من لا يمنحها له القراء بإقبالهم. وبالحرص علي متابعة إبداعاته. ثمة الكثير من الأدباء الذين استحقوا صفة العالمية. رغم أنهم لم يحصلوا علي نوبل أهم الجوائز العالمية. وإذا كان الكثير من مبدعينا يتصورون العالمية فيما يكتبون. ويجدون الفوز بجوائز خارج الحدود. تعبيراً عن المعني المهم. فإن المعني يتوه في اختلاط الكتابات ذات القيمة والخربشات. ويلوذ المدركون لقيمة الإبداع بصمت يهبهم السلامة الإبداعية والنفسية. سعي اتحاد الكتاب العرب إلي وضع قائمة من مائة رواية عربية. هي الأفضل في مدي القرن الماضي. وهي الأجدر بالترجمة. في محاولة لمجاوزة الصخب الدعائي. وترجمة ما يستحق القديم للعالم. أذكر أن اتحاد الكتاب المصريين عهد بمهمة المشاركة في إعداد القائمة العربية إلي لجنة من أعضاء مجلس إدارته برئاسة الروائي الراحل فؤاد قنديل. وحظيت اختيارات اللجنة بما يشبه الإجماع. بداية لخطوات تالية هي الترجمة إلي خمس لغات عالمية. مضي علي عملية الاختيار حتي الآن نحو خمسة عشر عاماً.. أصحاب الأعمال المرشحة للترجمة يلوذون بصمتهم الخجول. بينما الأعمال تعاني التلاشي من ذاكرة هؤلاء الذين طرحوا الفكرة. وتابعوا خطواتها. إلي الخطوة قبل الأخيرة. وهي البدء في عملية الترجمة. مرة وحيدة تحرك فيها الساكن. عندما اتصل الشاعر سمير درويش بأصحاب الأعمال المرشحة. يطلب نسخاً جديدة للعود علي البدء. حدث ذلك منذ ما يقرب من خمس سنوات. بديهي أن سمير درويش طلب الأعمال تلبية لأعضاء اللجنة الحاليين. إن ظلت اللجنة قائمة أصلاً! في غياب الضوابط يتحول كل شيء إلي فوضي. فيتاح لمن لم يطمئن بعد إلي خطواته في حياتنا الثقافية. أن يسبق بصفة العالمية اسماً يغيب عن قراء بلده!