هل يدرك الدكتور عبدالله درويش - خطيب جامع الفتح - والمهندس عصام عبدالماجد المتحدث باسم الجماعة الاسلامية والدكتور خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية ان اللغة التي استخدموها يوم الجمعة الماضية هي نفس اللغة التي استخدمها النظام السابق وكل نظام مستبد فاسد علي مدار التاريخ بدءا من فرعون صاحب عبارة "شرذمة قليلون" في وصف معارضيه أو المختلفين معه حتي لو كانوا أنبياء كموسي وهارون ومؤمنين بالله ورسله كبني إسرائيل حينئذ. المعدلة وراثيا حتي ترجمت لدي المحدثين بال "فئة المندسة" وأصحاب "الأجندة الأجنبية". هل يدرك المجلس العسكري وبعض أركانه. الذين تحولوا لضيوف دائمين علي شاشات التلفاز. ان التسويف في تحقيق مطالب الشعب والاتهام بدون دليل ضمن أسباب أخري هو ما أشعل فتيل الثورة؟ لماذا لم يعلن المجلس العسكري للشعب المصري ما لديه من أدلة ضد أي من كان لنعرف الحقيقة ونتصرف علي أساسها؟ ماذا عنده بالتحديد ضد 6 أبريل وكفاية أو أي فصيل آخر من تلك الفصائل التي أسست وشاركت في صنع الثورة ونحسبها كشعب حتي الآن فصائل وطنية من الدرجة الأولي. وهل يدرك الاخوة الثوار انهم كانوا الفتيل الذي أشعل الثورة استمرارا لمحاولات كثيرة سابقة ولكن الشعب كله هو الذي أنجز الثورة التي تحتاج للوحدة حولها حتي تكتمل ان شاء الله. أم انهم يحسبون أنفسهم أصحاب الحق الحصري في الحديث عن الثورة وتوجيهها حتي لو كانت الوجهة هي محاصرة المجلس العسكري والقبض علي أعضائه كدعوة بعض المغامرين منهم أو من خارجهم داخل الميدان وخارجه أو اغلاق قناة السويس وما شابه من الدعوات التي تتسم بالرعونة وليس الحماس كما يقول البعض من المدافعين "عمال علي بطال" عن أخطاء الثوار أو الأدعياء. بل خطاياهم التي ستدفع مصر كلها ثمنها لا قدر الله. وهل يدركون أن توزعهم علي مئات الائتلافات والاتحادات والجبهات والحركات والتيارات والأحزاب من شأنها اتاحة الفرصة لأعداء الثورة في الداخل أو الخارج للنيل منهم وتصويرهم علي أنهم مجموعات متفرقة متنافرة يبحث أصحابها عن بطولة شخصية أو فائدة ذاتية علي حساب الوطن الذي يتحدثون باسمه ويزعمون أنهم حماته والمدافعون عنه؟ أو وصفهم بالعشوائية والبلطجية والتحرش الجنسي وادمان المخدرات؟! الثورة في خطر. بل مصر كلها في خطر. فلنتوقف عن "التكفير في الدين والتخوين في الوطن" إلا بدليل قطعي الثبوت قطعي الدلالة ولنبدأ الآن في تكوين "جبهة واحدة لانقاذ الثورة" بل انقاذ مصر مما قد يلحق بها من كوارث - لا قدر الله - إذا بقي "كل حزب بما لديهم فرحون". لنتوقف الآن ولنبدأ الآن وفورا في تصحيح مسار الثورة وتنقية صفوف الثوار من المغامرين أو الدخلاء. لأنه لا سبيل إلي الاستقرار والبناء إلا ذلك والله ثم الوطن من وراء القصد والسبيل.