شهدت مصر بعد ثورة 25يناير بعض التغييرات والتوجهات في معالجة بعض الملفات منها الحرص علي تعزيز علاقاتها مع دول حوض النيل بعد أن تصاعدت الأزمات معها خلال الآونة الأخيرة وشعور دول الحوض بأن مصر أصبحت منفصلة عنهم ولا تهتم بهم. الأمر الذي جعلهم يفكرون في بناء سدود علي منبع نهر النيل "شريان الحياة" تقلص من نسبة مصر من المياه. ولذلك نظم المجلس القومي للشباب برئاسة د. صفي الدين خربوش الملتقي الأول لشباب دول حوض النيل بمركز التعليم المدني بالقاهرة بهدف تعزيز قيم التفاهم والحوار بين شباب حوض النيل وشباب مصر. شارك في الملتقي 75شاباً وفتاة من دول حوض النيل. فاموا بزيارة منطقتي الحسين وخان الخليلي. والأهرامات. وجامع عمرو بن العاص وكنيسة ماري جرجس وقلعة صلاح الدين. ومسجد محمد علي. بالإضافة إلي قيامهم بزيارة معهد الدراسات والبحوث الافريقية ومركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام. ووزارتي التعاون الدولي والخارجية. أوضح د. صفي الدين خربوش أن تنظيم هذا الملتقي يؤكد حرص مصر علي توثيق أواصر الصداقة والتعاون مع حوض النيل الشقيقة في جميع المجالات كتوجه أساسي في السياسة الخارجية المصرية الجديدة. مشيراً إلي أن تعزيز العلاقات الشبابية بين شباب وفتيات دول الحوض سيسهم في تعزيز العلاقات في جميع المجالات المرتبطة بالشباب كالتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة والصحة وغيرها. أضاف أن هذا الملتقي يأتي في ختام فعاليات العام الدولي للشباب الذي أقرته الأممالمتحدة تحت شعار "الحوار والفهم المتبادل" متطلعا إلي توجيه المزيد من الاهتمام الدولي بشباب القارة الافريقية ولاسيما شباب دول حوض النيل خلال الفترة المقبلة. أعرب عن أمله في تنظيم هذا الملتقي بشكل دوري في مصر أو احدي دول الحوض لاتاحة فرصة الحوار ونقل الخبرات بين شباب وفتيات دول حوض النيل. وكذلك التوسع في عقد اتفاقيات التبادل الشبابي بين دول حوض النيل. وتقديم الخبرة المصرية في إنشاء وإدارة المنشآت للدول الشقيقة. صفحة جديدة وبدوره أوضح السفير رضا بيبرس مسئول ملف دول حوض النيل بوزارة الخارجية أن هذا الملتقي يعكس مدي اهتمام مصر بتعزيز التعاون مع دول حوض النيل في شتي المجالات. مشيراً إلي أن مصر لا تبخل بتقديم أية مساعدات لدول الحوض سواء كانت عن طريق الجهات الحكومية المصرية أو الصندوق المصري للتعاون الفني مع الدول الافريقية. أكد أن هذا التجمع الشبابي يعد في غاية الأهمية لما للشباب من دور كبير في صناعة التغيير والتقدم في مختلف المجتمعات ونصح شباب حوض النيل بضرورة الوعي بأهمية تعميق العلاقات بين دول الحوض التي تشترك في أطول نهر في العالم والذي يعد مصدراً للحياة. وأجمع سفراء دول حوض النيل خلال افتتاح الملتقي علي استعداد دولهم علي التعاون مع مصر في كافة المجالات. وعلي الاجتماع علي مائدة المفاوضات لحل أي مشكلة قائمة بين مصر وبين دول الحوض. مؤكدين أن الملتقي يستطيع الشباب من خلاله التعرف علي مدي ترحيب مصر واستعدادها بتعزيز التعاون والعلاقات بينها وبين دول الحوض. أكد د. محمد عفيفي استاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة. خلال محاضرة الروابط التاريخية بين مصر ودول حوض النيل علي اهتمام مصر المبكر بدول حوض النيل وتعزيز العلاقات بها. والذي بدأ منذ عهد الفراعنة ومستمر حتي الآن. وبالنسبة لتذبذب العلاقات بين مصر ودول الحوض. رأي الدكتور عفيفي أن الصراع العربي الإسرائيلي أثر علي علاقات مصر بالدول الافريقية من خلال انهاك الاقتصاد المصري. وجعل كل ما يشغل بال المواطن المصري هي القضية الفلسطينية فقط علي حساب الاهتمام بالدول الافريقية وعلي رأسهم دول حوض النيل. مشيراً إلي أن في ذلك الوقت أن مصر تقوم الآن بتسطير صفحات جديدة من العلاقات مع دول حوض النيل بعد ثورة 25يناير في سبيل استعادة ريادتها مرة أخري في الدول الافريقية بصفة عامة ودول الحوض بصفة خاصة. أكد الدكتور حسين مراد وكيل البيئة لشئون خدمة المجتمع بمعهد الدراسات والبحوث الافريقية خلال زيارة الشباب المشارك للمعهد. أن مصر بدأت تتطلع لعلاقات أفضل مع دول حوض النيل عقب ثورة 25يناير من خلال مبادرة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المصري. ووفد الدبلوماسية الشعبية بزيارة بعض دول حوض النيل لبحث سبل التعاون بين مصر ودول الحوض. وأضاف أن مصر لا تدخر جهداً للتعاون المشترك مع دول حوض النيل من خلال الأنشطة التي تقوم بها بعض الجهات المصرية كالأزهر الشريف الذي يقدم منحاً دراسية للطلاب الافارقة بهدف الاستفادة منهم حين العودة إلي أوطانهم. بالإضافة إلي الدور الذي يقوم به معهد البحوث والدراسات الافريقية من برامج ومشروعات في مجال التعاون العلمي. وتنمية قدرات الافارقة داخل المعهد. أوضح د. محمد شوقي الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة. خلال محاضرة النظام القانوني للانهار الدولية أنه لا يوجد اتفاق جامع يمثل حدوداً ملزمة للانهار الدولية. وذلك أمر طبيعي نتيجة لوجود مائة شهر دولي بدول العالم. وتختلف الظروف الخاصة بكل نهر ومجموعة الدول التي يمر بها. إلي جانب اختلاف أسس استخدامه. المياه متوفرة فيما أوضح الخبير هاني رسلان رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل خلال لقائه بالشباب أن أزمة حوض النيل ليست في كمية المياه المتوفرة بنسبة 1600 مليار متر مكعب سنوياً ولكن في كيفية إدارة المياه. مبيناً أن دولتي المصب وهما مصر والسودان يحصلان علي نسبة 84 مليار متر مكعب سنوياً من اجمالي مياه النيل أي بنسبة 5% من اجمالي المياه. ومصر تعتمد علي المياه بنسبة 95% لتبقي علي قيد الحياة. أوضح السفير محمد عباس رئيس قطاع التعاون العربي والافريقي بوزارة التعاون الدولي أن مصر تسعي في الأونة الأخيرة إلي توطيد العلاقات مع دول حوض النيل عن طريق تحسين بيئة الاستثمار في تلك الدول. وتشجيع المستثمرين المصريين لاقامة مشروعات مشاركة تسهم في تحقيق النمو الاقتصادي لكافة دول الحوض. وفيما يتعلق بمشكلة تقليل حصة مصر من مياه نهر النيل. والتي آثارها الشباب المشارك في اللقاء مع السفير. قال : "هناك حاجة ملحة للتنسيق بين كافة دول حوض النيل لايجاد صيغة مقبولة تلبي مصالح كافة الأطراف. وهو الأمر الذي ينص عليه القانون الدولي. وهذا التعاون سيعود بالنفع علي كافة الأطراف لأن دول الحوض تمثل عائلة واحدة منذ آلاف السنين وأعرب السفير محمد عباس عن سعادته بتنظيم هذا الملتقي في مصر باعتباره قناة جديدة للتواصل. وقاعدة أساسية للعلاقات بين شباب دول حوض النيل. مطالبا هؤلاء الشباب بأن يكونوا خير سفراء لمصر في بلادهم باعتبارهم قادة المستقبل الذين يحملون مزيداً من الازدهار والتقدم لاوطانهم. الشباب المشارك اجمع شباب دول حوض النيل المشاركين في الملتقي علي اعتزازهم بمصر كدولة رائدة. بافريقيا وقادرة علي تخطي الصعاب التي تمر بها. وأكدوا أنهم تعرفوا خلال هذا الملتقي علي حرص مصر علي توطيد علاقاتها وتعاونها مع دول الحوض واستعدادها لتنفيذ العديد من المشروعات التنموية الهادفة لتحقيق الرقي والتقدم لدول حوض النيل. وأشادوا بحسن تنظيم الملتقي. وبالبرنامج السياحي الذي وضعه المجلس القومي للشباب. وبالأيام الوطنية التي كان يتم تنظيمها بنهاية كل يوم من أيام الملتقي مما ساعدهم علي التعرف علي ثقافة وعادات كل الدول المشاركة. كما أشادوا بحسن استقبال المصريين لهم داخل الأماكن السياحية التي قاموا بزيارتها.