في عصر تقتحم فيه السيدات أعمال الرجال. يصبح كل شيء ممكنا. نجد النساء تمتهن مهن الرجال الصعبة. مثل سائقة تاكسي. وجزارة. وعجلاتية. إلخ. ولكن هل هن مجبورات. علي هذه المهن أم هي علي سبيل التحدي والموهبة. في محافظة دمياط ظهرت في السنوات الأخيرة مهنة جديدة في أوقات الفراغ تلجأ السيدات أو ربات البيوت بصفة أشمل. إلي شغل أنفسهن بأعمال بسيطة من خياطة وترتيب وابتكار ديكورات جديدة. تتبع بها الموضة. ولاحظنا في هذه الفترة وجود سيدات اختصت بترتيب شقق العرائس و"رص غرفة السفرة" "النيش والفضيات" في محافظة دمياط. اتخذتها بعض السيدات علي سبيل الموهبة وتسلية أوقات الفراغ. والبعض الآخر اتخذتها مهنة للمساعدة في دخل الأسرة. والاستعانة بهن في بعض المحافظات المجاورة لمن اشتروا الموبيليا من دمياط. "أم سارة" سيدة دمياطية تعمل سكرتيرة عند دكتور. في الصباح وبجانب هذه المهنة تعمل في "رص شقق العرائس" وبالرغم من صعوبة هذه المهنة فإن أم سارة تشتغل بها لزيادة دخل أسرتها. تقول "أم سارة": عملي في العيادة ساعدني كثيرا علي الانتشار. أتحدث مع الزبائن وأعلن عن نفسي. انها مهنة ليست سهلة. وتحتاج إلي التركيز بدرجة كبيرة والدقة والحرص علي أقل الأشياء. وقد يساعدها في ذلك أهل العروس وأنها تستغرق يومين لتنتهي من فرش الشقة علي الأكثر. وأكثر الأشياء التي تستغرق وقتا هو "رص الصيني" داخل النيش أو الفضية. أم سارة تقوم بهذه المهنة منذ 5 سنوات مقابل أجر يبدأ من 100 جنيه إلي 200 جنيه. وقد تقوم بهذا العمل دون مقابل إذا كانت العروسة يتيمة أو غير قادرة ماديا. وتعتبر هذه الخطوة زكاة عن نفسها. عندما سألنا "فاطمة" إحدي العرائس عن أهمية من تشتغل في هذه المهنة قالت: "إنها تفضل أن تحضر سيدة لتقوم بفرش شقتها. علي طريقتها الخاصة لأنها تمتلك ذوقا وموهبة. وأن لها نظرة خاصة لما تقوم به من ترتيب وفرش للشقة. وتتبع الموضة من تنسيق للألوان وديكورات الزينة. وقالت إنها تتوقع أن هذه المهنة سيكون لها أهمية أكبر في الفترة القادمة". أما عن رأي والدة "فاطمة" فكان علي عكس ذلك تماما. حيث وصفت ذلك قائلة "دي تقاليع بنات". علي أيامنا كانت العروسة لا تعرف شيئا عن شقتها وفرشها حتي يوم الفرح. لكن عرائس هذه الأيام لازم تفرش شقتها بنفسها. ومعها سيدة تختص بفرشها. أضافت أنها لا تفضل ذلك وتفضل أن تفرش شقة ابنتها بيدها وعلي طريقتها الخاصة. وما بين تباين الآراء حول هذه المهنة. إلا أنها أصبحت تنتشر بشكل واضح خلال هذه الفترة. وأصبحت المرأة تختلق مهنا جديدة بنفسها ولنفسها لتتعايش مع الحياة بصعوباتها.