كعادتها دائما تتدخل القوات المسلحة وقت الأزمات لتنقذ الشعب من الكوارث وتقصير المسئولين وأنقذت القوات البحرية الإسكندرية من الانهيار والغرق من خلال العمل الدءوب علي مدار 24 ساعة انتشرت فيها القوات بمنطقة الجمرك لشفط المياه التي أغرقت الجمرك بأكملها وعزلتها عن وسط الإسكندرية واضطرار الأهالي للاستعانة بمراكب للعبور من جانب لآخر وبخاصة في شارع رأس التين. انتشر رجال المنطقة الشمالية ومعهم مهندسون متخصصون من الإدارة الهندسية لإيجاد حلول سريعة لإعادة فتح الطرق لمنسوب المياه المرتفع في الأنفاق مثل نفق قناة السويس وكوبري كليوباترا وغيرهما من المناطق منخفضة المنسوب التي أغرقت الشوارع حيث تم تسليك "الشنايش" وشفط المياه وإعادة تسيير الحركة المرورية بعد تقاعس الصرف الصحي عن أداء مهامه المنوط بها منذ بداية الأزمة وعدم استجابته لاستغاثات المواطنين. لم تكتف القوات المسلحة بإنقاذ الإسكندرية من الكميات الهائلة من المياه ولكنها حرصت أيضا علي وضع سيارات الشفط بمختلف المناطق لسرعة الانتقال من منطقة لأخري عند تلقي أي استغاثة من المواطنين كما قامت أيضا بإرسال معونات عاجلة تم توزيعها علي المناطق الشعبية المنكوبة التي اقتحمت المياه منازلهم وأغرقتها خاصة بشرق الإسكندرية. علي جانب آخر قام الأهالي بالاعتماد علي أنفسهم لإنقاذ مساكنهم ومحالهم التجارية في ظل عدم استجابة الصرف الصحي لاستغاثاتهم. يقول أحمد رجب: لقد ارتفعت ماكينة الصرف بالموتور ولوازمها لتتراوح من 6 آلاف إلي 11 ألف جنيه لإنقاذ الجراجات التي غرقت بالمياه بالسيارات التي تحتويها حتي اختفت السيارات بعد أن تراوح ارتفاع المياه من 2.5 إلي 3 أمتار واضطررنا لشراء جهاز للشفط لإنقاذ الجراج الخاص بعقارنا بعد أن ظللنا طوال الأحد وحتي فجر الاثنين نستغيث بالصرف الصحي دون استجابة وهو ما اضطرنا للاعتماد علي أنفسنا بعد أن غرقت عشرات السيارات. يضيف محمد علي: لم نتمكن من توفير المبالغ المالية المطلوبة لجهاز الشفط واضطررنا لاستخدام طرق بدائية لإنقاذ محالنا وجراجنا والمخازن الملحقة بالمحال حيث قمنا بشراء خرطوم طويل ذي قطر كبير يتراوح من 80 إلي 120 جنيها ليكون بمثابة جسر ينقل المياه من داخل الجراج إلي الطريق العام وظللنا لأكثر من 5 ساعات متواصلة للعمل بهذه الطريقة البدائية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد حالة الاختفاء التام لعمال الصرف الصحي لإنقاذ الأزمة. فيما انتشرت ظاهرة غريبة في الشوارع الجانبية والشوارع الخلفية وهي تبرع مجموعة من المواطنين لتسليك البالوعات مقابل مبلغ مالي يتراوح من 40 إلي 60 جنيها في المناطق الشعبية و100 جنيه بمنطقة الكيلو 21 و26 ويحمل السباك المتنقل "المسلكاتي" مجموعة من الأسلاك متباينة القطر والطول حسب حجمها. يقول أحمد عبدالعال "صاحب محل": قمنا بعمل جمعية بيني وبين المحال الغارقة المجاورة بسوق باب عمر باشا حيث يدفع كل محل 5 جنيهات للاستعانة بالمسلكاتي لسرعة الإنقاذ خاصة بعد أن ألقي أصحاب المحال التجارية بالمياه التي أغرقت محالهم في وسط الطريق لعدم توافر عمال الصرف الصحي وهو ما أدي إلي ارتفاع منسوب المياه في الشوارع لكون البالوعات مسدودة من الأساس وحتي لا تعود إلينا الكارثة نستعين بالسباك الجائل موضحا أنه يلقي معاناة كبيرة في فتح غطاء البالوعة المغلق منذ سنوات ولم يتم تسليكها استعدادا لموسم الشتاء وبالتالي كانت الكارثة. يضيف وليد موسي كل ما يتطلبه الأمر هو اهتمام من رؤساء الأحياء وعمال الصرف الصحي فالشنايش التي تم تنظيفها ألقيت مخلفاتها بجانبها لتسدها مرة أخري وقت الأزمة وبالرغم من الجهود الذاتية التي قام بها أصحاب المحال التجارية وأهالي المناطق الشعبية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن عادت الحياة لطبيعتها في بعض شوارع الإسكندرية وميادينها لكن مازالت منطقة المندرة وشاطئ النخيل وشوارع العجمي غارقة بالمياه.. واستمرت سيارات شفط المياه القادمة من القاهرة لإنقاذ الإسكندرية في منطقة القباري ومينا البصل ولازالت بعض مناطق الإسكندرية وبخاصة شارع 35 بمنطقة المندرة غارقة في المياه.