حملت ضربة البداية لانطلاق قطار الدوري لكرة القدم في نسخته ال "57" غاية في القوة والإثارة تنبئ بأننا علي أبواب موسم ساخن جداً.. فالأندية أنفقت 100 مليون جنيه لإعادة ترتيب أوراقها الفنية من خلال دعم صفوفها بالعديد من الصفقات التي قد تري فيها القدرة علي تحقيق طموحاتها سواء في المنافسة علي القمة أو التي تسعي لاحتلال مركز مرموق يليق بها ويرضي جماهيرها.. بالإضافة للتعاقد مع مدربين جدد لعل يكون في مقدورهم قيادة اللاعبين للأهداف المحددة لمجالس إدارة أنديتهم.. وكان الأهلي الأكثر إنفاقاً بحثاً عن استعادة البطولات التي فقدها الموسم الماضي.. وهو ما دفعه لإقالة مدربه الوطني فتحي مبروك والتعاقد مع البرتغالي بيسيرو مع ضم المهاجمين الأفريقيين جون أنطوي وماليك إيفونا في أغلي صفقتين في تاريخ الكرة المصرية.. ورغم أنه من المبكر جداً الحكم علي مدي كفاءة البرتغالي بيسيرو انطلاقاً من أنه يحتاج لبعض الوقت للتعرف علي امكانيات لاعبيه ودراستها جيداً وتحديد الأسلوب الأنسب لتوظيفها.. ويمكن القول إن بدايته مع الأهلي موفقة ومقبولة حتي الآن بعد قيادة الفريق للحصول علي العلامة الكاملة مع نهاية مباريات الأسبوع الثاني ومعه ناديا الاتحاد السكندري والداخلية.. ولكن لابد أن نتفق أن القرعة خدمت بيسيرو في ضربة البداية.. حيث لعب مباراته الأولي مع أحد أندية الوسط ألا وهو الطلائع. وحسم اللقاء لصالحه مستغلاً الطريقة الدفاعية الصارمة التي لعب بها فريق الطلائع.. وهو ما أتاح الفرصة للأهلي لوضع الطلائع تحت ضغط مستمر حتي أنهي المباراة لصالحه بالفوز.. وجاءت مباراته الثانية أمام غزل المحلة العريق.. ولكنه عائد من دوري المظاليم.. بينما الأهلي بطل السوبر في قمة فورمته الفنية والذهنية مع فارق الخبرة لنجومه بقيادة حسام غالي وعبدالله السعيد صاحبي هدفي الفوز علي فلاحي الغزل لينفرد الأهلي بقمة الدوري مستغلاً تعثر زمالك الأحلام بطل الكرة المصرية الفائز بثنائية الدوري العام والكأس في مباراته الثانية أمام أسوان في مفاجأة صادمة وغير متوقعة.. فالبطل يواجه أسوان القادم من عالم الظل وهو يلعب بكامل نجومه بقيادة الحاوي أيمن حفني وكهربا وباسم مرسي.. ولكنه قدم أداء لا يليق بخبرات وإمكانيات نجوم زمالك الأحلام.. فالسلبية كانت شعار النجوم.. وعدم القدرة علي الوصول لشباك أسوان المكافح كان سمة الأداء.. فنجوم الزمالك عجزوا عن فك شفرة دفاع أبناء الجنوب الذين حققوا تعادلاً بطعم الفوز.. فالمفروض أن زمالك الأحلام في قمة فورمته ولدي نجومه من الخبرات والحافز للدفاع عن لقب البطولة ما يجعلهم يقاتلون في الملعب من أجل إسعاد جماهيرهم بمزيد من الانتصارات مثلما فعلوا أمام وادي دجلة في الأسبوع الأول.. فالفريق يمتلك نخبة من أفضل وأبدع لاعبي الكرة المصرية في المرحلة الحالية.. وما حدث من أداء سلبي من لاعبي الزمالك كان بمثابة صدمة لجماهيرهم.. صحيح أن مشوار البطولة مازال طويلاً جداً.. ولكن مطلوب من البداية التركيز والحرص والإصرار علي الفوز.. خاصة أن المؤشرات لبدايات هذا الموسم تؤكد أن مهمة الدفاع عن لقب الدوري العام لن تكون سهلة.. فالأهلي لن يتنازل عن المنافسة من أجل استعادة درع المسابقة.. وهناك الإسماعيلي وإنبي والمصري قادمون بقوة لصراع القمة وسوف يشكلون عقبة أمام أحلام الأهلي والزمالك في الفوز بدرع البطولة هذا الموسم.. ويجب أن نتفق أن ما حدث لزمالك الأحلام يعد بمثابة جرس إنذار مبكر للاعبيه أن الإنجازات تحتاج بذل الجهد والعرق في الملعب واحترام المنافس والروح القتالية في الأداء والتعامل مع كل مباراة علي إنها بطولة.. خاصة هذا إذا أراد نجوم الزمالك الاحتفاظ باللقب للعام الثاني علي التوالي وتأكيد أحقيتهم في التربع علي قمة الكرة المصرية.. ولابد أن يتذكروا أن الفارق بين الثقة بالنفس والغرور شعرة بسيطة وأنهم يمتلكون كل مقومات النجاح من وفرة رائعة من اللاعبين الأكفاء.. بالإضافة إلي ما يتمتع به الفريق من استقرار فني وإداري ومالي في ظل القيادة الحكيمة لمجلس إدارة الزمالك برئاسة المستشار مرتضي منصور.. وهنا لابد أن يبحث فيريرا المدير الفني للفريق وتيجانا إسماعيل يوسف مدير الفريق عن علاج لأخطاء وسلبيات لقاء أسوان سريعاً.. فتلك مسئوليتهما منعاً لتكرارها حفاظاً علي درع الدوري.