* يسأل السيد حمزة رئيس شعبة المقاولات: إننا اليوم أشد ما نكون في حاجة إلي التذكير بخصوصية مصر ومكانتها في الإسلام. من أجل إعادة بعث واحياء الشعور بالولاء. فماذا نقول لأبنائنا وبناتنا وأهلينا عن فضل مصر في الإسلام وأهمية المحافظة عليها. ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: عزيزي السائل إذا أردت تذكر الأهل والأبناء بفضل مصر فقل لهم: مصر هي الساهرة القاهرة الطاهرة. وأن آيات القرآن الكريم وأحاديث سيد المرسلين تحمل عن مصر الكثير والكثير. فضلاً عما تثبته أحداث التاريخ. مما يدل ويؤكد علي حقيقة خصوصية مصر ومكانتها في الإسلام. ورغم بداهة هذا الأمر وشدة وضوحه إلا أننا اليوم أشد ما نكون في حاجة إلي التذكير بهذه الخصوصية من أجل إعادة بعث واحياء الشعور بالولاء والانتماء الوطني في نفوسنا جميعاً من جديد. بعد أن سعت قوي الافك والضلال والتضليل في الداخل والخارج لاستلاب الوعي وتعتيم الضمير عند المصريين. فجعلوا من الدين تجارة. ومن التطرف والدجالة حرفة يأكلون من ورائها سحتاً. وينشرون بها الفتنة في ربوع مصر.. بأمل خائب هو ألا تبقي ولا تذر علي ثراها من شيء. إلا أن الله تعالي الحافظ لكنانته يأبي ورسوله أن يمسها سوء. وهو من ورائهم محيط. وعن فضل مصر وفضائلها. يحدثنا أبو عمر بن محمد بن يوسف الكندي. أول من كتب عن مصر باللغة العربية. في كتابه "فضائل مصر": لا يعلم بلد من أقطار الأرض أثني الله عليه في القرآن بمثل هذا الثناء. ولا وصفه بمثل هذا الوصف. ولا شهد له بالكرم غير مصر. ولا غرو أن تكون بما وصفها الخالق العليم مثابة للناس وأمنا. وتكون الحاضرة وما سواها بدواً.. ألم يعلن ذلك علي لسان سيدنا يوسف عليه السلام.. لقد فضل الله مصر علي سائر البلدان.. كما فضل بعض الناس علي بعض. والأيام والليالي بعضها علي بعض. وقد فضل الله مصر وشهد لها في كتابه بالكرم وعظم المنزلة. وذكرها باسمها وخصصها دون غيرها. وكرر ذكرها وأبان فضلها في آيات القرآن الكريم. إن مصر هي أعظم وطن يشرف كل مسلم بالانتماء إليه ويلوذ به المسلمون من أجل حماية الإسلام ومقدساته وحرمات المسلمين. ومصر هي أيضاً أقدم وطن عرفته البشرية وقامت علي أرضه أعظم الحضارات وخرجت منها دعوة الهداية علي أيدي رسل الله الذين شرفت بهم هذه الأرض الطيبة.. فكان الانتماء الي مصر في كل وقت شرف لا يدانيه شرف.. ومن ثم فإن حب مصر ومساندتها في مواقفها في حماية الإسلام ومقدساته يصبح حكماً "بما أنزل الله" وكل من يعمل علي بث الفوضي والعنف في جنباتها. والوهن والاضطراب في صفوف جيشها وشرطتها إنما يصرفها عن مهمتها المقدسة والمقدرة لها في الدفاع عن الإسلام ومقدساته إنما يحكم "بغير ما أنزل الله". بل هو في حكم من يصد عن سبيل الله. حفظ الله مصر من شرور أعدائها في الداخل والخارج وحقدهم. فالله خير حافظاً.. و"سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".