كان الله في عون الدكتور عصام شرف!! كان الله في عون الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء.. لقد تولي الرجل مسئولية قيادة العمل التنفيذي في فترة عصيبة ووسط أجواء غير مستقرة مما كلفه عبئا بدنيا ونفسيا لا يحتمله أي إنسان بسهولة!! والعبء البدني يمكن تحمله مهما كان ثقله.. لكن المشكلة في العبء النفسي الذي يتعرض له من اطراف شتي.. فهو ان أرضي فريقا أغضب الفريق الآخر.. وان استطاع ان يقنع الفريق الآخر خرج له فريق ثالث ورابع وخامس وكل منهم يتحدث باسم فصيل من فصائل الثورة!! سقط الرجل من الاعياء ودخل المستشفي وأجري فحوصا طبية كانت بعض نتائجها تعطيه انذارا بضرورة التنبه لصحته وإلا فالعواقب لا تطمئن.. ومع ذلك كان بإمكان الرجل ان يسلم المسئولية إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة ليختار بديلا له.. لكنه آثر الاستمرار في تحمل المسئولية.. فالمنصب في هذه الظروف مهما علا لم يعد مغنما ماديا ولا أدبيا ولو كنت انا شخصيا في مكانه لأرحت نفسي وأرحت المنتقدين الذين يطالبون بتغييره وتكليف آخر. ان المنصب الآن - كما قلت - لا يغري حتي هواة تقلد مثل هذه المناصب حبا في الشهرة والأضواء ولا أقول حبا في المال.. هؤلاء من الممكن أن يتعففوا عن قبوله في مثل هذه الظروف ولسان حالهم يقول: ابعد عن الشر - اقصد المنصب - وغني له!! لكن عصام شرف يري ان هذه مسئولية وطنية يجب أن يتحملها ولا يهرب من الميدان.. فمصر في حاجة إلي رجال ذوي عقول متفتحة واحساس صادق بالوطنية وقدرة علي تحقيق الطموحات التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير.. ولذلك أصر علي ان يبقي لا حبا في الشهرة كما قلت وإنما من أجل مصر واستكمال مسيرة الثورة علي أرض الواقع. لقد أحس الدكتور شرف ان هناك محاولات متعمدة لعرقلة ادائه فصرح عبر موقع ال "فيس بوك" بأن هناك جهات تضع صعوبات لعرقلة ادائه في رئاسة الوزارة وعدم نهضة البلاد لكنه لم يذكر لنا هذه الجهات. ثم اضاف ان تقدير البعد لما أواجهه من صعوبات هو اكثر شيء يخفف عني وكل ما يهمني الآن ان تثقوا بأن كل قرار أخذته وسأتخذه هدفه مصر فقط.. وليس ادعاء بطولة زائفة. لذلك فإننا نحيي - بهذه المناسبة - الصوت العاقل الذي يمثل ائتلاف شباب الثورة الذي قرر منح الدكتور عصام شرف الفرصة الكاملة لاجراء التعديل الوزاري بشرط ان يشمل التعديل عملية تطهير كاملة داخل الوزارات التي يظل بها وزراء ومسئولون من رموز النظام السابق واكد الائتلاف ان الدكتور عصام شرف في حاجة إلي دعم كل القوي الوطنية المخلصة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به البلاد. والآن.. ما هو المطلوب؟! المطلوب بكل الصدق إذا كنا نحب مصر حقا ونصر علي نجاح الثورة ان يشعر كل منا بالمسئولية وان يكون ترسا في آلة بناء مصر من جديد.. نطرح الأفكار ونتفق أو نختلف لكن في اطار حوار ديمقراطي سليم بعيدا عن العصبية وعن الاهواء.