في مزبلة التاريخ

اللهم بلغت

الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة.. وخطر داهم يقضي علي الأخضر واليابس.. ولا تقل محاربة الفساد أهمية عن محاربة الإرهاب.. فالأول يقتل المجتمع بأكمله.. والثاني يستهدف الشرفاء الأبرياء من رجالات الجيش والشرطة والمواطنين.. ومن هنا علي كل المواطنين مواجهة الفاسدين والإرهابيين والمتطرفين وتخليص الوطن من شرورهم.
ولا شك أن الفساد استشري واستفحل في الجهاز الإداري للدولة علي مدار ال 35 عاماً الماضية.. وسيطر الفاسدون وفعلوا ما شاءوا مستغلين ضعف القوانين والتشريعات والثغرات.. فنهبوا أراضي الدولة وأقاموا عليها المنتجعات السياحية محققين أرباحاً خيالية.. وعاثوا في الأرض فساداً وإفساداً.. لم يرحموا الشعب البائس.. أطعموهم لحوم حمير ولحوماً فاسدة وأغذية منتهية الصلاحية وقمحاً بالدود والسوس.. سمموا الأكل بالمبيدات المسرطنة طمعاً في إنتاجية أكثر للمحاصيل.. فأصابوا الشعب بأمراض السرطان والكبد.. وسمموا أيضاً مياه الشرب بالصرف الصناعي والمجاري.. لم يتركوا للشعب أقل القليل.. انهالوا عليه بفسادهم حتي طرحوه أرضاً.. وعندما ظنوا أن الدنيا دامت لهم كان القدر بالمرصاد وجاءت ثورتي 25 يناير و30 يونيو لتعصف بكراسيهم وتزج بهم خلف القضبان وفي السجون.. وحتي الذين خرجوا منهم ستظل لعنات الشعب الذي دمروه ومات مرضاً علي أبواب المستشفيات وغرقاً في البحار وحرقاً في قصر ثقافة بني سويف وقطار الصعيد تطارد الجميع من الفاسدين والإرهابيين الخونة.. إنهم في مزبلة التاريخ.. عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وقد جاء القبض علي وزير الزراعة صلاح هلال ليؤكد أن مصر السيسي عائدة بقوة.. ماضية بعزيمة لا تلين في بتر الفساد والفاسدين بالتوازي مع القضاء علي الإرهاب والإرهابيين.. وأن جميع المواطنين أمام القانون سواء ولا أحد فوقه.. من يخطئ سيحاسب.. وأن زمن "أنت مش عارف أنا ابن مين" إلي زوال.
اضرب يا سيادة الرئيس بكل قوة علي الفاسدين ونحن معك نساندك ونؤيدك ونفتديك بأرواحنا.. خلص الدولة المصرية من الأدران التي علقت بثيابها الطاهر.. سر علي بركة الله في معركة البناء والتنمية مواصلاً مساعيكم المخلصة وجهودكم الجبارة في النهوض والارتقاء بالوطن.
نعلم يا سيادة الرئيس أن السابقين تركوا لكم تركة ثقيلة من الهموم والمشاكل تنوء بحملها الجبال.. ولكن أنتم أهل للمسئولية.. المصريون الذين خرجوا عن بكرة أبيهم يطالبونك بالترشح للرئاسة ثم انتخبوك رئيساً للجمهورية كلهم ثقة في قدرتك وعزيمتك علي الارتقاء بالوطن وتخليصه من الفاسدين.. نعلم وندرك جيداً بأن المعركة مع الفساد والفاسدين ليست سهلة.. ولكن لا يساورنا أدني شك في قدرتك علي مواجهتهم بحسم وحزم وبترهم وتخليص الوطن من شرورهم.
سيدي الرئيس.. ننتظر منكم قرارات سريعة بإعادة ترتيب بيت الحكومة.. آن الأوان لإجراء تعديل وزاري وحركة محافظين تتناسب مع دقة المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد في ظل أداء غير مقنع لبعض الوزراء والمحافظين.. أجمع الشعب أنهم عبء عليك.. ولم يكونوا إطلاقاً علي مستوي المسئولية وجاءت تصريحاتهم لتزيد من الاحتقان بين أفراد الشعب في وقت الوطن في أمسّ الحاجة إلي الحفاظ علي الجبهة الداخية وتقوية الاصطفاف الوطني.
وأخيرا..
ستظل صورة الطفل السوري "إيلان كردي" الذي قذفت به الأمواج علي الشاطئ وصمة عار في جبين المجتمع الدولي.. ومهما حاولت بعض دول الغرب تجميل الصورة باستقبال النازحين والهاربين من جحيم الأسد.. فلن يعفيهم ذلك من مسئولية المشاركة في قتل الملايين بسوريا والعراق وليبيا.. إنها أياديهم وخططهم الخبيثة التي دمرت هذه البلاد.